قبل أن تقع الفاس في الراس


يقول المثل الشعبي "ما بيحسد المال إلا صاحبه"، ويبدو أننا في الأردن قد حسدنا أنفسنا على نعمة الأمن والأمان، وأصبحنا نترحم على أيام زمان يوم كنا ننام ملء جفوننا آمنين مطمئنين، ونذهب إلى أعمالنا بأمن وسلام، مستبشرين ومتفائلين، ننجز أعمالنا ونعود إلى بيوتنا بما قسمه الله لنا، لا خوف ولا قلق على بيوتنا وعيالنا، ولا على سلامة أولادنا وبناتنا في المدارس والجامعات، ولا حتى على رزقنا، فالرزق أولا وأخيرا على الله، يرزق من يشاء بغير حساب.

كان هذا في الماضي القريب، أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيرا، وبدأ القلق يساورنا ليل نهار، صغيرنا وكبيرنا، فالهوشات والطوشات والمعارك تدور رحاها في الجامعات والكليات والمدارس والشوارع والحارات، تُستخدم فيها الأسلحة البيضاء والحمراء والصفراء وما تيسر من أدوات الإيذاء، وما أن تنتهي في مكان حتى تبدأ في مكان آخر، وهلم جرا، فلا يمر يوم إلا ونشهد أو نقرأ أو نسمع عن جريمة قتل أو إيذاء أو سرقة أو اعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، أو مشاجرات عشائرية أو مناطقية أو نيابية أو حاراتية أو بيتية، تنتهي عادة بما لا يُحمد عقباه، وتنذر بمستقيل قاتم قد يأكل، لا سمح الله، الأخضر واليابس، فنصبح عندئذ على ما فعلنا نادمين.

يبدو أننا بحاجة إلى حلول إبداعية وإجراءات خاصة من شأنها الحد من هذه الظواهر الخطرة والقضاء عليها في مهدها، حتى لو استدعى الأمر في نهاية المطاف إلى الكي كآخر علاج يُستخدم للحيلولة دون استفحالها وتفشيها في مجتمع اعتاد أن يعيش على هذه الأرض الطيبة بأمن وسلام منذ تأسيس الدولة الأردنية.

قد يتطلب الأمر عقد مؤتمر وطني، يشارك فيه ممثلون عن مختلف الأطياف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية والأكاديمية والأمنية في الأردن لتدارس أسباب هذه الظواهر وسُبل علاجها، بحيث يتفق المجتمعون على وثيقة وطنية تتضمن الإجراءات التي يجب اتخاذها والالتزام بها من كافة الأطراف دون محاباة لأي شخص أو مجموعة تعبث بأمن البلد وسلامة المواطنين والممتلكات، حتى لو كان هذا الشخص أو المجموعة من أقرب المقربين للموقعين على هذه الوثيقة أو أي مسؤول، كائنا من كان، ومهما كان موقعه أو رتبته، على أن ينعقد هذا المؤتمر دوريا لمناقشة ما تم إنجازه ووضع الخطط المستقبلية التي من شأنها تعزيز السلم الاجتماعي وضمان الهدوء والاستقرار من أجل خلق بيئة مواتية للتقدم والنماء في كافة المجالات، ونحن على يقين بان الأردنيين لن يعجزوا أبدا عن إيجاد الحلول الإبداعية اللازمة لمعالجة مثل هذه الظواهر الدخيلة على بلدنا ومجتمعنا.



تعليقات القراء

فنيخر
الكاتب الكريم

(قد يتطلب الأمر عقد مؤتمر وطني، يشارك فيه ممثلون عن مختلف الأطياف )

اذا اصريت

هذا يستدعي

اشراك

الفاسدين\بائعات الهوى\ البلطجيه\ الاخوه الغجر(انا من بواكيهم)\هاتكي العرض\ضرابي المواس\السارقين\المارقين\اصحاب الاجندات على جميع انواعها و يجمعهم كره الوطن\الحاقدين\المارقين\الجواسيس\

بكفي؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ملاحظه:لقد انتقدني احد الاخوه الافاضل انني ضد توبتهم

انا مع توبه جميع من ذكرت

جراسا

شكرا

24-01-2012 02:20 PM
اخو علياء
ستاذي الفاضل نشكرك على ما تتمتع به من حس وطني ورؤيا وطنية ولكن للاسف لا احد يتعض من غيره ولا احد يتعلم الا حتى يدفع وقد يكون الثمن غاليا ، لقد ثبت بأننا جميعا انتهازيون (( لا تستثني أحد )) ومصابون بمرض خبيث لا ينفع معه حتى الكي فأن استمرينا على هذا الحال ستأتي علينا أيام نتمنى فيها عودة الفاسدين الذين نطالب الان بمحاكمتهم مقابل أن نأمن على أعراضنا وبيوتنا وحياتنا ، لا أحد يعرف قيمة الامن الا من يفتقدها ، ستاتي علينا أيام نتمنى أكل الخبز اليابس مقابل الامن الذي على ما يبدو بأننا لن نصل بعد الى فهم معناه ، أتمنى أن يجيبني أحد الاردنيون ماذا ينفع زيادة خمسون دينار على الراتب أو مئة أو الف وقد تأتي أيام تخرج فيها ابنتك من البيت ولا تعود ؟؟ الدول العطمى تمر بضائقة مالية وأخرى تجمد رواتب القطاع العام وأخرى تستغني عن نصف الموظفين فأين موقعنا من تلك الدول ؟؟ ستقولون الفاسدين فلو حسبتم كل ما سلبوه الفاسدون أعتقد بأنها لا تكفي لراتب موظفي الحكومة لشهر واحد وماذا بعد ؟ ارجو الله ان تعودوا الى رشدكم ايها الاردنيون وتمسكوا بأمنكم ومليككم قبل ان ينطبق عليكم قول الشاعر (( رب يوما بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه )) مع فائق الشكر للاستاذ محمد ابو صقري
24-01-2012 03:56 PM
فنيخر
الفاضل و الكريم
اخو علياء
ماذا
تقترح؟
مع عظيم مودتي
24-01-2012 09:51 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات