حمد•• نموذج للابتذال السياسي




بشرى لابي رغال وابن العلقمي وابن جلوي ونوري السعيد وانور السادات وبقية الخونة العرب، فقد التحق بهم رجل من صنفهم، وانتسب الى مدرستهم حاكم من طينتهم، واقتسم العار والشنار معهم شيخ قطري يدعى حمد بن جبر آل ثاني، ويعمل اجيراً صغيراً في بلاط الحركة الصهيونية، لقاء الانعام عليه بمنصب رئيس وزراء دويلة في حجم ملعب كرة قدم• 


هنيئاً لتشومبي وسافيمبي وكاوكي ونورييغا وباتستا وفاديم وبنوشيت وشاه ايران وبقية عملاء امريكا، فقد انضم الى ركبهم الملعون، وناديهم المقيت، عضو جديد طالع من مدن الملح، وعابق بالغاز والنفط، ومدجج بسلاح المال والاعلام، ومكرس من لدن الجهات الماسونية والامبريالية، لتخريب الوطن العربي، وشراء الثورات الشبابية، وتضليل الرأي العام، وتسويغ الاستقواء بالاجنبي وقواعده العسكرية، وتجميل الخيانة وتبريرها وتسويقها باعتبارها نوعاً من الحداثة السياسية العولمية• 


ما اوقح هذا الرجل، وما اقبح لسانه، وما ارخص خطابه، وما افدح جهله وتخلفه، وما اجرأه على فعل الخيانة وقول الباطل، وما اشد حماسه واخلاصه لاسياده في لندن وواشنطن وباريس وتل ابيب، وما اعمق حقده على العروبة والعروبيين، من بعثيين وناصريين وقوميين عرب مازالوا متمسكين بعرى الوحدة والحرية والاشتراكية والتحرير والذود عن حياض الامة العربية•• او ما تبقى منها• 
غريب هذا الرجل، وعجيب امره وموقفه، فهو في اغلب الاحيان اقرب الى المريض النفسي منه الى الزنديق السياسي، واقدر على اقتراف الفاحشة منه على اجتراح الفضيلة، واشرس في عدائه لقوى المقاومة والممانعة العربية من اعدى اعدائها والد خصومها، واوضح في تبنيه للمخططات الامريكية والصهيونية والتعبير عنها، حتى من الصهاينة والامريكان والعثمانيين انفسهم• 


مسكين هذا الرجل المريض نفسياً، والمتجني على ذاته قبل تجنيه على اعدائه، والمحروم من الادب والذوق واللياقات العامة•• فهو غريب الاطوار والافكار حتى انه يحسب الوقاحة شجاعة، والمقامرة شطارة، والنخاسة سياسة، والدس دبلوماسية، والسمسرة مهارة، وتبذير اموال الشعب القطري لشراء المحاسيب قيادة وريادة، والزج بهذا الشعب في معارك وخصومات لا ناقة له فيها ولا جملاً، عظمة وجسارة ومناددة للدول الكبرى• 


هذا الرجل المأفون يستثير الغضب احياناً كثيرة، ولكنه سرعان ما يستدر العطف والرثاء والشفقة، ذلك لانه - فيما يبدو - لا يدرك عاقبة افعاله، ولا يعرف وزنه وحجم بلده، ولا يتوقف امام دروس التاريخ التي ستثبت له ان مصيره لن يختلف كثيراً عن مصائر سائر عملاء امريكا الذين ما ان تنتهي مدة صلاحيتهم حتى تتخلى عنهم، وترسلهم الى مزابل التاريخ، شأن ما فعلت قديماً بشاه ايران، وحديثاً بفرعون مصر•

 
هذا الحمد آل ثاني، المحروس بالقرضاوي وعزمي بشارة وفضائية الجزيرة وقاعدة العيديد، وقع في شر اعماله ومؤامراته حين توهم ان سوريا نسخة عن ليبيا، وان المزيون برهان غليون يمكن ان يلعب دور مصطفى عبد الجليل، وان مشيخة قطر المايكرسكوبية يمكن ان تواصل دور "متعهد" الثورات العربية، حتى بعدما اتضح للقاصي والداني انها لم تنصر هذه الثورات او تنفعها، بقدر ما اسهمت في تشويهها وتحريفها وتنفير الناس منها، والقاء ظلال الشبهات عليها، وتجييرها لحساب المصالح والاجندات الاجنبية، وتوظيفها لغرض الاقتتال والتخريب والتفكيك وافساد ذات البين• 


امام بوابة سوريا العروبة فقد هذا الدونكيشوت النفطي كامل رشده، ووقع في حبائل كيده، وفضح مخزون عمالته وجهالته معاً، حين عمي - او تعامى - عن قراءة الفوارق الجوهرية الكثيرة بين سوريا وكل من ليبيا وتونس ومصر واليمن، وحين عجز - او تعاجز - عن ادراك سر النفور الشعبي العربي من حسني مبارك، وابن علي، والقذافي، وعبدالله صالح، مقابل اكبر الدعم والمؤازرة والتأييد للرئيس الاسد، من لدن سائر القوى والهيئات والحركات والشخصيات الوطنية والقومية واليسارية والكفاحية في مشارق الوطن العربي ومغاربه• 


لقد اقترف هذا الاعربي المتخلف غلطة عمره، حين جهل - او تجاهل - ما للجيش السوري من مناعة وشجاعة تفوقان الوصف، وما للشعب السوري من روح وطنية وعروبية يُضرب بها المثل، وما للدولة السورية من مكانة واحترام لدى عموم البشرية التقدمية، وما لفصائل المقاومة والممانعة والنضال المؤيدة لسوريا، والمصطفة الى جانبها، من عزيمة فدائية وجاهزية كفاحية تتحديان اعتى القوى والدوائر الامبريالية والرجعية والصهيونية• 


صحيح ان تحالف الاشرار من فصيلة حمد وبندر وجعجع واردوغان وشقفة وساركوزي والحريري والظواهري وبرنار ليفي يمكن ان يشغل سوريا ويرهقها ويستنزف الكثير من قوتها وثروتها ودم ابنائها، ويثير العديد من الفتن والصراعات والانقسامات الاهلية بين ظهرانيها•• غير ان هذا التحالف الشرير اصغر واحقر من ان يحرز انتصاراً، او يحقق نجاحاً، او يسقط نظاماً، او يقوض وطناً، او يتسلم زمام المبادرة، وها هي محنة عشرة اشهر دامية تبين بجلاء كيف تحطمت مؤامرات هذا التحالف تباعاً على صخرة الصمود والاستبسال والثبات السوري، وكيف ارتد - وسيرتد - كيد اعضائه الى نحورهم وقلوبهم باذن الله• 


هذا التحالف الدولي الذي لا يجمعه جامع، او يربطه رابط غير العداء لسوريا، يعلم علم اليقين ان انتصارها في هذه المعركة، وخروجها سالمة من هذه الازمة، واستيعابها لدروس هذه التجربة الصعبة والامتحان العسير، سوف يكون له ما بعده من تغيير كبير في المعادلات والخرائط العربية والاقليمية وحتى الدولية، من شأنه ان يحقق انطلاقة نوعية لقوى الممانعة والنضال الوطنية والقومية والتقدمية، ويضمن تفوقاً ساحقاً لهذه القوى على معاقل الصهيونية والاستعمار والسلفية والرجعية العربية• 


لا خوف على الحمى السوري المكين من دسائس ومكائد هذا الحمد الطائش، فلسوريا شعب يحميها، وجيش يفتديها، وقائد يحرص عليها، وحلفاء يستميتون في الدفاع عنها•• وانما الخوف كل الخوف على دوقية قطر التي بدد حكامها اموال شعبها، وحمّلوها فوق طاقتها، وسخّروها لخدمة اسرائيل، واقحموها في "لعبة الامم"، واستعدوا عليها ملايين الشرفاء العرب، وما الاصوات واللافتات التي ارتفعت مؤخراً في موريتانيا ومصر وتونس وليبيا واليمن والاردن وفلسطين ولبنان والجزائر، شجباً واستنكاراً للسياسات والممارسات القطرية، الا مجرد عينات ومقدمات لما سوف تأتي به قادمات الايام من لعنات وادانات هائلة لهذه الدويلة المارقة• 


لقد اثبت التاريخ ان اسرع واقصر الطرق لتدمير الدول، بما في ذلك الامبراطوريات، هو رعونة حكامها، وانتشارها خارج حدودها، واستهتارها بثروات شعوبها، وادخالها في معارك لا قبل لها بها، وتكبيدها ما يفوق قدراتها وامكاناتها•• حدث ذلك للامبراطوريات الرومانية والفارسية والعثمانية قديماً، وللامبراطوريات البريطانية والفرنسية والسوفياتية حديثاً، فكيف اذن سيكون مصير دولة افتراضية مكتوبة بحروف الوهم، تدعى قطر؟؟ 



تعليقات القراء

محمد المومني
لا احب حمد يا استاذ فهد اليماوي لكن وين بطولة سيدكم بشار ومن قبله ابوه اسال الله ان يحاسبهما بعدله لا برحمته وين تحرير الجولان والسماح للمقاومة بمقارعة الصهاينه الذين تزعم بانهم اعداء لك وللوحش بشار هل يسمح لعصفور ان يحلق فوق الحدود المغتصبه من الوحوش بشار وابيه وشلته اسال ان يرزقك الهدايه لتعلن توبتك وان سبق في علمه سبحانه انك غير اهل للهدايه اساله ان يجمعك مع بشار وحافظ وحسين مجلي وكل الشلة



وارجوك لا تحسبني على تنظيم معين فانا لست مع تنظيم ولا اركب السياسه وان كنت احب الاحرار الرجال الرجال المخلصين لا الذين يسبحون بحمد خونة الامة ويدعون انهم مقاومة وممانعة كذبا وزورا ويهتانا
24-01-2012 10:33 AM
تابط شرا
شرس جدا!
24-01-2012 10:39 AM
فنيخر
الكاتب الكريم

الاستاذ فهد الريماوي

اولا:نيابة عن الكاتب الكريم

كل الاعتذار للشعب القطري الكريم عن سائسه اللعين.

ثانيا:كل ما وصفته من صفات ,تهون امام ما يفعل(بضم الياء) به عندما ادخلوه" المحفل"

و عليك بقراءه رائعه:

الاستاذ عجاج نويهض:

"بروتوكولات حكماء صهيون"

لتعي ما اعني

مع عظيم مودتي

جراسا

و المحرر الكريم

شكرا

24-01-2012 10:52 AM
م ر ا ق ب
مع اني اوافق الكاتب بوصف
حمد الا انني اعتبر الكاتب
حزبي (بعثي ) محترق
24-01-2012 11:04 AM
احمد الازايده
ماذا انجزتم يا احفاد الشعارات الا الفقر بعد الفقر من حكم اصبح همنا ان نحصل على جواز سفر بريطاني او امريمي في حكم تسولنا مزقنا جوازاتنا بالطائرات لنال شيئاً من الكرامة والحرية حتى الارض اذهبتم خيراتها والارض امسكتم امطارها البترول بايدي امينة فاين الامانة زرت الشام ويا ليتني ما زرت الشام تشتكي اليك العيون قبل الالسنة والحال فبل المقال يا سيدي كان الاولى بك ان تنظر في اي بيت انت قبل ان تقذف الناس بالحجارة لانه حتى الزجاج لا يغطيك فلا ارض تقلك ولا سما تظل انما انت نهب في ذيل القافلة بين الامم متى وكيف وعساك تقول اربعين واربعون وان كنت لا اساكن من تهجمت عنه ولكن عاصمة الاموييناشتكت منك يا رجل والكلام يطول معك
24-01-2012 11:08 AM
فنيخر
الى الكريم

محمد المومني

تعليق1

اقتباس :( لكن وين بطولة سيدكم بشار ومن قبله ابوه .....)

تستطيع ترديد نفس العبارات لاكثر من جهه.

الا توافقني الرأي؟

بانتظار اجابتك الكريمه؟

ملاحظه:استطيع الانتظار لسنين

جراسا
رد من المحرر:
أهلا وسهلا بك
24-01-2012 11:13 AM
شيخر
اذا كان حمد كما تقول يا استاذ فهد فاظن عمالة قدوتكم في الممانعه والمقاومهالذابه اشد ...
24-01-2012 12:24 PM
من محمد المومني الى الفاضل فنيخر
نعم اتفق معك ولكن لا استطيع ان اطالب من ليس في السلطه وبيده كل الصلاحيات ولا اريدك الانتظار الا ثوان
24-01-2012 12:57 PM
فنيخر
جراسا

و المحرر الكريم

كل المحبه و التقدير و الاحترام
رد من المحرر:
شكرا جزيلا .. تحاتي لك
24-01-2012 12:59 PM
فنيخر
الى الكريم و الفاضل

محمد المومني

كل الشكر و المحبه و التقدير

على الرد

فهذا يدل

على

سمو خلقك
24-01-2012 03:59 PM
أحمد عبد الله
صحيح أنه وبالشكر يا ريماوي تدوم النعم.. لكن حروفك كتبت بمداد من دم اشقائنا السوريين..!
02-02-2012 04:53 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات