دورة الألعاب الثورية؟!


تستضيف دولة التحرير الديمكتاتورية دورة الألعاب الثورية وذلك يوم 25 يناير القادم وسوف تخوض مصر منافسات هذه الدورة بفرق من عسكر بالسلطة متشبثين و نشطاء مخربين وحركة ابليس ممولين و جماعات من الإنتهازيين وفي تدمير مصر يتنافس المتنافسين .!!

اما الألعاب والمسابقات التي تشملها الدورة فهي كـ الأتي:
مسابقات (( القفز بالزانة علي السلطة \ رمي المولوتوف \ كرة النار \ صيد العيون \ واخيرا مسابقة تسلق المباني والاعمدة والقيام بأعمال تافهة من اجل الحصول علي لقب اهيف مناضل واعبط ثوري!!

دورة الألعاب الثورية ستقام برعاية اعلام المصاطب والتحريض حفل الإفتتاح من تصميم ادارة البيت الأبيض و اخراج هيلاري كلينتون التي وضعت اللمسات النهائية ونقل تعليماتها كارتر الي فريق الإخراج المساعد لها في مصر من عبدة الاضواء والدولار!!

وقد صرحت بعض الفرق المشاركة ان يوم افتتاح دورة الألعاب الثورية سيكون يوما احتفالياً بمناسبة ذكري وعيد الثورة . وفرق اخري صرحت ان ذاك اليوم ستعاد الثورة !!
وبين استعدادات الفرق المشاركة لذبح الوطن واهدار ما تبقي من شرف الأمة تاهت الحقائق واختفي الضمير ولم نعد نسمع سوى الضجيج والوعيد !!!

شعارات براقة وخطب رنانة وتصريحات موبوءة بجراثيم الغل والحقد والضغينة والتحريض والسعي الي تأليب فئات الشعب بعضهم علي بعض بهدف تميع القضية وشق الصف ونشر الفوضي والخلاف وتخدير عقل المواطن لتسهيل عملية تحريكه كـ قطع الشطرنج او كـ عرائس الماريونت .. ... ولا تحسبن اصحاب الصوت الجهوري والخطب العصماء والحناجر العالية يفعلون ذلك بغية إسقاط العسكر او تحقيق اهداف الثورة كما يدعون ؟! بل يفعلون ذلك من اجل إسقاط مصر في احضان الأعداء تنفيذ لأوامر وتعليمات ولي نعمتهم وتحقيقا لمخطط الشرق الاوسط الجديد ونشر الديمقراطية علي الطريقة الامريكية.

تحولت الثورة من حلم بالتغير ظل يراود اذهان المصريين عقود طويلة الي كابوس وخنجر مسموم طعن به قلب الوطن وفوق اشلائه رقص المخربين فرحاً و انتشاءً يحتسون كؤوساً من نزف الوطن نخبا لإنتصارهم بما تحقق من غنائم في معركة الخراب و الفوضي فقد اصبح الوطن أسير في سجن رغباتهم الدنيئة وحمي الزعامة التي اجتاحتهم فقد اضاعوا دماء الشهيد واهداف الثورة الحقيقية وابدلوها بمصالحهم الخاصة واهداف خبيثة تدربوا علي تحقيقها بدماء باردة وفجور لا حدود له!

تمني الشعب ان يكون 25 يناير عيدا للثورة وذكري تسعد القلوب وقد تحققت اهداف الثورة الحقيقية التي من اجلها خرج الجميع يطلب (( الحرية \ الديمقراطية \ العدالة الإجتماعية))
ولكن جاءت ذكري الثورة بـ إنفلات اخلاقي وأمني بدلا من الحرية . ومزيدا من القهر والدكتاتورية بَديلاً عن الديمقراطية ورفض الحوار والرأي الاخر . ولم تتحقق العدالة الاجتماعية فقد ازداد الأغنياء غنى و الفقراء فقراً. بل تركت لنا الثورة ارث من العجزة والمصابين واسر الشهداء الذين لم تقدم لهم الرعاية بالشكل اللائق !

تمنينا ان نحذو حذو تونس الخضراء رائدة الثورات ولكن شتان بين ثورتنا التي بدأت راقية وانتهت بـ احداث مؤسفة وفوضي عارمة وبين ثورة تونس التي بدأت وانتهت برقي وتحضر فلم يخرج من الشعب التونسي من ادعي انه صاحب الثورة او من ادعي بـ إمتلاكه صكوك الوطنية لم يذهب ناشط منهم الي امريكا لتلقي الاموال والدعم ولم تطلب بعض فئات شعبها حماية دولية ! لم نسمعهم يتلفظون بألفاظ بذيئة او يتهمون جيشهم بالعمالة رغم وقوع تجاوزات من الشرطة والجيش التونسي لم تنعت ناشطة تونسية شعبها بالكلاب كما فعلت احدي الناشطات التي اصبح اسمها محفوظ!! ولم تسب ناشطة تونسية ضابط رافعة في وجهه الحذاء كما فعلت الناشطات المصريات بهدف استفزاز الامن .

ثوار محترمون وشعب راقي لم يخرج منهم عشرات الطامعين في كرسي الرئاسة بتصريحات وتحريضات واشعال الازمات . لم يلعب الإعلام التونسي دورا خبيث كما فعلت بعض وسائل الإعلام المصرية . تعامل ثوار تونس بـ إحترام مع ثورتهم ومع من اختلف معهم فقد كان الحوار اسلوبهم والاحترام طريقهم والأقناع حجتهم وحب الوطن منهجهم فتحقق لهم النجاح واستحقوا لقب رواد الرقي الثوري عن جدارة!

ان الأوان ان يحمي الشعب ثورته من ايدي هؤلاء ان الاوان ان ينزل الشعب الي ارض الملعب حتي تدخل الفئران والحشرات الي جحورها فقد أن الاوان ان يتحدث الشعب عن نفسه وان يتحد مع بعضه البعض وان يدافع عن حقة في التعبير و عن رأيه ومطالبه العادلة في حياة كريمة وآدمية بعيدًا عن المزايدين علية و بعيدًا عن المتاجرين بـ ثورته و قضيته . وبعيدًا عن دعوات التخريب والفوضي والشعارات التي ملها الشعب فأن لم يتحرك الجميع الان لإنقاذ الوطن من براثن المتاجرين به في أسواق النخاسة السياسية سيكون الخسران مبين . ووقتها لن تفيد دموع الندم او البكاء علي اللبن المسكوب .
حفظ الله مصر ورد كيد الكائدين الي نحورهم

اوعاد الدسوقي
كاتبة واعلامية
awaad99@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات