لأن الأمور وصلت حد الاستفزاز والتحرش، أصبح لزاما على كل غيور من أبناء هذا البلد أن يتحمل المسؤولية الكاملة، وأن يكون على قدر الظرف الراهن قولا وفعلا، لذا سوف أتحدث في موضوع أجبرت نفسي على البعد في الخوض فيه أو حتى التعليق عليه ...
لا والذي رفع السماء بلا عمد لن أصمت وسأتحدث بهذا الموضوع وليرضى من يرضى وليغضب من يغضب. هل أصبح الصراخ والمعارضة ولو لمجرد إثبات أنكم موجودين ولإثارة البلبلة (والشوشرة) وإثارة الفتنة (ولعن الله من أيقظها )والتجمهر والاعتصام موضة هذا الزمان، أم أنه استغلال للوقت وللظرف الراهن، وهل التلاعب بالأسماء لإثارة حماسة الشباب وتحريكهم فطنة وذكاء وسياسة رشيدة؟، وهل الاستقواء بالشارع هو الخيار الوحيد الذي بقي لكم؟!، ولكن لقد اتضحت الأمور وبانت جليةً فخروج ألف شخص أو ألفين معهم يدل على حجم ما يمثلونه في الساحة الأردنية،
لدي بعض الأسئلة للإخوان المسلمين أريد جوابا واضحا وصريحا منهم عليها...
هل أنتم الممثلون الوحيدون عن الشعب الأردني ؟ ... نحن نقر ولا ننكر أبدا أنكم جزء نقدره ونحترمه ونجله إذا لم يخرج علينا بفتنة نحن بغنى عنها في هذا الوقت العصيب. وهل الديمقراطية أن يتم تنفيذ ما تريدونه أنتم فقط؟ هل لديكم نظرة ثاقبة لكل الأمور وحل شافي لكل المعضلات؟
هل كل من يعارضكم 'بلطجي' وأنتم لكم حق معارضة كل شيء؟!. وإن كنتم تبحثون عن الحوار لماذا رفضتم المشاركة في لجنة الحوار وفي الدخول في الحكومة الأخيرة من قبل؟!، لماذا وضعتم العراقيل والشروط المسبقة لتعطيل وإنهاء كل محاولة للإصلاح والحوار؟!... وهل يصبح الأردن ديمقراطي عندما يكون بلا جهاز مخابرات وعند تعطيل وإبطال دور رجال الأمن وانتهاء فاعلية القانون ؟! هل يصبح الأردن ديمقراطي فقط عند تنفيذ رغباتكم الحزبية والتي في أكثرها لا أرى سوى التركيز على قانون انتخاب تحاولون رسمه على مقاسكم؟!... نحن نرجوكم أن تكونوا على قدر المسؤولية في هذا الظرف الطارئ؟
ومن خلال ماأرى من صنيع حركات المعارضة في الأردن وطبعا الظاهرة على الساحة الآن ومن يمثلها الآن صنائع حركة الإخوان ورؤيتي أصيغها من خلال مشاهدتي وتحليلي لأفعالهم الآن ماهي إلا تحقيق لمآربهم و نواياهم بإثارة الفتن و تحقيق أهدافهم بعيدة المدى في إيجاد الوطن البديل الذي حديثه وقصته لا تخفى على أحد من أيام أيلول الأبيض علينا كأردن وأردنيين ...(هم يتوهمون بأنه أسود أو أصابهم بوصفه بالأسود عمى ألوان) فعلا هو أيلول الأسود على من كان يريد إخراجنا من أردننا بالقوة وهاجمنا وروع أمننا داخل حمانا أردننا مهد أماننا ... والاستعاضة به عن فلسطين الغالية وتركها للصهاينة بالاستيطان به وإلغاء فلسطين من الخارطة كوطن للفلسطينيين . وأنا بل وكل أردني شريف وعربي ومسلم ايضا نقول جميعنا ...لن تصلوا إلى مآربكم لا أنتم ولا غيركم .. فالأردنيين و الأردن اكبر من أن يُحوّل إلى وطن لغير الأردنيين لتُنسى بعد ذلك القضية الفلسطينية عندما يصبح الأردن وطنا للفلسطينيين و لينعم الإسرائيليين بدولتهم الجديدة... لكن الأردن سيبقى وطننا الآمن المستقر بإذنه تعالى ... و سيبقى شوكة في حلق الحاقدين و حجر عثرة في طريق تحقيق أهداف و مطامع الصهاينة الإسرائيليين وكل من هو على شاكلتهم .


وأجدهم الآن يطالبوننا بل يوهموننا بمكافحة الواسطة و المحسوبية و هم أول من يشجعها و يطبقها في كل مؤسساتهم وهذا مثبت من تجربتي الشخصية معهم فخدماتهم لا تطال إلا (اللي منهم وفيهم) .
و لنتطرق الآن إلى معاهدة وادي عربه،و هم في الظاهر من اشد المعارضين بل الرافضين لها .ولنعد الآن للتاريخ الذي سجل وجود جماعة الإخوان المسلمين في ذلك الوقت في مجلس النواب، وبذلك الوقت جرى تصويت على المعاهدة في المجلس آنذاك، حيث كان موقف نواب الحركة هو الامتناع فقط عن التصويت. حتى أنه لم يستقيل أي منهم من ذاك المجلس لتسجيل موقف اعتراض أو احتجاج واضح على المعاهدة علما بان موقف وفتوى الإخوان الحالي هو: إن معاهدة وادي عربه "كارثة و باطله شرعا و قانونا" و لكن لا أجدها كذلك ولا يوجد دليل على فتواهم هذه في شريعتنا وديننا ،و خير دليل هو صلح الحديبية الذي عقده الرسول صلى الله عليه و سلم مع قريش و معاهدات أخرى كثيرة مع اليهود آنذاك كبني النظير و بني قريضه .. حيث أن شروط الصلح كانت مجحفة بحق المسلمين و لكن الرسول صلى الله عليه و سلم قبلها و الحكمة من ذلك هي كف أذى كفار قريش واليهود آنذاك عن المسلمين و إعطاء هدنه زمنيه لتقوية المسلمين أكثر , فما بالكم مع الصهاينة الآن و ما البديل يا ترى..عن هذه المعاهدة عندكم يا إخوان ؟؟؟!!!! و لنفترض أن المعاهدة قد ألغيت فعلا.فمعنى هذا أن الأردن بات في حالة حرب مع الإسرائيليين و قد جربنا الحروب فماذا حدث أيها الإخوان ؟؟؟!! و نحن الآن في تشتت عربي واضح أي أن لا احد من الإخوة العرب سيقف إلى جانب الأردن, و لذلك فان المطالبة بإلغاء المعاهدة لا يراد به خير الأردن بتاتا....(وفهمكم كفاية بالنسبة لوضع الأردن الاقتصادي وموقعه الجغرافي بالنسبة لكم يا إخوان..وبالنسبة لموقعه بالنسبة لإسرائيل وبالنسبة للفلسطينيين وكذلك موقعه بالنسبة للوطن العربي ككل وللعالم أيضا بشكل عام )

و نصل الآن إلى خاتمة الأحداث معكم يا إخوان !! و هي مناداتكم للاعتصام و التظاهر و هي ظاهره صحية بالطبع و لكن عندما ستجر على الأردن الفتنه و الويلات و التفريق و إثارة العنصريات..فسحقا لها..! و لا نريدها.. , كما حدث على سبيل المثال في مدينة المفرق حيث قمتم بالحشد و الدعوة للتظاهر في محافظة المفرق رغم أن أهلها و عشائرها التي نعرفها جميعنا أبلغوكم برفضهم لمثل هذه الأفعال و كان الأجدر بكم أن تتلافوا ما يمكن أن يحدث هناك... و لكن هذا لم يحدث فكانت دعوتكم و تنفيذكم لما ناديتم به ما هو إلا استفزاز و إثارة للفتن و خراب و ما أردتم به خيرا أبدا و عليكم تحمل تبعاته.
وبنهاية قولي هذا ...أقول لنفسي ولهو ولها ولنا جميعا وليعلم هؤلاء وأولئك أنّ أردننا الغالي كان وسيبقى حصنا منيعا، يقدّر كل يد تعطي هذا البلد بصدق وانتماء دون انتظار حمدا ولا شكورا من أحد ، اليد التي تعطي لأنها تعرف قيمة الأمن والأمان وحفظ كرامة الأوطان وسيادتها وتقيس الأمور من منظار الشرع الحكيم أنه لا ضرر ولا ضرار ومن القاعدة الفقهية (درء مفسدة خير من جلب منفعة)، ليعلم الجميع أن الأردن لكل أبنائه ولا يستطيع أحد تهميش جهة أو إنكار دورها، ولكن ليكون بحسبان الجميع أيضا أن الأردن سيقطع كل يد خارجية عابثة فاسدة تحاول العبث بأمنه واستقراره ويجب قطع أطرافها في الداخل أيضا، فالهرولة للتصريح والتباكي على بعض القنوات الفضائية والمنابر الإعلامية المخربة المضللة التي فرقت الشمل ودمرت الدول أصبح قمة أمنيات البعض من أبناء بلدنا الغالي، سنقول لكم و لهذه القنوات ولغيرها نحن أقوياء بلحمتنا وبأمننا وبتركيبتنا وبانتمائنا وبقيادتنا وبأجهزتنا الأمنية وبإخلاصنا بالعطاء لهذا البلد الغالي على قلوب كل الأحرار من أبنائه، وأعيد وأكرر ما أقوله دائما كل الصلاحيات والحريات تنتهي عند خط أحمر واضح وجلي لكل أردني غيور ولكل متربص ومنتفع، فأمن هذا البلد وحامي حماه مليكنا الهاشمي ابن الهاشميين وحفظ وحدته ولحمة أهله خط من الجمر يمنع الاقتراب منه أو المساس به أو حتى المحاولة، حمى الله الأردن وحفظه وحقن دماء أبنائه ، ووقانا الله وإياكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه.