ملكية هاشمية لا جمهورية عربية


تعرض الدكتور عمر همشري في كتابه مدخل إلى التربية لموضوع أنماط ‏التفكير، ويذكر ثمانية أنماط للتفكير وهي، التفكير الملموس، والتفكير المجرد، ‏والتفكير العلمي الموضوعي، والتفكير الذاتي الخرافي، والتفكير النقدي، والتفكير ‏الابتكاري، والتفكير القائم على التعميم عن طريق تكوين مفاهيم مختلفة، والتفكير ‏القائم على التميز، وكان تطرق الدكتور همشري لهذه الأنماط بالأسلوب الأكاديمي ، ‏واستطاع الكاتب الدكتور صالح الخوالده، توضيح هذه الأنماط في محاضراته ‏الجامعية، بأسلوبه الذي يربطه بالواقع الاجتماعي الأردني، بطريقة نظرية ممتعه، ‏إلا أن أكثر ما عزز عندي معرفة هذه الأنماط الفكرية، هو الدكتور احمد عويدي ‏العبادي، الذي استطاع في مقابلة تلفزيونية لم تكمل الثماني دقائق أن يستعرض عمليا ‏الأنماط الفكرية الثمانية.‏
‏ وقبل الحديث عن موضوع المقابلة انوه إلى أمرين لابد من التركيز عليهما وعدم ‏إغفالهما، فالأول أن الدكتور العبادي رجل وطني حتى النخاع، ولا يوجد أي مطعن ‏على الرجل في وطنيته، فمسألة التصديق بذلك فضلا له أجدني محمولا عليها قصرا.‏
‏ والثانية أن الدكتور العبادي يمتلك مخزون علمي، يجعله قادرا على طرح رؤية ‏علمية متكاملة، تجد آذان صاغية وأنصارا لها في طول الوطن وعرضه، فالدكتور ‏العبادي خبير في طبيعة المجتمع الأردني، فهو ابن هذا البلد وخادمه، فإذا اتفقنا على ‏وطنيته وعلمه، فبالضرورة نتفق على شرفه وأمانته.‏
‏ ولكن نؤكد أيضا أن ما جاء في المقابلة التلفزيونية مع الدكتور العبادي لا يخلو ‏من كبوة العالم، فإذا كانت الديمقراطية تتيح له قول ما يشاء بمسؤولية، فلا يفهم من ‏هذا انه يتحدث باسم الشعب فالرجل له رؤية وعنده رأي ويتحدث باسمه ووسيلة ‏الإعلام التي كانت متاحة له متاحة لغيره.‏
‏ فعندما نرفض كثيرا مما قاله في المقابلة نقول أيضا أن الرد عليه لا يكون بهجوم ‏أعمى وتخبط أهوج فالمنطق لا يغيره إلا المنطق والرؤية لا يمكن دحضها إلا برؤية ‏أكثر واقعية منها والمعتقد لا يمكن تغييره إلا بحقيقة أجلى منه.‏
‏ فلا نقف في خندق الدكتور العبادي بجمهورية أردنية ولا بحكم غير هاشمي ‏فالملكية والهاشميين من الثوابت الوطنية ونقطة التقاء الأردنيين، وفي نفس الوقت لا ‏نقف في جانب الحكومة بإبعاد أردني عن وطنه أو رعاية الفساد وأهله نتيجة ‏قصورها وتباطئها.‏
‏ نعم نريد إصلاح وتغيير في السياسات ونريد كرامة وهوية وطنية ولكن لا نريد ‏تحالفات مشبوهة، ونريد عزيمة ووقفة شجاعة ولا نريد خذلان وبيع أوطان.‏
‏ ونقول للدكتور العبادي أيها الوطني الحر إن رؤيتك بحاجة إلى مزيد دراسة ‏وتعديل ولكي نكون سوية في خندق الوطنية الصادقة لابد أن تكون الرؤية واحده، ‏فالإصلاح إذا بقيت على رؤيتك سيكون خسر مدافعا قويا وسيكسب الفاسدين جمهورا ‏من الخائفين وسيخسر الوطن المدافع والجمهور.‏

kayedrkibat@gmail.com
‏ ‏



تعليقات القراء

سعيد شتيوي
هذا الكلام لا فائدة منه ..
فالرجل طبع الله على قلبه , ونسي نفسه ،حتى أنني أكاد أجزم أن أولاده لا يقرونه على فعلته .. لقد سبقك الكثيرون في إثارة مشاعره الأصيلة نحو الوطن لأعادته الى رشده ..وفشلوا أمام غيـه .. فهو مصر على السير عكس تيار الوطن ، أو كما يقول المثل شايل السلم بالعرض .. ويحسب أنه شيخ مشايخ الاردن . والناطق الرسمي بإسمهم .. مع أن لا أحد في الوطن لديه عقل وشهادة علميه يفكر على طريقته .
هداه الله ...
20-01-2012 11:55 PM
هذلول
المبدع

الاستاذ كايد الركيبات

ابدعت
22-01-2012 07:47 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات