تعاطف صهيوني مع اللاجئين السوريين!!


لقد أثار"ابراهام بورغ" ضجة اعلامية عنيفة بعد نشر كتابه "الانتصار على هتلر": "ان اسرائيل ماهي إلا (غيتو) صهيوني يحمل بذور زواله في ذاته وفي كينونته، وان قانون العودة الذي يتيح لكل يهودي من الشتات ان يعود الى اسرائيل ليصبح اسرائيليا بشكل آلي هو بمثابة المرآة التي تعكس صورة هتلر..وان ممارسات اسرائيل ضد الفلسطينيين هي ممارسات نازية..وان المجتمع الاسرائيلي هو اشبه بالمجتمع النازي". فمن يصدق أن صاحب هذه الافكار هو رئيس الكنيست الاسرائيلي الى الأمس القريب؟, ومن يصدق أن هذه الحقائق التي تعكس الواقع وتقر بها مراكز الابحاث العالمية والمنظمات الدولية أراد "ابراهام بورغ" أن يجعل منها محاور رئيسة لكتابه الذي اصدره مؤخرا تحت عنوان ( التغلب على هتلر)؟.
وكيف يمكن فهم افكار وتصورات بورغ التي يرى من خلالها مستقبلا سياسيا هو الاكثر سوداوية لاسرائيل، وربما يكون الأكثر واقعية وانسجاما مع رؤى الباحثين والاكاديميين المختصين بعلم الاجتماع السياسي؟,و اذا كان مستهجنا ان يتحول يهودي متدين يميل الى التطرف وقد وصل الى رأس المؤسسة التشريعية في اسرائيل (الكنيست)، وكان أيضا رئيسا للوكالة اليهودية في العالم, وكذلك زعيما لحزب العمل وهو من أكبر الأحزاب الصهيونية..نقول اذا كان مستهجنا ان يتحول مثل هذا الشخص بين ليلة وضحاها الى منتقد للفكر اليهودي ومعاد لمبدأ اقامة الدولة اليهودية ومتنبئ بزوالها، فان في القصة سراً ما وفي المسألة قطبة مخفية تستحق البحث والتمحيص والتوقف عندها؟.
هل ثمة صحوة للانسانية داخل بورغ الانسان، ام أنها تشخيص لحالة مرضية الدافع فيه شدة حرص هذا الرجل على الحلم اليهودي الذي راح يتكسر ويتحول وهما، ويريد بورغ بتحذيراته ان يدفع بالحركة الصهيونية الى اصلاحات ما تحول دون القضاء والاجهاز على الكيان الذي شارك في رعايته؟.‏
على أي حال ومهما كانت دوافع بورغ، ومهما كان السر وراء هذا النمط من الاعترافات فانه من المهم تسجيلها والاهتمام بها, لأن من شأن ذلك ان يسهم في تثبيت حقائق أرادت واشنطن وقوى أخرى عالمية طمسها، ولأن من شأن ذلك ان يعيد احياء القرار الاممي الذي يساوي النازية بالصهيونية، وهو ما يضع"اسرائيل" فعليا ومجددا على أول محطة من محطات قطار الزوال والاندثار.
أمام الدول والأنظمة العربية وقوى المقاومة فرصة تاريخية قد لا تتكرر قريباً: هناك كيان صهيوني منهار، وحاله مثل حال عصا سليمان عليه السلام التي كانت دابة الأرض تأكلها، لكنها لم تنهار إلا عندما وقع سليمان عن كرسيه.
قبل أيام قلائل نشر ابراهام بورغ مقالا بعنوان:"ينبغي انشاء مدينة للاجئين السوريين في الجولان", وتاليا اليكم ترجمته:
"حينما قرعت جدتي أبواب سويسرا في تلك الايام أجابتها السلطات بأن 'قارب النجاة مليء'. فتابعت السير قُدما وغرقت وماتت في تريزنشتات. ومع الفرق الكبير أقول انه حينما قصف صدام حسين قلب اسرائيل في حرب الخليج في سنة 1991 وجد ملجأ عندنا في البيت غير قليل من الأصدقاء والأقرباء من سكان المنطقة (أ).
يوجد دائما في قوارب انقاذنا مكان لواحد آخر.. كانت اوقات الخطر الكبيرة أكثر من مرة هي اللحظات الكبيرة للتكافل والأخوة. ونحن أسخياء ايضا حينما لا يكون الحديث عن أنفسنا وعن لحمنا: وحينما تحدث كارثة طبيعية في مكان ما في العالم تنشأ فورا مراكز طوارىء وأحياء خيام ومقرات مساعدة، ونحن نبذل كل جهد كي نكون هناك بجميع قدراتنا. هذا طبيعي وهذا انساني وهذا سياسي دائما تقريبا. ان متطوعينا يأتون زرافات زرافات لأن هذا ما تأمرهم به قلوبهم، وتهب حكومة اسرائيل بمواردها كي تحظى بنقاط في الرأي العام العالمي والمحلي.
وها هو ذا يحدث خلف الجدار ونحن نتصرف كأنه يقع خلف جبال الظلام. ان كارثة سياسية من الطراز الاول تحدث بجوارنا في سوريا ونحن نتصرف بعدم اكتراث ساخر اسوأ مما كان في سويسرا تلك. فالسويسريون استقبلوا على الأقل بضع عشرات آلاف من اللاجئين اليهود قبل ان يمتليء القارب، لكننا لا نزن حتى هذا. 'ليس هذا أمرنا'، قال لي وزير رفيع المستوى. 'أنا أتمنى النجاح للطرفين'، بيّن ببسمة ذئبية رئيس لجنة مهمة في مقابلة تلفازية مستكبرة. 'نحن مستعدون لجميع التطورات مع اصبع على الزناد واستعداد للاطلاق'، سكّن ضابط رفيع المستوى النفوس.
ان بشار الاسد هو مجرم حرب من أحط نوع، من النوع الذي يذبح أبناء شعبه. لكننا ايضا لسنا أبرياء فنحن آثمون لعدم الاكتراث والصلف. ويمكن التصرف بصورة اخرى ايضا. فاسرائيل تستطيع، ولهذا يجب عليها ان تفتح فورا المعابر الحدودية بينها وبين سوريا.
وينبغي ان يتم انشاء في هضبة الجولان 'مدينة انقاذ' للاجئي النظام ومطارداته.
إنسوا لحظة جميع الصعاب التي مصدرها شعور الاسرائيليين بالمطاردة. فهي كلها يمكن ان تُلخص بصفتنا المعروفة لنا جدا وهي: 'سيأتون ولن يذهبوا'. يمكن حل كل هذه الاشياء وحتى اذا لم نفعل فمن الواجب 'ألا تقف على دم صديقك'. لأن الخطر الذي يتعرض له لاجئو النظام المجاور يصد كل شيء.
هذا هو الجوهر الداخلي الأعمق للدولة 'اليهودية'، ولو من اجل مفهومين أساسيين بُنيت اليهودية عليهما: الاول ان التوراة كلها على رجل واحدة تقوم على 'إكره لصاحبك ما تكره لنفسك'. وان عدم الاكتراث بالمطاردات السياسية التي وقعت علينا كان بغيضا إلينا منذ الأزل. والثاني 'من أحيا نفسا واحدة فكأنما يحيي عالما كاملا'. وهذا النص لا يتحدث عن نفس واحدة 'من اسرائيل' بل عن الجنس البشري كله.
أنا أتخيل الابتسامات الهازئة، والاستخفاف الواضح واحكام القوة ازاء الاقتراح البسيط الذي يكاد يكون ساذجا. إننا جميعا ضحايا نفسيين لأنفسنا. فحياتنا المتشككة ولّدت استراتيجية وطنية هي أسوار صليبية عالية بيننا وبين محيطنا وايمانا بأبدية صراعاتنا. ولم نفحص قط عن الامكان الجوهري والاستراتيجي للاندماج في المنطقة وان نكون جزءا منها ومن أخطارها وآمالها. ان مساعدة فورية لمطارَدي الاسد هي عمل صحيح من جهة انسانية وهي ايضا فرصة لمرة واحدة لنمد يدا اخرى الى الشرق الاوسط، يد سلام ومساعدة.
فكروا لحظة في اسرائيل التي تفتح أبوابها وتدعو المجتمع الدولي ليكون حاضرا وشريكا في ادارة الموقع. وسيُدعى متطوعون من البلاد ومن العالم للمشاركة في المهام الانسانية لهذا المكان. وسيعالج ويدرس اطباء ومعلمون بلا حدود. وحركات الشباب ومنظمات المجتمع المدني ستتبنى فتيانا وفتيات في ساعات فراغهم، يساعدون الشيوخ ويمدون يد العون لكل محتاج. بعد ذلك سيسقط نظام الاسد لأن حكمه قد بُت وسيعود اللاجئون الى بيوتهم، الى دمشق وحمص. ونشك في ان يكون لاسرائيل ألبتة سفراء أفضل من اولئك الذين استُنقذت نفوسهم بسبب الحقيقة البسيطة وهي ان اسرائيل ولأول مرة في تاريخها غيرت معاملتها الاستراتيجية للمنطقة.
لو حدث هذا لانقلب مصير اسرائيل من عزلة وطنية الى أخوة وتكافل مع أبناء المجتمع المشترك في الشرق الاوسط, وربما نستطيع ان نقول آخر الأمر ان الخير يأتي من الشمال.
أترك للقراء الأعزاء الادلاء بدلوهم في هذا الموضوع"!.
د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة



تعليقات القراء

Maher
It is very easy equation, Israelis never killed their own people, the Arabs did, in fact all the time
10-02-2012 02:47 PM
هيه يا
المبجلان:
و ابنا الاكرمين
الكاتب الدكتور
و المعلق الكريم\ماهر\1
هيه يا" جده"
اذا
ما بتقعدوا(عكيفكوا بتقدروا اظلوا واقفين اذا بدكوا, و اذا بي حيل برجليكوا)
و بتسكتوا
هساعيات
و حيات
"جدكوا"
لاجيب "القنوه"
و انزل(او اطلع)
سمط و دح
بيكو
وبي اللي
خل......
11-02-2012 12:32 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات