لماذا تعترضون أمام البيت الأبيض تعالوا إلى مسيرات الجامع الحسيني .


أجد أننا بالغنا في متابعة اعتصام المعارضة الأردنية، أمام البيت الأبيض17/1/2012 فحالة الخوف المبالغ فيه، لايوجد لها داع، لان ما يحدث اليوم في الشارع العربي والمحلي يختلفان تماما، عما كان، لذا علينا ان نغير من معاير التعامل، مع ما يحدث داخليا وخارجيا، ومصنفات الخطوط الحمراء اختلفت.

المعارضة الخارجية، ليست جديدة، منها الذي هرب من عسف المخابرات الأردنية، التي كانت تلاحق المعارضين، وطبعا هذا العسف يعتبر أشبه بحنان الأم إذا ما قارناه، فيما تستخدمه، المخابرات العربية الأخرى، وهناك من رأى فرق عيش الإنسان الغربي، وكان يعلم عن الفساد في الأردن، وهناك مأرب أخرى، ولا اظن أن هناك غرابة في أي طرح داخلي أو خارجي، ضد الملك او النظام ففي نقطة نقاش مع صديق حول هذه النقطة قلت له لا يمكن أن يكون هناك إجماع على ملك أو زعيم ، فحتى الله سبحانه وتعالى، لا يعبده كل العالم فهناك من يلحد بوجوده وهناك من لم يفكر أن يتوجه إلى الله وسألته كم هم الذين يعبدون الله من بين سكان العالم.ولا أجد تلقائيا أني أخشى المعارضة الخارجية، بل ولا أجد لها أثرا حقيقا، ففي الأردن اليوم هناك شعارات ، تطرح أكثر من كل ما يمكن إن يقال على البيت الأبيض، هل سيتحدثون مثلا ، عن الخصخصة، أم الأراضي، أو أخطاء المخابرات، كل ذلك صارح الملك به الشعب، وهناك إصلاح داخلي له، أما أن يطالب أحمد عويدي العبادي او نهار العبيثا او السواعير وغيرهم بجمهورية أردنية فهذا شيء يعود لهم ، ولكن في وسط الحراك الأردني يوجد مطلب واحد اسمه إصلاح النظام ورأي الأغلبية هو الغالب.

واستطيع القول أن المفرق الأساسي في الحراك الأردني، كان أمام رئاسة الوزراء في اعتصام المتقاعدين العسكريين 18/1/2012، عندما هاجم احمد عويدي العبادي الملك أمام الأمن والدرك وكان المتقاعدون العسكريون يصفقون له ويدبكون بعد نزوله، وهذا يجب أن يكون فاصل مهم لجميع المحافظات التي يجب ان تحدد موقفها القادم مما يجري.

حاجز الخوف، يجب أن نتخطاه بعقلية تختلف عن حجب موقع أسامة فوزي، وبذاءته القذرة التي كان يطلقها في موقع \'عرب تايمز\' التي كنا نطالعها صفحة صفحة، مع كل وسائل الحجب، ولا يمكن أن نبقى أيضا بعقلية تحويل احد أصدقائي الذي قال بيتي أحسن من بيت الملك ولم يذكر اسم الملك عبدالله، وتم تحويله، فيما بعد إلى محكمة امن الدولة ومحافظ الزرقاء والقصة، كيد بكيد من قبل مستأجر رفض دفع الاتجار، وكم كانت هذه المكيدة تستغل لإيذاء الناس باسم قدح المقامات العليا.

اليوم يجب أن تتغير عقليتنا السياسية، والرعب من كل قادم، لن يعالج بطرق أمنية، تتم عبر استرضاء القوى المعارضة، وفزعة المولاة، كل هذا سيفقد أثره قريبا، الإصلاح هو القوى الأفضل ، فما يمكن أن يقوله نايف الطورة او نهار العبيثا في أمريكيا أو احمد عويدي العبادي في عمان ، يقال في الأردن في مطالب الإصلاح، وطبعا ليس كل مطالبهم الشاذة، مثل الانقلاب على الحكم الملكي، فهذا شيء مفروغ من رفضه حسب استقرائي للشارع ومسيرات الجمعة، أما في ملفات الفاسد والإصلاح وأسماء اكبر الفاسدين، فهذا يقال في أي صفحة فيس بوك أو مسيرة حتى لو كانت لطلاب مدرسة.

قبل سنتين زار المعارض الأردني خالد الكساسبة عمان وأقيم له خيمة احتفال أمام بيته وهذا قبل الربيع العربي، وكان خالد من أجرا الكتاب، وهو صحافي أردني غادر إلى أمريكا وأكمل معيشته هناك، وكان له جمهور واسع وكبير، عبر مقالاته في مواقع كل الأردن وخبر جو وأخر خبر وكذلك على صفحته وتعدت مشاركاته الخطوط الحمراء، وزار خالد الكساسبة الأردن، ولم يحدث شيء له ولم يتم اعتقاله، أو استدعائه، وهذا قبل الربيع العربي.

صحيح ان المخابرات كانت تمنع عمل المغضوب عليهم في الحكومة، ولكن علينا أن نشهد لها وكذلك للنظام بان الدموية لم تكن موجودة، إلا في حالة الدفاع عن النفس وحفظ امن الوطن، ولم يتم ملاحقة شخص لأنه شقيق معارض، أو يقرب له، ومن يملك غير هذه المعلومات فليصححها لي، وكنت أنا وغيري نكتب وننتقد حتى جهاز المخابرات نفسه، ولم يتم اعتقالي لليلة وكذلك العشرات من الكتاب الذين كنت انشر لهم في سرايا وأخبار البلد والرصيف نت كمحرر للمقالات لم اسمع يوما أن احدهم اعتقل، فما كان يحدث في سوريا والعراق ومصر لم يحدث في الأردن، وأكثر ما كان يتم منع الموافقة الأمنية.

لذا نحن لسنا بحاجة لمعارضة خارجية، وهذه الحركات ومطالبها بإسقاط النظام هي تسيء للحراك الوطني الذي يريد وضع يده بيد النظام للإصلاح ومحاربة الجوع، وطوال المسيرات ما تم في أكثر حالات القمع كإحداث الداخلية أو ساحة الخيل، يتم أكثر منه بأقل مشاجرة عشائرية، هناك غضب شعبي، وهناك انتماء ، للملك ، وهناك أراء مختلفة، وهناك نقاط إصلاح واضحة، وهناك شعب يخرج للمسيرات بكل انتماء بحيث لم تكسر حتى زجاجة ببيبسي وما يتم بين الأمن العام والمخابرات والمتظاهرين، يظهر متانة النسيج الوطني، وأعيد لم يتم الإجماع على الأنبياء، ولا الرسل، حتى نطلب لجلالة الملك إجماع 100% هذا إن تخلينا عن منطق المخابرات ومحكمة امن الدولة، وهذا ليس في الربيع العربي بل هو من فسحات الانترنت وتقارب ووسائط الإعلام، ومنذ سنوات نتابع ونطالع أكثر مما قيل أو سيقال، ولا يوجد أي داع لمعارضة خارجية، هاهو المسجد الحسيني يرحب بأي معارض بأطروحات منطقية، وحقيقية، وسيجد الأمن بجانبه وحتى يقدم له الماء والعصير ، ومن الطبيعي أيضا أن نجد شباب يرفضون هذا الشيء ويتصدون للمسيرات لمعتقدات خاصة، بهم، الساحة الأردنية بفضل الله ليست دموية، ولا يهمنا معارضة في أمريكا . هناك تحرك داخلي يعني كل شيء وليس بحاجة لأوصياء.

Omar_shaheen78@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات