تداولت بعض وسائل الإعلام الالكترونية خبرا حول تلقي نحو ٥١ صحفيا وإعلاميا وبعض أصحاب مواقع إخبارية الكترونية إكراميات آو منحا مالية من مدير المخابرات الأسبق الفريق المتقاعد محمد الذهبي بشكل مباشر او عن طريق مدير الدائرة الإعلامية الأسبق في دائرة المخابرات فوزي المعايطة.
الغريب في الأمر أن هذه القائمة المجهولة المصدر والهوية والأسماء ولم ينشر منها سوى الأحرف الأولى من الأسماء والمبالغ المالية التي تم دفعها لهم، والغريب أيضا توقيت نشر هذه القائمة، ولماذا تم نشر الأحرف الأولى ولم تنشر الأسماء كاملة، وما هو مصدر هذه القائمة، وهل تعتبر إشاعة أم أنها خبر أكيد، وما الهدف من نشرها، ومن المستفيد من الإساءة للسلطة الرابعة التي هي في الأساس صوت الشعب ومرآة الحقيقة للرأي العام الأردني في وقت صعب يطالب فيه الشارع بمحاربة الفاسدين والمفسدين وفتح ملفات فساد كبيرة تطال رؤوسا كبيرة ومعروفة يعرفها الشارع.
قضية إشاعة تقديم رشى للإعلاميين (وتزبيطهم) ودفع الأموال والهدايا والشقق والسيارات لهم ليست جديدة عليّ، لأنه قبل عدة سنوات تمت إشاعة الخبر نفسه إبان الحرب التي كانت معلنة بين مدير المخابرات الأسبق محمد الذهبي وبين رئيس الديوان باسم عوض الله قبل ثلاث سنوات، وعندها تم نشر خبر وردت فيه أسماء صحفيين تم دفع أموال وشراء شقق وتقديم سيارات فاخرة وتسهيلات بنكية هم ومنهم بعض الصحفيين المعروفين جيدا خاصة في وسائل الإعلام المكتوبة، تهاجم أو تدافع عن كل طرف في هذه الحرب.
أصبح الشارع الإعلامي بدوره يظلم و نضرب مثلا في أن واحدا من هؤلاء الإعلاميين كان يعمل في صحيفة يومية يأتي في سيارة أجرة مرة وفجأة رأيناه يركب سيارة فخمة وأصبحت لديه شقة مطلة على شارع الصحافة وعمل عرسا كبير له في عمان حضره كبار المسؤولين وشخصيات عامة مرموقة، فهل كان كل ما ذكر عنه صحيح؟
وطيلة هذه السنوات والإشاعات تطلق ولم يتحرك أي مسؤول او اية جهة رسمية او حتى نقابة الصحفيين في متابعة هذه الإشاعات ، وأنا شخصيا معهم في عدم التحرك او اتخاذ بعض الإجراءات لعدم وجود وثائق تثبت ذلك، لأن الجميع بمن فينا صاحب الموقع الذي نشر هذه القائمة ذات الحروف والأرقام ذكر انه وصلت رسالة بالغة الأهمية مجهولة الهوية والمصدر تحتوي على أسماء صحفيين حصلوا على أعطيات ومنح من الذهبي، وقام بحذف الأسماء وإدخال رموز منعا من إحراج البعض\" مع ان صاحب الموقع منذ فترة قصيرة كان على علاقة طيبة وحميمة ومعروفة مع الباشا الذهبي، ويجلس معه ساعات طويلة للتحدث عن الأوضاع الداخلية والسياسية، والجميع يعرف هذه المعلومة\" وانتهت الرسالة هنا وقامت الدنيا ولم تقعد وبدأ الجميع يكتب عن هذه القائمة وبدأت الإشاعات بترديد بعض الأسماء ، فعلى سبيل المثال تم طرح حرف (س. ح ) من اسم صحفي انه تم إعطاؤه مبلغ مئة ألف دينار، مع ان هذا الحرف أي (س. ح ) قد يؤشر على عدة أسماء صحفية، فأيهم الاسم الحقيقي المعني والمقصود بهذه الرموز.
وهنا أريد ان أقول حرام هذه الإشاعات وحرام ظلم الناس والصحفيين، ولا أقول ذلك ولا اكتب عنه دفاعا عن الصحفيين او عن الذهبي او غيره، بل اكتب دفاعا عن السلطة الرابعة ليس إلا، وأنا معروف وصحيفتي معروفة ونحن ظلمنا بشكل علني وأكثر من مرة وتم وقف الاشتراكات والإعلانات عنا سنوات طويلة ولعدة مرات وقد هاجمنا بعض الصحفيين الذين وردت حروف أسمائهم في تلك القائمة وكتبوا مطولا ضد هذه الصحيفة والعاملين فيها.
وفي نهاية المطاف نطالب صاحب الموقع ان يسلم القائمة بالأسماء الحقيقية وليس بالرموز والحروف الأولى إلى نقيب الصحفيين ومجلس النقابة، ونقول أيضا لكل جهة تملك أوراقا او اثباتات ضد صحفيين قبضوا اموالا من الذهبي او غيرة ان تسلمها الى مظلة وبيت الصحفيين التي هي بيت السلطة الرابعة .... وهنا اسأل زميلنا وصديقنا صاحب الموقع من هو المستفيد من الإساءة إلى السلطة الرابعة، ولماذا يتم نشرها الآن بالرموز ودون إثبات؟!
ولماذا يتم الحديث عن 51 صحافيا في حين أن التسريبات تدل على أن عدد \" القبيضة \" من الصحافيين لا يقل عن نصف عدد الهيئة العامة للنقابة، وبهذا الخصوص أتوجه لنقابة الصحافيين لتدلي بدلوها في هذا الموضوع الحيوي!!!