الأردن القادم .. هل يجب علينا استباق النتائج؟


في الأردن البلد الخاص كحالة جيوسياسية, يتزايد عدد الأسهم التي تشير إلى أن مسألة التمثيل النيابي قد حسمت لصالح الإسلام السياسي , وذلك إستكمالاً للون الذي يسيح على الخارطة العربية ابتداء من المغرب ثم تونس وليبيا وصولا إلى مصر وسوريا مروراً بالأردن, وذلك ضمن توزيعه جديدة للأدوار في المنطقة لا يهمنا دوافعها بقدر ما يهمنا التعامل معها نظرياً وتراتبياً , فعودة الإسلام السياسي للمشاركة في الحكم في الأردن وبالتزكية الأمريكية أصبح امراً يحتاج إلى الوقت فقط.

إذن فالقرار الأردني يقع بين الرغبة الأمريكية التي أصبحت تطمح بشكل مؤكد لإعادة الإسلام السياسي إلى الساحة السياسية , وبين الشارع الذي حركه ما حركه من ظروف أو مصالح, وعليه فقد أصبحت القوة الدافعة للقرار كبيرة جداً والتي أدت إلى إطراد عملية صنعه مما كشف حقيقة صنع القرار المؤسسي بأنها ضعيفة بما ظهر فيه من الوهن والضعف في إدارة الدولة والتي ظهرت على شكل أخطاء إدارية ومطاحنات و نهب وانفرادات في القرار شكلت ناقلاً قد لا يحتمل تلك القوة الدافعة .

وعلى صعيد آخر فقد فاقمت تصفية الحسابات بين الاستقطابات الاقتصادية و الأمنية والحزبية والتي عززتها بيئة مكافحة الفساد في إظهار رداءة المنتج السياسي أثناء خلو الساحة لهذه الأطراف , وهذا بدوره أشبع الجسم الشعبي بالإحباط الذي وصل إلى قاعدة هذا الجسم بعدما كان فهم المشهد حكراً على النخبة السياسية نظراً لكثافة العمل الإعلامي وخاصة الإلكتروني .


بناءاً على ما سبق فالإسلام السياسي الذي يعيش حالة " انتظار" في الأردن وهو الذي لم يعد يتعرض لمضايقات سياسية حقيقية بقدر ما يتسلم "الذرائع" على طبق من ذهب من الحكومة والتي تبذل كل ما بوسعها لتمهيد الطريق أمامه للوصول لمجلس النواب خلال العام الحالي .

بالمناسبة فهذه الحكومة مثقلة بالتوقعات من ناحية تحقيق الشفافية والنزاهة نتيجة للسيرة الذاتية لرئيسها وتوقيت تكليفها, ومع تزايد خيبات الأمل وبعد سقوطها لن يرضي الشارع أي شخص كرئيس بعد هذا الرئيس, عندها سوف تزداد فرصة طرح الإسلاميين الغائبين عن الفترة السابقة ضمن الخيارات شعبيا وهذا ما تؤيده الولايات المتحدة تحليلياً.

وعليه فيجب خلق تكتل وطني لا يتبع لهذه المرحلة مكوناً من الذين لم يصطفوا وراء أي تيار خلال ما مضى , وليعمل هذا التكتل على زيادة فرصة المشاركة في النتيجة "الشبه محسومة" , وليكونوا إستباقيين أكثر لملاقاة هذه الرغبة المدعومة أمريكياً وذلك من باب التشاركية في القرار المستقبلي منعاً للأحادية التي قد تخلق كما هو مخطط له من وجهة نظري



تعليقات القراء

كلا و الف كلا
(الأردن القادم...هل يجب علينا استباق النتائج؟ )
كلا و الف كلا
"عند الاخوه البدو الاكارم
بالشق وفي جلسة الكبار
ممنوع لمن دون الاربعين
ان يتكلم
و حتى
لمن فوق الاربعين
ممنوع ان يقاطع و يستبق القول
عليه ان
يجلس
و ينصت
الى اخر الهرج
ثم
...........

ممنوع
08-02-2012 10:49 AM
مجالي
اجدت أخي حاتم ... هذا الكلام ليس من السهولة في الفهم وخصوصاً من جماعة كلا وكلا ... إذا كان من فوق ال 40 يجب أن يسكت ومن تحت الاربعين لا يقاطع بالاحرى يسكت.. فمن سيتكلم ... أنا أعرف صاحب التعليق السابق هو من سيتكلم... إن اردت ان تكون متحضرا فيجب أن تناقش ولا تبعبع وتتخفى وراء الاسماء المستعارة... وأعتقد أن الكاتب لإبن عشيرة اردنية عربية معروفة والبدو لا يتعاملون مع المتخفين, شكرا استاذ حاتم تحليل منطقي
08-02-2012 08:25 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات