إرفع رأسك أنت معلم


بدأ حراك المعلمين بداية هذا الفصل الدراسي وكلهم إيمان بأن التصعيد هو الوسيلة الوحيدة المتبقية لهم لنيل حقوقهم .
بدأ الحراك قويا وبعزيمة نابعة من قلوب مثقلة بالحزن والأسى والإحباط لما وصل إليه حال المعلمين وعلى مدار سنوات طويلة .
وأدرك الجميع أن المعلم هو إنسان له كرامة وله حقوق وعليه أن يناضل لانتزاعها .
طالعتنا بعض الصحف والمواقع الاخبارية بأخبار ومقالات عن هذا الحراك ، وكثير من أبناء هذا الوطن وقف إلى جانب المعلمين وقضاياهم المطلبية العادلة وهم يدركون أن المعلم إنسان وعليه أن يعامل كأنسان وأن تضحياته لبناء جيل من أبناء الوطن هو هدفه وغايته ، وأنهم الشريحة الأكبر في مجتمع ينادي بالحرية والكرامة والعدالة .

المعلمون كانوا يأملون من الحكومة أن تدرك جيدا أن الحراك لا بد سيحدث في حال تعنتها واستمراريتها في نهج التهميش والمماطلة والتسويف ، وأذكر هنا وعلى مدار حراكات متنوعة ومختلفة سادت كل أرجاء وطننا الغالي أن الحكومة لم تتعظ ولم تعتبر في استخلاص الدروس وأن مظاهر السخط والاستياء لدى قطاعات مختلفة قد وصلت إلى حد لا يمكن كبح جماحها ، وخلال هذا الاسبوع شهد الوطن حركات واعتصامات واضرابات مكثفة شملت قطاعات واسعة لتحقيق الهدف والغاية منها ألا وهي (( الحقوق )) .
المسؤولية وحدها تقع على عاتق الحكومة الفاقدة للمصداقية من خلال تعاطيها مع ملفات كثيرة .

إن سياسة التسويف والمماطلة والدعوة للحوار هي السمة الأبرز من سياسة الحكومة تجاه مطالب القطاعات المختلفة ، وما الهيكلة المزعومة إلا مسمار أخر يضاف إلى مسامير قد دقت في أجساد الموظفين .

الكل منا حريص على الوطن وعلى مقدرات الوطن فلا داعي للمزاودة على المعلم وعلى حراكه المشروع لنيل حقوقه ، ولا داعي لاستعمال وسائل الضغط على المعلمين من خلال مقالات ولقاءات وحوارات تنعت المعلمين وحراكهم بسلبية وكلمات ممجوجة ، وكان الأجدر بالمزاودين والمطبلين أن يبادروا للدفاع عن المعلمين لأنهم الأكثر حرصا وحبا وانتماء لتراب هذا الوطن .

هي مسألة وقت فقط ، وسترضخ الحكومة ــ قريبا ـــ لكل صاحب حق لأنها تعلم جيدا أن للمعلمين حقوق وحان الوقت لاستردادها .
المسألة ليست إستقواء وليست تحدي ولن يصل الأمر لمرحلة كسر العظم ، وعلى الحكومة أن تعي جيدا أنها لم تعد قادرة على إدارة الأزمات التي تعصف بالوطن ، ولم يسجل في عهدها ـ كما سابقاتها ــ إنجاز ملموس ليشعر المواطن انها حكومة جادة لترجمة توجهات جلالة الملك في الاصلاح الشامل ،.

لا أريد أن أخوض في تفاصيل ـ يعلمها الجميع ــ عن الفساد والسرقة والنهب والرشاوي .... الخ . ولا أريد أن أكتب عن ملفات مفتوحة وعن ملفات ستفتح وعن ملفات ما زالت مغلقة وتتناقل وسائل الاعلام بعضا منها ، وكل ملف أخطر من سابقه .

هي دعوة للحكومة أن تسجل سبقا في الانحياز إلى مطالب المعلمين وأن تتبنى قضيتهم ليعود إلى الحكومة جزء من ثقة قد فقدت ،
المطلوب وقفة جادة مسؤولة من قبل الحكومة للتعاطي مع حراك المعلمين بجدية واهتمام . وعلى الحكومة أن تعلم ــ وهي تعلم ــ أن الحراك بدأ قويا ويزداد قوة وأن التصعيد مستمر ، ولن يتنازل المعلمون عن حق من حقوقهم المشروعة ، ولن تجدي لقاءات المسؤلين مع الاعلام ولن تجدي الاقلام التي هاجمت ــ وما زالت ــ المعلمين .

لدى المعلمون قضية آمنوا بها وسيدافعون عنها ، وليس لدى الحكومة ــ مع اعترافها بحق المعلمين ــ سوى أن تترجم هذا الاعتراف إلى واقع ملموس ليتم غلق ملف المعلمين ، ولتتجه الحكومة بعدها إلى ملفات أخرى أكثر خطرا ــ على الوطن والمواطن ــ تنتظرها .
المعلم سيبقى معلم ، وبكل تواضع أحني هامتي إكراما للمعلم الأب والمعلم الأخ .

وعاش الوطن وعاش المعلم صرحا شامخا لبناء هذا الوطن



تعليقات القراء

ارفع
ارفع
راسك
زيحه
سال
الدم
09-02-2012 09:44 PM
ابو عارف
سلم فاك اخي ابو طالب تحدثت ، فأوجزت ، فأبدعت .....سلمت .... الى الامام اخي المناضل عمر قاسم
10-02-2012 01:16 AM
ابن الطيطي


رد ابراهيم طوقان على قصيدة شوقي قم للمعلم وفه التبجيلا ==== كاد المعلم ان يكون رسولا فقال ابراهيم :



(شوقي) يقول – وما درى بمصيبتي – "قــم للمعلــم وفــّه التبجيــلا"

اقعد, فديتك، هـل يكـون مبجـلاً - مـن كان للنشء الصغــار خليلاً..!

ويكاد (يفلقنـي) الأميـر بقولـه: - كاد المعلــم ان يكـون رسـولا..!

لو جرّب التعليم (شوقي) سـاعـة لقضـى الحيـاة شقــاوة وخمـولاً

حسب المعلم غمَّــة وكآبـــة مـرآى (الدفاتر) بكـرة وأصيــلا

مئة على مئة اذا هـي صلِّحــت وجـد العمـى نحو العــيون سبيلا

ولو أنَّ في "التصليح" نفعاً يرتجـى وأبيك، لــم أكُ بالعيـون بخيــلا

لكنْ أُصلّح غلطـة نحــويــة مثلاً، واتخـذ "الكتــاب" دليــلا

مستشهداً بالغـرّ مـن آيـاتــه او "بالحـديث" مفصـلاً تفصيــلا

وأغوص في الشعر القديم فأنتقـي ما لـيس ملتبســاً ولا مبــذولاً

وأكاد أبعث (سيبويه) فـي البلـى وذويـه من اهل القرون الأولــى

فأرى (حماراً) بعـد ذلك كلّــه رفَـعَ المضـاف اليه والمفعـولا!!.

لا تعجبوا انْ صحتُ يوماً صيحة ووقعـت مـا بين " البنـوك" قتيلاً

يــا مـن يريد الانتحار وجدته انَّ المعلـم لا يعيــش طويــلاً!

10-02-2012 09:33 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات