المعلمون ودرس مرعب لم يعقله


طوال عمرها كانت الحكومات الأردنية تتغنى بإنجازاتها وبأنها حكومات مرحلة وحكومات انطلاقة وحكومات استمرار المسيرة، وأنها تمضي بخطاها الثابتة نحو المزيد من الإنجازات التي تتوجها بالنمو الاقتصادي، لكننا اليوم أمام مشهد مختلف في حكومة عون الخصاونة، يجبر هذا الرجل على الاعتراف مرغمًا أنه غير قادر على إيجاد حل، ويجبر على الاعتراف بأن الوطن يمر في مرحلة عصيبة، ويجبر أن يعترف أن موازنة الدولة لن تتحمل أي عبء إضافي للمعلم أو لغيره، هذه الحكومة رغم عجزها عن إيجاد حلول لعقبات تواجهها إلا أنها امتلكت المصداقية التي افتقدنها في الحكومات السابقة، فقد صرح رأس هرمها ورئيسها بأن مسيرة الوطن تمر في عقبة اقتصادية موغلة بالعمق، كما أنها أكدت وبكل وضوح أنها لا ترغب بأي انطلاقة نحو أي جديد بقدر حرصها على الثبات وعدم الانزلاق نحو ما هو أسوء من الواقع، وهكذا قدم المعلمون للشعب تفسيرًا واضحًا لمستقبل الوطن، وقدموا درسًا صفيًا للشعب كله، عقله من عقله، وتجاهله من تجاهله، وهذا الدرس قدموه خارج صفوفهم وخارج مدارسهم، هكذا هم يعلموننا حتى وهم يعتصمون عن التعليم، ومن خلال هذا الدرس يطلق ناقوس الخطر في ظل تتابع سياسات الحكومات الاقتصادية، فالعجز اليوم عن بعض الملايين ينذر بأن الأعوام المقبلة قد تنزلق فيها الدولة نحو عجزًا عن بعض الآلاف من الدنانير، فأي مستقبل ينتظرنا أيها الحكومات، فكل من يرى الأرقام ويرى التصريحات المتتالية من ممثلي الحكومة عليه أن يستشعر الرعب الذي تحويه كلماتهم التي تتمحور وتدور في فلك العجز، فالعجز يعني بداية التآكل وبداية ظهور معالم الهشاشة الحقيقة لكل الإدعاءات وكل التسويق الذي يشير أن المستقبل يحمل فرصًا أفضل، بل يمكن لأي مطلع ومتابع أن يقول بكل صراحة وبلا مجاملة إننا نشاهد وطن بأكمله يقف على حافة الهاوية، والوقوف على حافة الهاوية يعني وبكل صراحة أن السقوط واقع باحتمالات كثيرة، كما أن المعلمون كشفوا للوطن زيف مقولات الولاء والانتماء البراقة، فقد ظهر أن الكل يبحث عن مصالحه ليس المعلمون فقط بل معظم من سار بنهج الإضرابات، فأين هي تلك الحناجر التي تلبي وتنادي بالفداء، نشاهد اليوم الكل يريد أن ينتزع من جسد الوطن الخائر قطعة لكي يضفي على نفسه قوة وهيبة، فقد استعرض الأطباء قوتهم ونهشوا من جسد الوطن، وكذلك المهندسون وكذلك مدرسوا الجامعات وكذلك موظفو الجامعات وموظفو القطاع العام...فكأنما كان الكل ينتظر ما يقال عنها نسمات الربيع ليطعن وينهش، فمن يلوم المعلمون عليه أن يشكرهم لأنهم قدموا لنا الحقيقة التي لم تكن لتقال علانية لولا إضرابهم.

بقلم رئيس تحرير صحيفة الكرك



تعليقات القراء

عفيه
عفيه
ابو القراله
15-02-2012 08:20 AM
صقر1
ان من صفات الخطط مهما كان نوعها ان تتصف بالمرونه . وان تكون قابلة للتطبيق او التعديل عند الخاجة . فما بالك اذا كانت هذه الخطة خطة حكومه يترتب عليها مصير ومستقبل الوطن والمواطن ..هل خطة الحكومة تتصف بهذا الصفات ؟؟لو كانت كذلك لحلت مشكلة المعلمين من اول يوم ؟ والا فالخطة فاشلة والمخطط كذلك . والحل ان نستعين بخبراء من خارج الوطن ليضعوا لنا خطط ناجحة لعل الشفاء يكون على ايديهم .!!
17-02-2012 03:27 PM
صقر1
المعلمون هم من صنع الرجال ..فاليوم اقترنمت اقوالهم بالافعال..ويا هيك معلمين يا بلا....والله برفعوا الراس وخلي العالم يتعلم ...
17-02-2012 03:32 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات