البعد العشائري في الأمن الوطني الاردني


برز دور العشائر كأحد التنظيمات الاجتماعية المهمة في البادية الاردنية حيث قامت هذه العشائر بادوار مختلفة في مناطقها في كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسيةوالخيرية، واعتبرت هذه العشائر من دعائم الاستقرار والامن للوطن عبر العهود والعقود السابقة، بما قدمت من تضحيات وساهمت بانجازات، وقدمت من شهداء دفاعا عن ثرى هذا الوطن الطهور.
ساهمت العشائر في البادية الاردنية في مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية والاجتماعيةوالعسكرية، ففي المجالات السياسية ظلت العشائر قوة سياسية فعالة وموالية للملك والنظام الملكي في الاردن منذ سنوات التاسيس الاولى، فقد قدم ابناء هذه العشائر التضحيات على باب الواد واللطرون والقدس وفي معركة الكرامة، وزمن الاستقلال. ولا يزال ابناؤها الجنود الاوفياء، والحرس الامناء، والمدافعين الاشاوس عن هذه الوطن الغالي، ولقد حصلت هذه العشائر على اهتمامات النظام الهاشمي حيث تم تنمية مناطق العشائر الاردنية من مختلف الجوانب ، كما لا تزال هذه العشائر على عهد الولاء والانتماء للنظام الملكي الهاشمي.
وفي المجالات الاجتماعية فان الكثير من المشكلات والمنازعات والصراعات بين افراد العشيرة الواحدة او بين العشائر الاخرى، كثيرا ما يتم تطويقها وحلها عن طريق القضاء العشائري الذي ساهم في حل الكثير من المشكلات ، كما لعب شيوخ العشائر في الحد من هذه المشاكل، من خلال الحوار والتشاور ولعبوا دورا مهما في مناقشة القضايا والهموم والتحديات التي تواجه هذه العشائر وطرق حلها ، كما ساهمت هذه العشائر في فرز المرشحين للانتخابات البلدية، والنيابية بطريقة ديمقراطية، و حضارية فكم نسمع او نقرأ ان العشيرة الفلانية قد اجمعت بطريقة الانتخاب عن فرز مرشحها بطريقة الانتخاب لخوض الانتخابات البلدية او النيابية ، وهذه ممارسة متطورة جدا في الفكر الاجتماعي لدى هذه العشيرة. ومساهمة شعبية ومشاركة سياسية متطورة لصنع القرار، وتحمل المسؤولية لخدمة الوطن.
كما ان للكثير من العشائر مجالس شعبية ودواوين، يتم ايضا اختيار رئيس للمجلس واعضاء عن طريق الانتخاب وهذه ممارسة ديمقراطية راقية جدا ، ويتم داخل هذه المجالس مناقشة التحديات المختلفة الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه افراد هذه العشائر ، للحد من الفقر والبطالة، وتقديم الدعم للمحتاجين والمساهمة في التنمية.وتقديم الدعم المادي والمعنوي لكل من يواجه مشكلة اوقضية اويعاني من المرض.
كما ان هناك من العشائر من لها صناديق اقراضية للمساعدة في الزواج، او ال8Aم ،او شراء وتمويل السيارات، او تقديم قروض للمشاريع الصغيرة للمرأة لزيادة دخل الاسرة وتطويره وتحسينه.
كما ان الكثير من العشائر تحتفل وتشارك في المناسبات «، وتحيي هذه المناسبات والاعراس «، وتساهم في تشكيل الوعي الوطني لافرادها، وتعزز الولاء والانتماء ل5اء للوطن والملك، وتغرس في نفوس شبابها قيم المواطنة الصالحة التي تهدف من خلالها المحافظة على مكتسبات الوطن، ومقدراته وانجازاته ومسيرته المستمرة المتواصلة.
ليس هذا فحسب بل ان الكثير من العشائر لها مساهمة هامة في العمل العام، وياتي دورها مكملا لدور الحكومة حيث ان الكثير من العشائر اصدرت وثائق شعبية وعممتها على افرادها للحد من اطلاق العيارات النارية في الافراح والمناسبات الاجتماعية الكثيرة، والمتنوعة كطقوس الزواج والاعراس وحفلات التخرج ، وكذلك ساهمت في الحد من البذح والاسراف، واتباع تعاليم الدين الاسلامي، والاقتصاد وخاصة في الزواج والتقليل ما امكن من التكاليف الباهضة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الوطن.
ان العشائر في البادية الاردنية وعبر تاريخها الطويل في هذا الوطن الطيب ساهمت في دعائم الاستقرار السياسي والاجتماعي، وقدمت لافرادها عبر جهود فردية وبمبادرات انسانية متواصلة الكثير الكثير لافرادها، رغم الصعوبات الكثيرة التي تواجهها ،لكنها ظلت محافظة على الروابط العشائرية والاجتماعية بين اتباعها، فهبت لكشف المكروب، واغاثة المحتاج، ورفع الظلم عن المظلوم، وردع الظالم ،واجارة المستجير، واطعام المسكين، وايواء اليتيم، والارملة وذي الحاجة، وظلت تمارس ادوار اجتماعية خيرية نابعة من الدين الاسلامي، والاعراف والعادات ،والتقاليد العربية الاصيلة ،التي تساهم بالامن والامان الاجتماعي وتعززه.
ان الدور التي قامت به العشائر في البادية الاردنية في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والادوار « التي لعبتها طيلة العقود الماضية في تاسيس الدولة الاردنية، والمحافظة على الولاء والانتماء والاخلاص للنظام الملكي الهاشمي، وتعزيز قيم المواطنة الصالحة، ليؤكد تفوق عمل هذه العشائر على الاحزاب الساسية، ومنظمات المجتمع المدني، حيث عزف الكثير من ابناء البادية عن الانخراط في هذه الاحزاب لاسباب كثيرة منها: عجزها عن تحقيق امال واحلام المواطنين، وكثرة الانشقاقات والاستقالات، ورفع الشعارات الواهية، وضعف الامكانات المادية، بينما ظلت العشيرة هي الحزب الاول والاخير لاتباعها، عنوان مجد ،ومعول بناء، يفزع لها صاحب الحاجة، او من تداهمه مصيبة او يحل به هم او غم، اوضيق او فقر، وظل شيخ العشيرة رمزا وطنيا لها.
لقد ساهم ابناء العشائر الاردنية في حماية الامن الوطني الاردني ، ويتضح دلك في كل المواقف الحرجة والصعبة التي مر بها الاردن ولا مجال لدكرها ، ويكفي ان نشير الى احداث ايلول 1970 حيث تنادى شيوخ وزعماء البادية الاردنية بعقد سلسلة من المؤتمرات الوطنية معبرين عن اخلاصهم للملك والوطن ومن هده المؤتمرات : مؤتمر أم رمانة، مؤتمر الموقر ، مؤتمر صويلح ، مؤتمر الحسينيةا . ان دور العشائر الاردنية في حماية الوطن وصون استقلاله واضح للعيان ما زال ابناء العشائر هم ركيزة الاستقلال وأحد دعائمه الرئيسية.





تعليقات القراء

أبوموسى عشائر
روح .. قال قبائل وعشائر قال حكاها صدام في آخر المعارك وحكاها القذافي في آخر أيامه عشائر وقبائل في الشعب أكبر العشائر روح ..
19-01-2012 06:13 PM
مادبا
اشكرك
20-01-2012 11:32 AM
إلى الكاتب
أقرأ كلامك يعجبني أشوف أمور العشائر أستعجب.
20-01-2012 06:24 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات