الشعب الكردي في العراق .. هو صاحب كلمة الفصل


في حديث عظيم للرسول الأعظم سيدنا وسندنا محمد صلى الله عليه وسلم قال (( الخير باق في أمتي إلى يوم الدين )) صدق رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه ...هذا الحديث النبوي الشريف مر على بالي وانأ استمع إلى حديث الشيخ جوهر الهركي المواطن العراقي الكردي الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الكردي خلال لقاءه في أحدى الفضائيات العراقية ...فقد أثار انتباهي عمق الوعي الوطني الذي يحمله هذا الرجل الذي يتصف بالهدوء والسكينة أثناء طرحه لقضية وطنه العراق بكل أطيافه وقومياته ...بالإضافة إلى الشجاعة في قول كلمة الحق في أحلك الظروف ...فالقضية الكردية العراقية اختزلت في وسائل الإعلام المضللة بالحزبين الكرديين العميلين في شمال العراق وبرعاية أمريكية صهيونية فارسية بحته ..ومنذ ساعات الاحتلال الأولى للعراق لم اسمع صوتا وطنيا شجاعا مثلما ما سمعته من المهندس و المناضل العراقي الكردي الشيخ جوهر الهركي الذي أستطاع بفكره الثاقب ووعيه المتفتح ودراسته المتعمقة لما يجري ألان في الساحة الكردية التي أطرها بإطار عراقي وطني صرف وتحت سقف العراق الموحد , وما تقوم به عصابات الحزبين العميلين الكرديين في شمال العراق من عمليات قمع وتضييق الحريات على المواطن العراقي الكردي بالإضافة إلى كونها أحزاب شوفينية تنفذ أجندة لمصلحة دول خارجية حتى لو تقاطعت تلك المصالح مع المصالح القومية العليا للوطن وللشعب الكردي .
الشيخ الهركي أثلج قلوب كل العراقيين الشرفاء ..وأعاد إليهم الأمل بأن الشعب العراقي الكردي لن يقبل ويرتضي بالاحتلال وأن المقاومة العراقية هي حق شرعي قبل ان تكون حق وضعي وأن مايجري ألان في شمال العراق لايمثل أرادة الشعب العراقي الكردي الذي لايؤمن بفدريالتهم الانفصالية البغيضة التي تخدم أجندات خارجية , والشعب الكردي في شمال العراق يؤمن بعراق واحد موحد يجمع كل قومياته وأطيافه .
وكلنا نتذكر الدور الخياني الذي لعبه جلال الطالباني ومسعود البارازاني في تقمص دور الإدلاء الخونة للقوات الإيرانية أثناء الحرب العدوانية التي شنها ملالي قم وطهران على البوابة الشرقية للأمة العربية ...والجريمة الكبرى التي ارتكبتها قوات حرس خميني في قصف مدينة حلبجة العراقية الحدودية بالغازات السامة وبمعرفة مسبقة من المجرم جلال الطالباني .وهو ما قاله بكل شجاعة الشيخ جوهر الهركي الذي اتهمه بشكل غبي مقدم البرنامج لتلك القناة الفضائية العراقية وهو يطرح أسئلته على ضيفه وكأنه شرطي تحقيق في مركز شرطة , حين وجه له سؤال (( أنكم تستلمون مبالغ ماليه من صدام لتوجهوا بنادقكم إلى أخوانكم الأكراد في حزبي جلال ومسعود )) فكان رد الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الكردي صفعه على وجه مستضيفه حين قال له نحن نستلم رواتبنا من حكومتنا الوطنية كجنود في جيش العراق العظيم لندافع عن العراق , فالجندي العراقي ابن محافظة البصرة حين يدافع عن محافظة السليمانية , هل تريد منا نحن أبناء السليمانية واربيل ودهوك ان نجلس في بيوتنا ؟؟ والأمر الأخر نحن لم نوجه بنادقنا الا لمن ارتضى لنفسه الخيانة وان يكون مطايا للمحتل الإيراني فهؤلاء هم خونة وليسوا أخواننا .... لله درك يا ابن شمال العراق الشماء ... فالعراق من شماله الى جنوبه يحميه أبناءه الشرفاء وتحت راية الله اكبر .
ان الشعب العراقي الكردي في شمال العراق قد عانى كثيرا على امتداد عقود طويلة من سياسات الأنظمة والحكومات التي تعاقبت على العراق بالإضافة إلى قيام الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة الملا مصطفى البارزاني رحمه الله وصولا الى ابنه مسعود وبالإضافة لحزب جلال الذي خرج من عباءة الملا البارزاني كل هؤلاء اتخذوا من معاناة أهلنا وشعبنا الكردي كقميص عثمان للمتاجرة بهم الى أن جاءت حكومة وطنية وأقرت لهم بيان 11 آذار في مطلع السبعينيات من القرن الماضي لتعطي للشعب العراقي الكردي في شمال العراق حقوقا كاملة كان يحلم بربعها الملا مصطفى وكل الشخصيات الكردية التي ناضلت من اجل ان تنال جزء يسير مما قدمه لهم بيان الحادي عشر من آذار , لكن من شب على شيء شاب عليه وها هو مسعود وغريمه جلال لن يستطيعوا أن يتنفسوا الهواء إلا وهو مخلوطا برائحة البارود والدم ..وارتضوا مرة أخرى أن تكون بنادقهم للإيجار ....بنادق تطلق قذائفها ورصاصها لمن يدفع ...وكلنا رأينا دورهم الخسيس في تقديم التسهيلات والقتال مع الغازي المحتل الأمريكي الصهيوني الفارسي لاحتلال العراق ..ارتضوا أن يكونوا صغار كأنفسهم المريضة الصغيرة ... وهؤلاء بالتأكيد وكما قال المناضل الشيخ جوهر الهركي لايمثلوا الشعب الكردي العراقي بل أنهم يمثلون مصالحهم الشخصية الضيقة .
أن سياسات الحزبين الكرديين العميلين في شمال العراق تجلب للشعب العراقي الكردي الويلات والنكبات , فهم يزرعون بذور الشقاق والفتن بين أبناء الشعب العراقي من أجل أن يستطيعوا فرض أرادتهم على أهلنا وشعبنا الكردي , لكن الشيء الذي لايفهم جلال الطالباني ومعه مسعود البارزاني رؤساء الحزبين العائليين ان الشعب العراقي الكردي في شمال العراق وعلى امتداد تأريخه الطويل فاهم للعبة هؤلاء الخونة ولديه الوعي الكامل والعقل المفكر الذي هو أكبر من عقل جلال ومسعود وكل عصاباتهم ...وهنا أتذكر مقولة لرجل مسن عراقي كردي بسيط التقيته في محافظة اربيل قال الرجل (( أن ما حققه جلال ومسعود وعصاباتهم من مكاسب على حساب باقي أبناء الشعب العراقي هي بالحقيقة كوارث ونكبات ستدمر الشعب الكردي أكثر مما تفيده , وأسترسل الرجل صاحب الدكان بالقول ..اليوم ألأمريكان هم من يوفرون الحماية لجلال ومسعود وماذا سيفعلان حين ترفع أمريكا يدها عن هؤلاء القتلة ؟ ماذا سيكون مصيرهم ؟)).
أترك الجواب للشعب الكردي في العراق فهو صاحب كلمة الفصل فيها .


* كاتب وباحث سياسي بالمركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية / مصر



تعليقات القراء

معود
معود
على الخبطات
قلبي
05-02-2012 04:29 PM
بسمه الكرد الهركي
وصدق من قال : - إقرأ التاريخ .. إذ فيه العبر / ضل قوم ليس يدرون ما الخبر ; إذ أن هناك كثر من الناس يخافون العودة إلى تاريخهم .. ويرتجفون على حاضرهم .. ومرتعبون من مستقبلهم ، لكون تاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم (أغبروأسود) وأما من كان ماضيه تليد .. وحاضره مجيد .. فبالقطع سيكون مستقبله مشرق سعيد .. ويقول لكل من حوله :- ها أم .. إقرئوا .. تاريخي .. وتبصروا فيما مضى منه ، لتستشرفوا مستقبله .
05-02-2012 10:11 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات