الضربة القاضية للهوية الوطنية الأردنية!


في كل هذا الزخم الذي يعيشه الأردن من الاضرابات والاعتصامات والمطالبات بالحقوق المالية والعمالية وغيرها من المسببات ، بعد ذلك ماذا يحدث لو أن المصرين في الأردن أعلنوا إضرابهم عن العمل في كل المهن التي يمارسونها عندنا وفي بلدنا؟ ، الإجابة بسيطة وعفوية تتمثل بأننا سوف لن نجد أحد يغسل لنا سياراتنا في الصباح أمام بيوتنا أو مغاسل السيارات ، وسنقف طوابير طويلة أمام محطات البنزين ننتظر أحدهم يأتي كي يملىء لنا الخزان لأننا إعتدنا على الجلوس في السيارة ومناولة العامل المصري النقود وإغلاق غطاء الخزان وبدون أن نشكره ،وسنقف طوابير طويلة جدا أمام المخابز من أجل الحصول على رغيف خبز ،لأننا سوف لن نجد أحد يقف أمام بيت النار وأخر يضع لنا الخبز بالكيس أو احدهم يحمل كيس الطحين من سيارة التوزيع للمخابز ، وعندها سوف لن نبالي سواء رفع سعر الكيلو قرشين أو عشرة قروش لأن المهم أن نحصل على رغيف الخبز بأي ثمن ، وستتوقف أعمال البناء في البلد وسيتوقف إستهلاك الإسمنت والطوب والرمل وحجر البناء وتتوقف عجلة التصنيع العقاري وتعلن إفلاسها .
وسنقف طوابير أمام محلات بيع الدجاج الحي وستضطر مزارع الدجاج أن تفتح ابواب مزارعها للجمهور كي يأخذوا ما يريدون وبأقل الأسعار كي تتخلص من الكميات الزائدة عندها وخوفا من تجاوز الدجاج للأوزان المقبولة في الشراء ، والكارثة أن عمال الوطن سيتوقفون وتتراكم أكوام النفايات في الحاويات وعلى جوانب الأرصفة وقد تصل الأمور إلى تراكمها على أدراج العمارات لأننا إعتدنا على أن نعطيها للبواب كي ينزلها الى الحاوية ، وتفرغ المقاهي من روادها ولن يعد لدينا أراجيل معسل وتنباك وشاي معسل وشاي بالحليب .
وستتعفن الخضروات في المزارع على جذوعها لتوقف العمال عن قفاها وسيفرغ السوق المركزي من الخضار والفواكهة ، وسنذهب للمطاعم للبحث عن صحن حمص أو مقلوبه ولا نجد واذا وجدنا بقايا طعام لن نجد من يجمع الاطباق من امامنا ، وأترك للقارىء أن يقوم بتعداد المهن التي يقوم بها أخواننا المصريين الجدعان عنا وفي بلدنا وإذا توقفوا وأعلنوا إضرابهم نتيجة لقلة رواتبهم وسوء اماكن معيشتهم وفقدانهم لحقوقهم العمالية وعدم دخولهم في نظام أو قانون من قوانين العمل والهيكلة وخلافها ، وماذا سيحدث لنا في هذا الوطن الصغير .
كل ما سبق كانت فكرة طرحها أحد مقدمي البرامج الأذاعية الصباحية على محطة فن أف أم ، لنفكر بحجم الكارثة التي ستصيب بلدنا ونحن إلى الأن نتقاتل على من له الحق والأولوية في الوجدود في أرض هذا الوطن ومن الذي سبق الثاني اليه ، ومن الذي جدوده أقوى وأكثر عروبة من الأخر ، ومن الذي يحمل راية الوطنية أعلى من غيره ومن الذي سطر تاريخ الوطن بدمه أكثر من الأخر ، وما زلنا نقول ونتقول في معنى الهوية الوطنية ونبحث عنها في كل كتب التاريخ وروايات الأجداد محاولين أن نسبق الأخر إليها ، ونحن ما نزال نتعلم من التاريخ دروسا مريرة ونعيد تجارب الأخرين بكل مصائبها وأخطائها لأننا لم نقراء التاريخ كما يجب ، وما تزال الجغرافية الضيقة تسيطر على عقولنا الكبيرة وغير قادرين على مغادرة حاراتنا العشائرية والمناطقية الضيقة .
وأخيرا نسأل في أية جولة من جولات مبارياتنا تلك في البحث عن الهوية مع أنفسنا سيوجه لنا الجدعان الضربة القاضية ؟ .



تعليقات القراء

المبجل
المبجل و الكريم

احمد عريقات

(الضربة القاضية للهوية الوطنية الأردنية! )

مش قبل

ما

تظرب :"الهويه"

الاجدر انك "تعرفها و تحدد منو حاملها و صاحبها؟؟؟؟؟؟"

مع عظيم احترام صاحبها



20-02-2012 09:13 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات