الطفايلة يبكون لوحدهم .. ؟


للمرة الرابعة على التوالي تقوم قوات الأمن بإستخدام الغاز المسيل للدموع على مجموعة من العاطلين عن العمل في الطفيلة ، ولاحياة لمن تنادي سواء على مستوى كتاب المقالات أو التصريحات الرسمية وكأنهم في عالم أخر خارج حدود الوطن .
والغريب أن اخر ما صدح به المسؤولين الحكوميين بدء بوزير الداخلية وانتهاء به ايظا أن الحراك الشعبي توجه نحو المطالب الاقتصادية ، وهذا توجه حميد من وجهة نظره وتصحيح لمسار لهذا الحراك وهذا الكلام الرسمي ربما وبدون قصد يسير على عكس القاعدة التاريخية التي تقول ( ليس بالخبز وحده يعيش الانسان ) ، وهنا تستطيع هذه الحكومة أن تجير التاريخ لنفسها كسابقتها من الحكومات كما تريد .
ولكن يبقى السؤال المطروح هو لماذا الغاز المسيل للدموع في الطفيلة فقط ؟ ، وتبقى اجابته في بطن الحكومة الى أن يحين الوقت الذي يتغير به هذا الغاز من مسيل لدموع المتظاهرين الى دموع حكومية تضرف على نفسها لأنها لم تقراء التاريخ كما يجب ، وكان عليها أن تعلم أن بداية الفيضان قطرة ولايشترط بها أن تكون من السماء ؟.
وهنا علينا نشهد للحكومة بمقدرتها على إدارت دفة المطالب للشأن الاقتصادي والهروب من الاستحقاقات السياسية عن طريق تشكيلها للجان داخل لجان ، وخصوصا لجان مجلس النواب التي أعلنت فشلها نتيجة لتغول الذاتية والمصلحة عليها منذ البداية وطغيان كلمة فساد اقتصادي على كل خطابات السلطتين التشريعية والتنفيذية .
إذا هل حراك الطفيلة حراك إقتصادي مرفوض نتيجة للموروث التاريخ عن حراكات الجنوب الأردني ؟، الذي لازال يشكل عامل تخفيض بأي نتائج استطلاع عن أداء الحكومات الأردنية مهما حاولت نتائجه في العاصمة والشمال أن ترفعه الى ما يتجاوز الستين في المائة ،أم انه حراك طفيلي وغريب عن جسم الحراك الاقتصادي الذي تريده الحكومة.
والحراك الاقتصادي الذي تريده الحكومة يتمثل في موظفين على رأس عملهم ويتقاضون رواتبهم وكل ما يطالبون به هو رفع نسبة هذه الرواتب وتحسين أوضاعهم ، بينما حراك الجنوبب والطفيلة بالذات هو حراك بدايته من الصفر الذي يصعب تجاوزه من خلال إيجاد فرص عمل لمن يمثلونه .
هل فكرة الحكومة في استخدام الغاز المسيل للدموع ضد حراكات الشارع الوظيفية في العاصمة ومدن الشمال ؟ ، أم إكتفت بإستخدامه في الطفيلة ؟ ، وهل لإبتعاد كاميرات المصورين والإعلامين عن الجنوب سبب مقنع لها لإستخدام الغاز هناك فقط ؟ ، وهنا على الحكومة أن تأخذ من التاريخ عبرة وهي أن الجنوب هو من قام بالتغيير عام 1989 وليس العاصمة أو الشمال .



تعليقات القراء

ابن الطفيلة
شكرا أستاذ أحمد على هذه اللفتة الكريمة وثق يا أستاذ أن الحكومة في نهجها للرد على مطالب المحتجين بالغاز المسيل للدموع ونحوه تمعن في الخطأ وتفتقر للحكمة وتغمض عيونها عن قراءة العبر والدروس وتسعى إلى دفن مشاكل يتجاوز خطر دفنها دفن الألغام " ومن يؤتى الحكمة فقد أؤتي خيرا كثيرا"
08-02-2012 09:18 PM
عبدالله الهريشات
الكاتب الفاضل عريقات الطفايلة لا يبكون بل يزأرون ويحزنون على واقع الاردن واهله وعلى واقع العرب وفلسطين والامة
08-02-2012 10:01 PM
متابع
لن ازيد على التعليق 1 لانه كفى ووفى
08-02-2012 10:55 PM
محمود العواد
يصح لسانك يا استاد عريقات فهم يعلمون من هي الطفيله ومن هم اهلهاولكنهم يتناسون غضب شارع الطفيله لانهم لم يدوقوا مراره فان لم يستجيبوا لاسمح الله فعندها لن ينفعهم غازهم ولاغيره امام صوت الطفيله وابن الطفيله فان اصروا فكما بدأت من الجنوب سيبقى حماتها من الجنوب فليحدروا غضب الجنوب والطفيلة ستبقى هاشمية
09-02-2012 09:10 AM
الرعوووود
كانت الحكومه و ما زالت تسعى جاهده و بكل الحيل لتغيير خط المطالبين بالاصلاح الى الى مطالب شعبيه مطلبيه و حينها يسهل التعامل مع هؤلاء الاصلاحيين لتطبيق المثل الذي يقول (اللي بتعرف ديته اذبحه ) وحينها جاء الفرج للحكومه.و انا احد هؤلاء المجموعه انفي نفيا قاطعا ان هذا كذب و غير صحيح و لا زالت الطالب هيه هيه.ولا بديل عنها
09-02-2012 10:10 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات