حتى المعلم لم يسلم من نصحك يا علي الحلبي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
فمما قرأت من المقالات في مسألة إضراب المعلمين مقالا لشيخ من الطائفة الجامية يتزيا بزي السلفية- (أسماه الرؤية الشرعية الصواب في امتناع المعلمين عن تدريس الطلاب )- قرأته كارها طبعا - يدعو فيه المعلمين إلى فك إضرابهم وأن يصبروا على بلواهم ،لأن نجاتهم في الصبر فقط لا غير على حد زعمه، ثم يأخذ بسرده المسجوع مستصحبا الأدلة التي يسوقها من كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فيوظف معانيها العامة خدمة لما يدلـُّسه ويحرِّفه كما تعود واشتهر بين طلاب العلم ومن يعرفونه فاستخدمها في غير موضعها،وخصصها في مسألة إضراب المعلمين ليشعرهم بالإثم إن استمروا في إضرابهم الذي أعلنوه لينالوا حقوقهم الممنوعة، وهكذا دوما هو !!!!!..........نصائحه لا يبذلها أمرا ونهيا إلا للمستضعفين، ويخرج الفتوى من بين أسنانه كما يخرج الحاوي أفعاه من جوف أكمامه فلا تراه يتكلم عن فساد الحكومات أبدا ولا ينصح إلا من يأمن غائلة نصحهم، أو لا يطمع فيما بين أيديهم مما يسعى اليه من المكان الذي يُؤمِّله جزاء ً لفتواه.

وهو طبعا لا يتطرَّق إلى ما يعانونه عند رؤيتهم لأي موظف في الدولة أو خارج الدولة أحسن حالا منهم، ليمتلأ معلم أمضى أكثر من ثلاثين سنة في التدريس كمداً إن رأى ملازما شابا مثلا يركب سيارة تساوي أكثر من ثلاثين ألف دينار ولا يدفع من ثمنها إلا ستة أو سبعة آلاف يقسطها بأقساط مريحة من راتبه المجزي ،فيما لا يستطيع المعلم أن يمتطي سيارة من ذوات الثلاثة آلاف، وقد خَـرَّج الى الوظائف جيوشا من مثل هذا الضابط قبل أن يشتعل رأسه شيبا وتسقط أسنانه .

ولمن لا يعرف الحلبي هذا فهو ماكينة النظام في وأد أي حماس يخرج للمطالبة بحق ولو كان صغيرا ،فما أن تخرج خارجة ٌمن المظلومين الى الشارع لتطالب بحقوقها حتى يطلَّ برأسه، من بين ركام المفتين الهزليين من الأبواق المدفوعة الأجر ، فيبدأ بالوعظ والتوجيه الى الصبر، ولا شيء غير الصبر الذي لا يصلح للشعوب المسحوقة غيره على حد زعمه، بينما لا يصلح في حق الأنظمة والحكام إلا المديح والإسهاب بتعداد الفضائل، لهذا فلم تكن أقل عجائبه أن يأمر الشعب الليبي عبر التلفزيون الرسمي بالصبر وامتثال الطاعة للطاغية المجرم القذافي، وهو يعلم أنه ألد أعداء الاسلام وأكبر زنديق عرفه عصرنا، حتى مال الى تكفيره جراء اقواله وأفعاله جماعة من علماء الجزيرة فقام الحلبي يدافع عنه ويأمر الذين يمطرهم القذافي بالقنابل والصواريخ ويهدم بيوتهم فوق رؤوسهم بالصبر وكف الأيدي حتى لا يكونوا من الخوارج، ولن أستغرب يوما أن أراه يسمي من سيقاتلون اسرائيل في معركة النهاية بالخوارج فهذه التهمة الجاهزة عنده لكل مقاتل او ثائر شريف ، كيف لا وقد وصف من يقاتلون القوات الأمريكية والصهيونية الغازية في العراق بذات الوصف، كيف لا وهو من انصار وأتباع محمد أمان الجامي والمدخلي اللذين أباحا الاستعانة بالقوات الامريكية لضرب العراق وغزو المسلمين المستضعفين هناك.

وها هو اليوم يُنَـظِّرُ في مقاله عن مفهوم التربية والتعليم، ويعظ المعلمين بالصبر وأن جزاء الاخرة خير لهم، فالزهد عند هذا الرجل يصلح في حق الناس جميعا إلا في حق نفسه ، ربما لأنه قادر من خلال التزلف والتنطع والمديح والتحريف والتخريف ،على ما لا يقدر عليه المعلمون المسحوقون، فبهذه الاشياء قد حاز مكانة توهمها هو وأتباعه من الافراخ المقطوعة الرؤوس المسحوقة العقول ،الذين يسمونه بالشيخ العلامة والحبر الفهامة ،ومنهم من يطلق عليه بخفة وطرب (درة علماء الشام)، وكم جمع من خلال التأليف بالتحريف مالاً كثيرا وفـَّرَ له حياة القصور، فأصبح من أهل الدثور، فكيف من بعد ذاك يثور.

والأغرب أن يُقعـِّدَ هذا الحلبي في مفهوم التربية ويرشد المعلمين اليه بأنه من مهماتهم الأولى، ثم يمدح التعليم ويحض على الأمانة فيه، وهو أكبر من اتهم بالسرقات العلمية، حتى طفحت الشبكة العنكبوتية بفضائحه في هذا الشأن، واستفاضت في ذلك أخباره حتى أصبح عنوانا على محرك البحث فما ان تضع لفظ سرقة ولا تكملة حتى يخرج إليك من الخيارات (سرقات علي الحلبي) (سرقات الحلبي) (سرقات علي الحلبي وسليم الهلالي ) وما تضغط على خيار منها حتى تفاجأ بعشرات الصفحات التي تزخر ببيان جهله وسرقاته بل إن الأمر تعدى الاشارة بصفحة الى بعض سرقاته العلمية وصار موضوعا تؤلف فيه الكتب والأبحاث ؛

فهذا ابراهيم الغامدي يؤلف فيه كتابا اسماه ...(الروض الندي في جهالات وسرقات علي الحلبي) .......بل إن الشيخ الدكتور خالد الحايك وهو احد اساتذة علم الحديث قد ألف في الحلبي سلسلة تبين سرقاته العلمية وتشهرها بين الناس بوصفه متخصصا في علم الحديث ويعلم المواطن التي زل فيها الحلبي المرجئ وظهرت من خلالها سرقاته والسلسلة بعنوان (سلسلة السيف الذهبي الحاد القاطع لسرقات الحلبي) وفي السلسلة يفرد كتابا برأسه لسرقة الحلبي لكتاب الشيخ طارق عوض الله اسماه (النَّجْمُ الطارق في كشفِ سَرقة عليّ حلبيّ لكتاب الشيخ طارق) والقائمة طويلة عند من اتهموه بالسرقات ونكتفي هنا بالاشارة لبيان التزوير الذي يمتهنه الحلبي في أبحاثه ومقالاته وخطبه، والتي لا يحسن فيها غير السجع وتحريف الكلم عن مواضعه من خلال تحريف وتوجيه معانيه الى مراده، ظنا منه أن الحق تعجزه فذلكة اللسان ممن امتطى صهوة العلم وطلب الدنيا واستعمل العلم في قتل الحمية وفي حماية الظلم وزرع الفتنة،ووظفه لنفسه فأزرى الله به وكشفه وسلط عليه من أهل الأمانة والعلم من كشف زيفه وفضح مراده في وقوفه دوما في صف الجلاد ضد الضحية ،فضلا عمن الأمر بالصبر وعدم الاعتراض والتسليم للأنظمة التي يعطيها الحلبي قدسية دينية ترتفع حتى فوق الاعتراض او المطالبة بالحقوق.
،وعودة الى موضوع المعلمين وإضرابهم أقول كيف بالله عليكم يحق لكل من اتهم بهذه السرقات العلمية أن يُأصَّل في التعليم وينظر في التربية .

وأنت يا معلمي...................... فيحرنني أن شابَ رأسي وأنا أراك تخطو بخطىً ثقيلة نحو حافلة لتقلك الى عملك أو تسير بحذاء مهترئ وبذلة رأيتك ترتديها قبل خمسة وعشرين عاما ........................... يؤلمني يا معلمي واستاذي أن أرى من علمتهم مثلي قد استراحوا وأنت ما زلت تقف الساعات للتدريس في المدارس الخاصة ،ولاينفعك ما تحصله من هنا وهناك أن يقر عينك بقضاء حاجاتك ودفع عيلتك؛

يؤذيني أن يتبختر أمامك علماء السوء ومفتي السلطان ليعلموك معنى التربية والتعليم.....يبكيني أن أراك بعد تقاعدك او بعد انتهاء ساعات دوامك تعمل كاشيرا براتب زهيد ،أو تفتتح دكانا لتنقضي أيام عمرك الباقية في مناجزة الصغار بعد أن اصبح تلاميذك في اعلى مواقع المسؤولية يتنعمون بخيرات الوطن وأنت قابع هناك لا يعبأ بك أحد ولا يوازي دخلك دخل صاحب بسطة لبيع الخضار أو لبيع البليلة، لكم الله أيها المعلمون في زمن الرويبضة .



تعليقات القراء

سوسن المعاني

الدكتور سعد الحنيطي يكتب حول اضراب المعلمين






بسم الله الرحمن الرحيم

الى المعلم... مع المعلم بكل قوة نقف مع اخواننا المعلمين في مطالبهم العادلة والمشروعة لتحسين اوضاعهم الاقتصادية وظروفهم الاجتماعية لأن المعلم خاصة والعملية التربوية عامة كانوا ضحية لسياسات ممنهجة تهدف فيما تهدف الى تمييع مخرجات العملية التربوية من خلال عناصر تربوية محطمة لا قبلةَ لها ولا بوصلةَ؛ فاضحى المعلم في المجتمع موضع تندر واستهزاء وهو والله الحامي الحقيقي لجبهة الامة الداخلية ان احسن استثماره. ان الامة التي تطمح الى مستقبل زاهر لا تبخل على صانع اجيالها, فمن لم يُكرم معلمه بمحض ارادته سيضطر لاحقا لاكرام ابناء الامم الاخرى رغم انفه. وحُق لنا ان نتساءل هنا: من احق الناس بالرواتب المُرضية والحوافز المُجزية؟ المعلم؟ ام صعلوك لا اصل له يعمل في (دائرة الظلام) يكتب تقريرا عن ابناء امته للمخابرات الامريكية؟!!! كيف ينتظر الناس جيلا واعدا من معلم يضطر اخر النهار للعمل الاضافي على باص او سيارة اجرة اوفي محل خضروات او في ورشة كهرباء او...كل ذلك لسد جوع ابنائه. باي نفسية سيعمل معلم يرى بعض طلابه في ملابس افضل من ملابسه مع جهاز هاتف من اخر طراز؟!! ان قتل العملية التربوية لا يقف عند حد اذلال المعلم براتبه بل يتعداه الى احتقاره عندما يُطلب منه تدريس مقررات تخالف دينه ومعتقده. وايضا يتعداه عندما يجبر على الالتزام بانظمة فاسدة مستوردة من الغرب لا تسمح له حتى بتوبيخ الطالب ان اخطأ. فيدرس منهاجا لا قناعة له به ويعلم طالبا لا احترام عنده لمعلمه. انها سياسة الفساد والافساد التي لم تترك امرا ذا بال من شرورها الا اتت عليه فدمرت المعلم مع العملية التربوية وشقت صفوف المسلمين بسياسة (اردني / فلسطيني) و(فيصلي / وحدات).

ونهبت خيرات العباد, فما يجمعه المسلم بالدرهم يسرقه الطاغوت واعوانه واذنابه بالملايين. هي ذاتها السياسة التي اذلت ابناء الرجال الرجال حينما اجبرتهم على العمل كمرتزقة عند الامريكان بل وصل الامر الى تشغيل بناتهم خارج الحدود وعلى طريقة الامريكان كرفاهية للجنود. فضاقت صدور الشرفاء بما رحبت فقال بعضهم: (ليست حربنا) وقال اخرون:(الولد مع اخواله) ونحن نقول بقول ربنا جل في علاه: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ).

وفي الختام اقول لاخي المعلم: سر والله معك فانت منصور باذن الله. وان كان ثمة نصيحة: فانتبه لمن يمثلك ويتحدث نيابة عنك؛ لان الوكيل يقوم مقام الاصيل؛ لهذا لا تجعله الا من اهل الايمان والصدق والرجولة واياك ومن يحارب الاسلام سرا اوعلنا. ولا تُنيب عنك الجبناء؛ اهل الخور والضعف لانك سوف تسأل عن ذلك كله يوم القبامة. (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ). والسلام عليكم وؤرحمة الله وبركاته.


15-02-2012 12:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات