لترحل حكومة لا تحترم معلميها ؟؟؟


( عسكرة المدارس )

من البديهي أن أي حكومة وجب عليها تسيير أمور الوطن وأن تتحسس الهم العام ــ أينما وجد ــ وأن تسعى جاهدة لخدمة الوطن والمواطن ، وأن تبذل قصارى جهدها لتحظى برضا الشعب .
إلا أن حكومتنا فشلت ـ عن جدارة ـ في استيعاب الأحداث التي تعصف بالوطن وفشلت في إقناع الشارع أنها حكومة ( إصلاح ) ، فماذا تحقق في عهد حكومتنا ؟؟ وإن تحقق شيء هامشي ما هو إلا لذر الرماد في العيون ومحاولة حرف البوصلة عن اتجاهها الصحيح ، وخير دليل على ذلك استمرارية المسيرات والاحتجاجات والاعتصام ، وهذا الكم الهائل من المقالات التي تنتقد الحكومة وآليات عملها .
وهاهي قضية المعلمين تضيف بعدا جديدا لتكشف لنا أن حكومة الإصلاح لا تريد الإصلاح .

المعلمون طالبوا بحقوقهم المعترف بها من قبل الجميع بما فيها الحكومة ، ولا يختلف اثنان على أن للمعلمين حقوق قد طالبوا الحكومة الالتزام بإرجاعها كاملة غير منقوصة ، لقد شاهد الجميع على المنابر الإعلامية وكل وسائل الإعلام الأخرى تصريحات صادرة عن الحكومة أنها تعترف بالحق للمعلم ، إذا هناك اعتراف بالحق واضح لا لبس فيه ، وما دام هناك اعتراف بالحق فيجب على الحكومة تنفيذ مطالب المعلمين ،
وهاهي الحكومة ومعها وسائل إعلام تابعة تقوم الدنيا على المعلمين وتحرض ضدهم على مبدأ ( خذوهم بالصوت ) وتنعتهم بصفات وكأنهم أصبحوا أعداء للوطن .
وتناست الحكومة ومن حولها جوقة المطبلين والمسحجين أن المعلمون أصحاب فضل عليهم وهم من علموهم أبجديات القراءة والكتابة .

وما زالت حكومتنا تتخبط في إدارتها للأزمات وتحولت من حكومة ( إصلاح ) إلى حكومة ( افتعال أزمات ) وما زالت الحكومة تفتقد للخبرة والمصداقية في دراسة الواقع الميداني للمعلمين وتستند إلى تقارير مرفوعة لها من وزارة التربية والتعليم والتي تستقيها من مدراء التربية ، وهذه التقارير عن سير العملية التربوية تصور أن الأمور بألف ألف خير وان الطلاب على مقاعد الدراسة وأن المعلمين ملتزمين بالدوام الرسمي .... الخ ، كما لا بد من تضمين التقارير بعضا من كلمات عابرة حول الإضراب بأنه لا يرتقي للحد الأدنى وأن المضربين هم عدد قليل ويمكن السيطرة عليهم من خلال إتباع وسائل الترهيب والتهديد .... الخ ، وعلى الحكومة أن لا تشغل نفسها بحسابات لرضا المعلمين ، وبناء على ذلك تبنت الحكومة بعضا من البدائل العبثية العديمة الجدوى وجندت وسائل الإعلام لتسويقها لدى الرأي العام ووجهت الحكومة نداء إلى أولياء الأمور بضرورة عودة الطلبة لمدارسهم وسوقت أن الإضراب قد انتهى ، ولأن الدعوة صادرة عن الحكومة فمن الطبيعي أن يصدقها المواطن الذي أرسل أبناءه للمدرسة وتفاجئ بعد وقت قصير بعودة الطلبة إلى منازلهم مما حدا بالأهالي إلى فقدان الثقة بالحكومة وإعلامها المطبل لها ، ولم تتعظ الحكومة وبدل البحث عن حل توافقي جاءت فكرة وبديل ( عسكرة المدارس ) واعترفت الحكومة أنها بصدد إرسال عدة الآف من أخوتنا أفراد الأجهزة الأمنية والمتقاعدين للقيام بدور المعلم الحقيقي ، فكيف سيتحقق ذلك ؟؟؟ وعدد المعلمين يتجاوز المائة ألف معلم !!! وكيف يتحقق ذلك على قاعدة ( عسكرة المدارس ) ؟ .
ألا كان الأجدر بالحكومة ــ لحفظ ماء الوجه ــ أن تكون صادقة مع نفسها ومع المواطن وأن تسعى جاهدة لخدمة الوطن والمواطن المقهور لعلها تعيد بعضا من بريقها الذي خفت .

ألا كان الأجدر بكل المطبلين والمزمرين والمسحجين والمزاودين على المعلمين أن لا يقحموا أنفسهم بالاصطفاف ضد المعلمين ، وإذا كان همهم الوطن فعليهم بدل المزاودات الإعلان عن تنازلهم عن امتيازاتهم وجزء من رواتبهم ويثبتوا أنهم أكثر انتماء ووطنية من المعلمين وبعدها من حقهم المزاودة ، .

معلمينا الأفاضل وفي كل بقعة من بقاع هذا الوطن الحر العزيز ، لكم الحق أن ترفعوا رؤوسكم لتلامس عنان السماء ، فأنتم الأفضل والأشرف والأنبل من كل التفاهات التي قيلت بحقكم ، وأنتم أجل وأعلى من كل المزاودين على حقوقكم وكرامتكم ، أنتم أصحاب الكرامة والفخر ولكم الله حاميكم وناصركم ومثبت خطاكم ،
ولترحل حكومة لا تحترم معلميها ، لترحل حكومة تنازع المعلمين على حقوقهم ، لترحل حكومة الأزمات .
وقريبا سترحل هذه الحكومة ولن يرحم التاريخ أشخاص ــ مهما كانوا ــ انتزعوا اللقمة من أفواه أطفال المعلمين .

لنردد جميعا ((( فلترحل حكومة لا تحترم معلميها ))))



تعليقات القراء

ابو خالد
لوو انا محل وزير التربيه بقدم استقالتي بدل ما اطلع قرارات خاطئه متل قرار معلمين من الدرك
14-02-2012 09:40 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات