إللي ما بشوف من ورا البرلمان أعمى !!


لا يحتاج أي متتبع ومراقب ولو لم يكن مهتم الى كثير من الذكاء ليعرف أن بيت القصيد في الحراك الاردني (الاردني رغم أنف المشككين ) هو الوضع الاقتصادي الخانق الذي أوصلونا أليه من تسربوا في غفلة منا الى مواقع صنع القرار ,الذين دبروا بليل ونفذوا في وضح النهار .

كما أن ذاكرة الوطن القريبة تسجل البرهان القاطع على أننا لم نحتج ونتململ ونخرج للشارع صارخين من باب محاكاة الربيع العربي والتقليد الاعمى لما حصل في بلدان عربية من ثورات الجياع والمقموعين,فنحن سبقنا كل تلك المجتمعات عندما عمت مدن الجنوب الاضطرابات وخرجت الجموع تهتف بسقوط حكومة الرفاعي الثاني إثر تلك الصدمة التي استفاق الشعب عليها وبدون سابق انذار وهي الارتفاع المفاجيء للأسعار ونزول الدينار وقد سميت (هبة نيسان) في العام 89 ثم تلاها أيضا وفي مدن الجنوب كذلك ماسمي (هبة الخبز) في العام 96 وكانت أيضا تهتف بسقوط حكومة عبدالكريم الاول .

ورغم أن عودة الحياة البرلمانية كانت في عام هبة نيسان وتوالى بعدها إجراء الانتخابات منذ ذلك الحين وأصبح الحديث عن الديمقراطية ودولة القانون هو حديث الصباح والمساء ,إلا أن كل ذلك لم يكن في الواقع هاجس الاردنيين لأنهم وحتى في زمن الاحكام العرفية كانوا يمارسون حريتهم في التعبير عن انفسهم وعن طبيعتهم وكانت القنوات بينهم وبين النظام مفتوحة ,يطلبون فيلبى طلبهم ,يناقشون ويسمع لهم ,يعترضون فتكون دائما إعتراضاتهم في الاعتبار عند كل قرار ,ولكن حريتهم وكرامتهم كانت ولا زالت بالنسبة لهم ,أن لا يعبث أحد بأرزاقهم لأنها وسيلتهم لتحقيق ذاتهم المجبولة على حبهم إكرام الضيف وإجارة الدخيل وبغضهم الوقوف في طوابير التسول مهما كانت مسمياتها .

فالاردني (القح) لا يعنيه ابداء رأيه في مسألة ما أكثر من عشقه لرفع صوته عاليا بين الجموع يحلف بالله وبالطلاق على القيام بواجب الضيف ,أو ان يكون قادرا على لعب دور جقيقي في اصلاح ذات البين في خصومة ما ويرفع صوته عاليا بأنه مستعد ليكون (كفيل وفا )أو (كفيل دفا) لا أن يصمت ويدفن رأسه بين قدميه ويأد نخوته في صدره خشية إملاق.

فالمسألة إذا ,الاقتصاد ثم الاقتصاد ثم الاقتصاد ,وهنا نسأل من يتبجحون بأن عجلة الاصلاح تسير وأننا لا نحتاج سوى الوقت للتنفيذ :

1-ماهي القرارات أو الاجراءات أو التشريعات التي اتخذت أو وضعت أو حتى أعدت للأصلاح الاقتصادي ؟؟؟؟؟
2-لما لا نسمع أية تصريحات فيها نوع من التفصيل أو الاشارة لبرامج محددة ,معلنة كانت أم سرية .

3-أن كان الاصلاح الاقتصادي على اجندة الحكومة وتوليه ذات الاهمية التي توليها للإصلاحات الاخرى فأين الفريق الاقتصادي للحكومة وهل هم غير مرئيين أو أنهم من الجن لا من الانس يتم تحضيرهم في جلسات مجلس الوزراء ثم يصرفون؟؟؟؟؟
4-هل إن الاستحقاقات السياسية ,من اجراء انتخابات أو وجود قانون احزاب أو انتخابات بلدية ملحة وضرورية ونسابق الزمن لتحقيقها بينما أن الاستحقاقات المالية والاقتصادية والمعيشية للمواطن الاردني وللدولة برمتها تستطيع الانتظار سنة أو إثنتين أو عشرة بسبب صلابة الوضع الاقتصادي وإبتعاده عن دخول أي مرحلة خطر أو إقتراب الدولة من الافلاس .
5-ما هي الاجراءات والاصلاحات التي قد يعطلها الحراك التي قصدها وزير المالية والتي يحذر من ان تعطيلها سيؤدي إلى تكرار سيناريو اليونان (انهيار اقتصادي ,اعلان إفلاس ,خطة انقاذ وخطة تقشف تستدعي تخفيض الاجور الى النصف على افضل تقدير)
6-ألا تعد تصريحات وزير المالية إعتراف ضمني بالحقيقة القائلة أننا سائرون الى الوضع التي صارت اليه اليونان ,ويريد أن يمهد لإتهام الشعب مسبقا بأنه بحراكه هو من أوصلنا للانهيار لقناعته بأن الحراك والمطالبات بالاصلاح لن تتوقف حتى تلصق التهمة لاحقا وتحمل المسؤلية لفئات الشعب التي تنشط في المطالبة باستعادة الحقوق واجتثاث الفساد .
7-الستم معي ان تصريحات وزير المالية ينطبق عليها المثل القائل : اللي في بطنه لحم نيئ بتحرك.

القصة يا سادتي كما ترون ,لجان ثم لجان ,ولغط في البرلمان ,وتسريبات من النواب والاعيان ,وأتهمات لفلان وعلان ,واصبحنا وإن كنا نلعن البرلمان لا نتابع أو نراقب إلا ما يجري تحت القبة ولكنني وبكل الرعب أقول : إللي ما بشوف من ورا البرلمان أعمى !!!!!

وسؤال اخير يبقى : لما نشاهد تلك الشفافية في الحديث عن ما ننوي وما تم وما هو معد لإستكمال ما يزعمون أنه اصلاح سياسي غير مسبوق ولا نسمع شيئا عن أصلاحاتهم الاقتصادية (مع التنويه إلا أن مسألة محاسبة الفاسدين قد تكون بندا في خطة الاصلاح الاقتصادي ولا يمكن ان تكون هي المفتاح أو هي الوصفة السحرية)؟؟؟؟؟؟؟؟



تعليقات القراء

من هو
......
رد من المحرر:
نعتذر.......
20-02-2012 12:19 PM
بدك
.........
رد من المحرر:
نعتذر.......
20-02-2012 01:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات