ارحل ايدي وجعتني


كلنا يتذكر اللافتة التي حملها شاب مصري في ميدان التحرير وكتب عليها بخط اليد (ارحل ايدي وجعتني ) كان هذا الشاب ومعه ملايين المصريين ومثلهم من العرب يتابعون عبر شاشة التلفزيون يستعجلون رحيل الرئيس المصري بأسرع وقت ممكن على اعتبار ما بعده ربيع المواسم آت فيه الخير وتحل البركة ويبدأ الفرج وتهل الفرحة وتنهمر الديمقراطية وتأخذ العدالة مجراها وتتحقق المساواة بين الناس فلا طبقية ولا فوراق بعد ألان وبعد ذهاب حكم الفرد والاستبداد.
ولكن ما الذي تبدل وتغير بعد مرور سنة على هذه الثورة الشعبية المجيدة والتي سيخلدها التاريخ من أوسع أبوابه لأنها قامت من اجل الإصلاح وتحسين ظروف المعيشة للناس وتحقيق الأمن والأمان والقضاء على الفقر والبطالة التي نخرت عمق المجتمع المصري ونهاية سعيدة للتخلص من حكم الظلم والطغيان والاستبداد وعبادة الفرد إلى رحاب الحرية والديمقراطية والعيش الرغيد .
من اجل ذلك ضحى الشباب بأرواحهم وأنفسهم كي تنجح الثورة ليضيء لغيره من بني جلدته دروب النور والضياء ويبشر بربيع واعد بالخضرة والنظارة ولكن ما الذي حدث وما الذي تغير ؟
على ارض الواقع لم يتغير شيء فالفقر ضارب جذوره في أوصال المصريين والبطالة ما زالت تراوح مكانها إن لم تكن في ازدياد والجوع الكافر ينخر في عظام من حمل الثورة على أكتافه وضحى من اجلها . والاعتصامات والمسيرات والاحتفالات التي عمت الشوارع والساحات والإحياء وحتى الازقه قطف ثمارها فئة من الانتهازيين الجدد ركبوا الموجة وأتقنوا أللعبه باسم الحرية والديمقراطية وحل مشاكل الشعوب عبر إذاعة برامج براقة لا تمت إلى الواقع المعاش بصله ولا تحقق من الطموح شيء لأنهم أدركوا كيف يمكن أن تلعب الأدوار وكيف يمكن أن تؤدى اللعبة باقتدار أما الذين ضحوا وبحت حناجرهم فما زالوا لا يبرحون مكانهم إن لم يكونوا تخلفوا خطوة إلى الخلف ووجدوا أنفسهم في مواجهة فتنة داخليه او حروب أهليه .
لماذا ثوراتنا يكون وقودها الشباب والمضطهدون والباحثون عن الحرية ولقمة العيش بكرامه وتختطف من بين أيديهم لصالح النخب ومن يجيدون اللعب لماذا توراتنا حتى تنجح أن تلبي مطالب ومصالح الطامعين في أرضنا وخيراتنا وسمائنا ومائنا ولماذا تورتنا تحتاج إلى ثورة لحمايتها لتحقيق أهدافها لماذا ولماذا أسئلة كثيرة تحتاج إلى جواب ؟
عالمنا العربي بثوراته في مرحلته الحالية بدل أن يدخل في حوارات ونقاش حول امورالوحدة العربية وأسبابها وموجباتها وكيف السبيل لمواجهة العدو الغاشم المشترك يدخل في حوارات مذهبية وطائفية وإقليميه وكيف السبيل للخروج من هذا المأزق الذي حشرنا أنفسنا فيه للهروب من استحقاقات حروب أهليه .
فما الذي جرى وتبدل بعد انقضاء سنة على الثورة سوى ظهور لاعبين جدد على الساحة قطفوا الثمرة واستأثروا بها دون غيرهم فالذي أتقن أللعبه من حقه إتقان فن الحصاد .
Shaker.m110@yahoo.com



تعليقات القراء

أبوموسى شاهبندر المنافقين ومفسد الفاسدين
أبدعت يا محارمه الله لا يحرمنا مقالتك الرائعة
30-01-2012 11:13 AM
فنيخر
انا من المؤمنين
بأن مصر هي ام الدنيا
30-01-2012 03:54 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات