أنا أعتبر أن الامير الحسن فقط قد جانبه الصواب بقبوله الظهور على شاشة التلفزيون الاردني الذي غيبه وعن سابق تصميم وتعميم طوال المرحلة التي سبقت ,وأنه وهو الذي يعلم تماما -مستوى الاسفاف الذي وصل اليه هذا الجهاز الذي يفترض أنه يقود إعلام دولة لا إعلام حكومة أو أشخاص -,قد قبل أن يعرض قراءته وبعض تحليلاته المقتضبة على هذا المنبر الذي بات مستوى القائمين على اعداد وإخراج الخطاب الاعلامي الحكومي لا يتجاوز مستوى (الصف السادس .ج).


وقد عرفت بمجرد أن بدأت المذيعة التي لا تجيد سوى التبرج وأداء بعض الحركات في يديها كعادتها عندما تقرأ الاجوبة السخيفة على شكل اسئلة في محاولة لوضع الاجابات دائما في فم من تحاور ,قد عرفت وهي تقدم الامير بأنهم سيجزءون خطاب الامير ليوضع الخطاب كاملا وما يجتزؤون منه في سياق غير السياق الذي يتحدث فيه الامير الحسن .


وقد يهاجمني البعض ويتهمني بأنني أخالف لأعرف إلا أنني ودون خوف أتهم هؤلاء بأنهم هم يهاجمون ويعارضون ليعرفوا ودون أن يعرفوا أن إحترام الخصم -وأنا لا أفترض أن الامير خصم-هو الشرط الاساسي والاول للفوز وكسب القضية سواء أكان (مخاصمة قضائية أو حوار سياسي أو حتى معركة عسكرية)فهل ننسى قدر الرجل العلمي والفكري وهل ننسى أنه مفكر عالمي وصاحب حنكة وخبرة سياسية لا يبزه أحد فيها وهل ننسى كل ما قد وجهه من رسائل منذ بداية الحراك في كل ظهور له في مؤتمر أو ندوة كانت جميعها توبخ من يتجاهلون الحراك ويعتبرونه زوبعة في فنجان .


علينا وبالاخص من يدعي أنه ناشط ومهتم أن يكون على مستوى زعمه بأنه من النخبة وأنه صاحب رأي وأصحاب الرأي هم من يبنون تلك الاراء إستنادا للمعارف والقواعد العلمية وبالتمحيص والدراسة بإستخدام ملكات التحليل أو التركيب ,لا أن تكون الاراء مجرد إنطباعات شخصية منفعلة وسريعة تحكم على الجزئيات دون وضعها في سياقها وإدراك الكليات .



لقد تابعت اللقاء كالجميع ولم يزعجني ما يزعج الجميع سوى ما قد عرفت وذكرت سابقا من أن أغبياء السياسة والاعلام سيستثمرون ظهور الامير لغرضهم السخيف ,وسيوضع حديثه ولغته التي حاول تبسيطها جاهدا في غير سياقه وغير معناه الحقيقي ,وسيستخلص أصحاب الافق الضيق والادراك الضعيف رسائل بالتأكيد لم يعنيها الامير لأنها لاتنسجم مع فكره وثقافة ولا مع أراءه السياسية في الاوضاع الراهنة.


فلماذا التركيز على جملته "لينظر من يهاجم الهاشميين أين كان أبائهم "والتي جاءت للرد على من ينتقد الهاشميين وموقعهم في الحكم من موقعه في الحكم أيضا ولم تكن موجة للشعب وللعشائر الاردنية ,وبصريح العبارة كانت موجهة لأبواق الشيوخ والحكام والرؤساء في مواقع الحكم في دول عربية اخرى .


ولماذا لم يلتفت من بدأو الهجوم على حديث سمو الامير ومن هلل أيضا لذلك الحديث لما ذكره وأشار إليه من ضعف الحاكمية في الاردن وانتقاده للمسؤلين وللإعلام وضرورة فتح قنوات الحوار الحقيقي والجدي بين اضلاع المثلث حسب رأيه وهي (الملك ,الشعب ,المؤسسات الدستورية).


مع خالص العتب والاحترام لكل من تناول حديث الحسن بن طلال على شاشة التلفزيون الاردني بالهجوم والرد وحتى التصفيق والتهليل على أنه دفاع عن الحكومات وعن الديوان وهجوم أو تحريض على المطالبين بالاصلاح أقول لهم لقد ظلمتم أنفسكم وظلمتم الامير ووقعتم فريسة للشرك الذي نصبته لكم السياسة الاعلامية الغبية التي تركز على وضع الاردنيين وخصوصا الاصلاحيين بما فيهم من يدعمهم ومن يتعاطف معهم أمام بعضهم وعلى قاعدة فخار يكسر بعضه .وقد جانبتم الصواب انتم في التقاطكم الطعم المسموم .