تعديل أم تغيير؟


كلمتان تجدهما في كل الخطابات الاردنية سواء الرسيمة منها أو المعارضة أو من وضعوا أنفسهم في الوسط بين الطرفين ، ويقصد من ورائهما أن كل طرف يريد أن يحقق أهدافه وبكلمات مختصرة وبسيطة ترفع إما على لوحة كرتونية أو قطعة قماش أو تستسخدم في بداية كل خطبة له من خلال منبره الذي يستطيع أن يوجده .
وكي نمارس المنطق في التحليل لهذه الكلمات لابد من الرجوع الى الكفيفة التي يتم بها استخدام هذه الكلمات ، وكي نكون واقيعين أكثر سنبحث عنهما في الكلام المتداول في البيت وليس في صالونات السياسة أو تجمعات الاحزاب واللجان المنبثقة عن حراك الشارع ، وسنجد من خلال ذلك الواقع أوجه التقارب أو التباعد بين جميع الأطراف .
في البداية عندما يتعطل أي جهاز كهربائي في المنزل تجد الزوجة تقول وبسرعة لابد من تغييره ويخرج صوت الزوج عاليا .. لابد من تعديله .. ويتم الاتفاق بين الطرفين وبعد صراخ وتبادل كلمات تنم عن ميزانية لاتسمح إلا فقط بالتعديل ويحضر الكهربائي المختص ويبدأ عمله وفي النهاية يقول لهم أن الجهاز معطل ، وهنا تظهر كلمة تعطيل كمصطلح جديد في اللعبة . .
وتقف الزوجة والزوج بين الكلمات الثلاثة ( تعديل أم تغيير أم تعطيل ) ، ويلعب الفأر في صدر الرجل ويقول للكهربائي ويرجوه أن يبحث عن كل السبل الكفيلة بالتعديل وأن يبتعد عن كلمة تعطيل لأنها ستؤدي الى تغيير وهنا سيضطر مجبرا على دفع قيمة هذه التغيير ، وبعد نقاش طويل بين الأطراف الثلاثة يتم التوصل الى أنه يمكن لهذه الجهاز أن يتم تعديله من خلال تغير القطعة المعطله منه بواحده من جهاز أخرربما لايعتبر مهما في هذه الفترة ولكنها تعمل نفس عمل القطعة المعطلة في الجهاز الذي يعتبر مهما الأن، وهنا يصبح لدينا جهاز جديد وضع على رف الاجهزة المعطلة في المنزل ،وجهاز كان معطل وتم تعديله ويمكن أن تسيير الأمور لفترة دون الحاجة لدفع تكاليف عالية وتنتهي المشكلة .
وبعكس مثل هذه الحوار على واقعنا السياسي في الأردن نجد أن الحكومة تمارس دور الرجل وتطالب بالتعديل من خلال تبديل الشخوص المعطلة بشخوص عامله من أحد الأجهزة في بيت الحكومة ، والمعارضه ومن يسير ورائها يمارس دور الزوجة ويطالب بالتغييرلكامل الجهاز ، ويبقى الطرف الثالث الفني والحرفي والذي يملك قرار الحكم على الوطن بأنه معطل مجهول ليقول كلمته ، وعند التعديل لابد من أخذ قطعة ما من مكان ما من جزء ما من الوطن الصالح وليصبح معطل ويوضع على رفوف تاريخ الوطن كبقية الاجزاء المعطلة في الوطن ، وما يتم الان هو مجرد تسليك مرحلي لغايات لايعلمها إلا الله وما خفي في قلب من يمسكون في خيوط الوطن بالخفاء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات