المواطنة


يعتبر تاريخ مفهوم المواطنة قديماً الى حد ما، حيث يعود الى زمن الديمقراطية المباشرة(الإغريقية) التي تعتبر أساس الديمقراطية الحديثة، كما يرجع أصل استعمال مفهوم المواطنة الى الحضارتين اليونانية والرومانية، فقد أستعملت الفاظ(المواطن،المواطنة) في هاتين الحضارتين لتحديد الوضع القانوني والسياسي للفرد اليوناني والروماني.
بنيت الديمقراطية اليونانية القديمة على أساس أن المدينة تحكم من أجل الأكثرية ،والحرية هي مبدأ الحياة العامة، وكانت المواطنة اليونانية حقاٌ وراثيا محصوراٌ في أبناء أثينا من الرجال، ولم تكن الاقامة مؤهلاٌ يعتد به لنيل حق المواطنة،فقد استثني من حق المواطنة الغرباء المقيمين والأطفال والنساء والعبيد.لم تغطي المواطنة اليونانية المساواة الاجتماعية ولكنه حققت المساواة السياسية على قاعدة المواطنة،أي ان المواطنين جميعا كانت لهم الحقوق السياسية نفسها، والمساواة في تولي الظائف العامة، وهل يعقل بعد الاف السنين لازلنا في معظم الدول العربية نفتقر الى تحقيق هذا الشرط المتواضع.

يعود ظهورمبدأ المواطنة في العصر الحديث الى بداية ظهور الفكر السياسي العقلاني التجريبي، وحركات الاصلاح الديني وما تلاها من حركات النهضة والتنوير، وقد افاد هذا الفكر من الفكر السياسي الاغريقي، والقانون الروماني، ومن مبادئ الاسلام،وقد ساعد على إرساء هذا الفكر عدة عامل منها بروز الدولة القومية ، والمشاركة السياسية والتداول على السلطة، وترسيخ حكم القانون، ثم إقامة دولة المؤسسات.
عرفت دائرة المعارف البريطانية المواطنة بأنها "علاقة بين فرد ودولة كما يحددهاقانون تلك الدولة وبما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق"، والمواطنة تدل ضمنا على مرتبة من الحرية مع مايصاحبها من مسؤوليات. أما المواطنة في المستوى الاصطلاحي فقدت تعددت الرؤى واهمها انهاتعني المساواة في الحقوق والواجبات بين ابناء الوطن الواحد ، ومنهم من رأى أنها خلق المواطن الصالح، فيما يعتبر البعض المواطنة جملة من القيم تمثل حق الإنسان في الحياة الآمنة الكريمة وفي العدالة والمساواة الاجتماعية،وفي حقه المشروع في إدارة شؤون الدولة والمشاركة السياسية،وحقة في التعبير عن رأيه وانتخاب من يمثله على قمة السلطة السياسية في وطنه.

فالمواطنة هي انتماء الفرد الى بقعة ارض ،فيستقر داخل حدود الدولة ويحمل جنسيتها ويكون مشاركا في الحكم وصياغة القوانين والخضوع لها.
ويشكل مفهوم المواطنة حجر الزاوية في بناء الدولة الحديثة، ويقوم على القيم والمثل العليا الثلاث التي تدعو اليها التنمية السياسية وهي: الحرية والعدالة والمساواة، والتي تفترض في مجملها توافر مناخ يكفل المشاركة السياسية والديمقراطية.
من اهم شروط تحقيق المواطنة: زوال مظاهر حكم الفرد او القلة من الناس، وتحرير الدولة من التبعية للحكام، وعدم الجمع بين السلطات الثلاث في يد شخص أو مؤسسة واحدة.
ثمت فروقاٌ بين مفهومي الوطنية والمواطنة، حيث يغلب على مفهوم الوطنية الصورة الوجدانية والتعلق الروحي ،فهي تتجاوز مجردالإنتماء والنشأة الى الحب والشوق للوطن والتغني به، فيما يغلب على مفهوم المواطنة النزوع الى ترجمة تلك المشاعر الى سلوك مشاهد بدافع من الحب والتعلق الذي يصل في ذروته إلى الدفاع عن الوطن بالدم والمال والروح والولد.
والسؤال الذي يطرح نفسه، والذي يدور في خلد المواطنين؟/ الرعايا العرب في معظم الكيانات العربية....أين يقف معظم ما يطلق عليهم قادة/ زعماء من مفهوم المواطنة. وكيف تطلق هذه الألقاب على اشخاص إحتلوا كرسي الزعامة في غفلة من الزمن أو في ظل ظروف الاستبداد والقهر وسطوة الأجهزة الأمنية التي سلبت الحرية وداست على الكرامة الإنسانية، فيخرج الزين ليخاطب شعبه أنه الآن فهمه بعد 23 عاما،فيما القذافي بعد 42 سنة من ظلم وقهر شعبه يصفه بالجرذان ويخاطبه من أنتم،اما ثالثة الأثافي فيصف الثوار بالعصابات المسلحة والجراثيم ..........مستفيداٌ من دراسته للطب،ولم يكتفي بذلك بل تحول من الحل الأمني الى الحل العسكري فهاهي طائرات و دبابات ومدفعية وصواريخ ما يسمى ظلما وزورا "حماة الديار" تقصف حمص وحماة وإدلب وغيرها وكأنها في معركة مصيرية مع العدو الصهيوني، فيما هانت أرض الكنانة على حسني وحاول عرضها في مزاد الصهيونية البخس من أجل التوريث ،أما علي وارث اليمن السعيد فلم يكن أقل سوءاٌ من سيل العرم الذي هدم حضارة كاملة،فغادر غير مأسوف علية تاركاٌ وطنا يحترق كما حُرق وجهه، وممزقاٌ يعاني من الفقر والجهل والفوضى ،وليس البقية بملائكة يمشوون على الأرض ولكنهم ليسوا مثلهم في السؤ، وأقل ما يقال فيهم أنهم سمحوا بتزاوج السلطة مع المال ،فتسلل الى حاشيتهم والى مراكز صنع القرار جماعات فاسدة نهبت مقدرات الأوطان وإمتهنت كرامة المواطنين ، فحرم أبناء الوطن وبناته الحقيقيون من أبسط الحقوق الا وهو حق المواطنة الكاملة في وطن بنوا صرحه بعرقهم وحموه بدمائهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات