نصرة آل البيت كمشروع إنساني مرحلي ومستقبلي تحريري !


هذا الطرح مثير ولكل مثير استجابة ترتبط به ، وإذا أردت توظيف الاستجابة ما عليك إلا تصوير ها وترجمتها لكي ترسل لها ما تشاء من المدركات حتى في الموقف الواحد فكيف في عدة مواقف؟! وبما أن إدراك الاستجابة للكل أسبق من إدراكها للجزء ، فإنك تضمن القدرة على تحديد مسار الاستجابة للوظيفة الجمعية التي جاءت من أجلها الإثارة العامة ، لكن المسألة تبقى أخلاقية لدى كل من يمتلك قوة الاستقراء الفكري ، ويستطيع توظيف تجاذب وتنافر الأفكار الحية وتوجيهها عن بعد في إطار الجزء أو الكل ، ونحن إذ كنا تلاميذ في الصفوف التمهيدية الأولى للإثارة وفي استخدام وتوظيف مسار الفعل وردة الفعل لخلق فعل ما ، فإن إيماننا في الديانات السماوية التي تمد الأمم بالطاقات الروحية الفاعلة والمتفاعلة لا تسمح لنا بأن نسعى إلى توظيف الدين بفعالية في السياسة ، إلا أن ما يحدث في غزة والعراق وأفغانستان والسياسات المخجلة تجاه لبنان وسوريا وإيران والباكستان وغيرها من المناطق الملتهبة عمداً ومع سبق الإصرار والترصد ، وواقع السجون والمعتقلات ، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والكثير من الأعمال الوحشية التي يخجل المرء من ذكرها سواء فيما يتعلق في الإساءة للشريعة والمساس بكرامة الدين و كرامة الإنسان من خلال اغتصاب الرجال والأطفال والنساء ، هذا عدا عن هدم المستشفيات وآسر المرضى وقطع الماء والكهرباء عنهم عقاباً لهم على مرضهم لا أكثر !


كل تلك السلوكيات التي لا تصدر عن عاقل سوي جعلتنا نعيد النظر بكافة سياساتنا ومواقفنا بكافة محافلنا ومجامعنا على المستوى العالمي واتجاه العديد من الدول التي تعيش البلطجة المالية والسادية الاقتصادية والخاوة السياسية والانتهاكات الإنسانية والعلمية الفاضحة من خلال ممارسة وظيفة المانع للتطور العلمي والتقني وفرض العقوبات العسكرية والاقتصادية والتي لا علاقة لها بأي قانون حتى وإن كانت صادرة عن مجلس الأمن أو الأمم المتحدة لأن كل منهما لم يلتزم للأسف في إسقاط ثلاثية العالم وإنسانية الجميع ، و قد قلنا سابقاً إذا أراد الغرب الخروج من التخلف الأخلاقي في العلم عليه أن يوقف الاحتكار العلمي والتقني لأن الحقوق العلمية والتقنية حق للجميع وليس لهذه الدولة أو تلك ، أما أن تمنع ممارسة العلم والتقنية وتحاسبني على التخلف العلمي والتقني فهذا مغاير تماماً للمعادلة الإنسانية والأمنية ، ومع ذلك فإن ما يبعث على الأسى لما يحدث انه يأتي بمساعدة من بني جلدتنا الذين عملوا على تقطيع أصول الأمة عن حضارتها لنهب الثروات المكدسة المغروسة في أرض السلام من أجل مساعدتنا على حمل ونشر رسالة الإنسانية والأمن الإنساني عالمياً ، لا على تخليق القوى الإرهابية ، لقد أصبحتم عاراً ليس على الأمة الإسلامية فحسب وإنما على الإنسانية جمعاء ، نتحدث عن كل الذين باعوا واشتروا بتراثنا العظيم بهدف تقطيع سلسلتنا الحضارية ، التي فيها سر حياتنا وسر نمونا كثمرة في شجرة الحضارة الإنسانية الجامعة ، لا أعرف ما الذي سيحميهم من عدالة المشرع الديني والمشرع الإنساني ؟



وهل تفيد مليارات الخيانة التي تغرقون فيها حتى الثمالة ؟ مازلنا في ذات المجال التاريخي والمحدد الذي يفرض تجزئة الأهداف ومرحلتها في المنطقة وبالتالي يفرض وحدة القوى والعناصر المتناقضة ، حتى وإن كانت هذه الوحدة أدنى بكثير من طموحات النصرة لآل البيت ، إلا أننا نباركها مرحلياً إلى أن تتشكل وحدة النصرة التي تأتينا من الفكر الإسلامي ذاته ومن فهمه للتغير التبدل في القرن الحالي وبكافة المذاهب السنية والشيعية ، هذا الفكر الذي نجدة الآن يتجه جهة قانون التطور ولا يكاد يتوقف عند حدود ثابتة للحقيقة والمعرفة، بل يتخذ موقف التساؤل والتطلع الدائم في مسار المعرفة مدركاً أن لا حقيقة مطلقة في الكون القائم على السببية الدافعة للتجربة العلمية ، التي تثبت أن المسلم حاضراً حضوراً ساخناً بكافة مراحل التجربة العلمية والتقنية لكونه يؤمن علمياً أنه ليس للحقيقة مدى متناهي ، نتحدث عن الفهم بمنطق النبي ومنطق العلم الذي لا يخرجنا عن السياق التاريخي للإنسانية والأمن الإنساني ، الفهم الذي يتشكل في الفكر الإسلامي أمام عين المانع للتطور العلمي والتقني ، والذي عليه أن يعي جيداً أنه متغير واحد من بين عدة قوى ومتغيرات عالمية متداخلة مع بعضها البعض وغير مانعه للتطور العلمي والتقني الإسلامي ، لهذا فإن المانع مهما بلغت ذروة غروره فلن يشكل العامل الحاسم في التطور الإسلامي علمياً وتقنياً ، وها نحن نقول أن التاريخ لا تتم صياغته وفقاً لمسارات جبرية وعلى كل من يتنطع لقيادة العالم أن يفهم جيداً فن حركة التاريخ لكي يعي الواقع المتجدد والقابل للتجدد ضمن أضيق المسارات ، لقد خلقتم حالة جمود عالمية معطلة لتطوركم وتطور الآخرين ، لا بل وتريد ون من كامل المجموع العالمي البقاء في حالة انتظار ريثما تعيدوا تكوينكم السياسي والاقتصادي والعسكري والمالي والثقافي والعلمي وبقايا صورتكم الديمقراطية التي تهشمت وتشوهت بفعلكم العسكري والسياسي المتخلف، وسببت لكم مشاكل متعددة ستتحكم بثقلها النوعي وبعمقها التاريخي على مجمل كيانكم المرشح للتفكك ، أنا لا اعرف كيف ينتظر أحد ما إعادة هيكلتم وهنالك منجزات علمية ، وتقنية ، فضائية وأرضية تسابق الريح ؟! منجزات كان و مازال الفكر الإسلامي في عمقها ، إنها الحقيقة التي ستتحكم في مسار التطور إنسانياً وأمنياً إلى أن يصبح للجميع حق التطور العلمي والتقني والروحي من دون أي ممانعة ،نتحدث عن مفاهيم ومعايير وقيم جديدة نأمل مشاركتكم فيها عالمياً ولكن كيف ؟


والتقوقع الأبوي عندكم لم يتوقف عند الفردية المادية بل شكل منهجا استقرائياً غاية في التخلف أنتج وما زال ينتج حرب طواحين الهواء في عصر الفضاء ! لماذا ؟ أتدرون لماذا لأنكم عملت ومنذ بداية الثورة الصناعية على إلغاء الاهتمام بالروح وهذا ليس من الصواب ، لأن الحضارة كيان له روح ، والتقدم الحضاري ليس نوعاً من التراكم المعرفي الكمي فقط ، وإنما هو عملية انتقاء لعناصر العافية والقوة في العقل والروح معاً ، ولن يتيسر هذا الانتقاء في غيبة الوعي بالطاقات الروحية بكل نشاطاتها ، تماماً كغيبة الوعي في الطاقات العلمية ، ماذا نسمي ما تفعلون تقدم أم تخلف ؟ ومن ذا الذي بخل عليكم هل بخل عليكم الشرق الأوسط ؟ أم بخلت عليكم الأرض التي قتلتم وهجرتم سكانها الأصلين قبل أن تأتوا فاتحين لهذا الشرق المنكوب بتخلفكم الخلقي في العلم وبدماء أبنائه التي اختلطت بالماء لكي تميت الماء الذي خلق الله منه كل شيء حي! يا أعداء الحياة ويا قتلة الأطفال والنساء والشيوخ كم أنتم ديمقراطيون ؟ بدليل أن كل شيء أصبح يأخذ اللون الأحمر ، إنها الديمقراطية الدموية القادمة من التصميم والإرادة حول وحدة التماثل العالمية القائمة على العنصرية ، عنصرية الجنس واللون والوطن والدين ، لا وحدة التفاعل العالمية التي ندعو لها بكافة محافلنا ومجامعنا الإنسانية لكي يأخذ الجميع كافة الحقوق الإنسانية ويتمتع بالحقوق القانونية و الأمنية غير المنقوصة ، لكن مشاكل السمع والبصر والفؤاد مازالت تكبح التقدم الإنساني لهذا فإننا ندعو للنصرة كمشروع إنساني مرحلي ومستقبلي تحريري ليس للمسلمين فحسب وإنما للتحرر الإنساني العالمي ، اللهم أني قد بلغت اللهم فاشهد .

خادم الإنسانية .


مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي



تعليقات القراء

سيادة
سيادة الشريف
مؤسس هيئه......
الاسم طويل
مثل اسم الناطق الرسمي بأسم الحكومه...........

مع عظيم مودتي و احترامي
11-02-2012 12:35 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات