المرأه الأردنية .. والحراك السياسي !


يتسائل البعض عن غياب دور المرأه الاردنية في الحراك السياسي القائم في البلاد منذ عام ، وماهي أسباب ذلك الغياب ، في ظاهرة تستدعي الدراسة والتقييم إذا ما قيست بدور المرأه الفاعل والملاحظ للمرأه المصرية والتونسية والسورية والليبية وحتى اليمنية صاحبة جائزة نوبل في الدعوة للحرية والتغيير ، وإذا اردنا الاجابة على السؤال هنا حول أسباب غياب المرأه ألأردنية في المجال السياسي ، فأننا ُنرجع تلك الاسباب ليس الى عوامل اجتماعية وثقافية مرتبطة بالعادات والتقاليد والثقافة التي تحرم " خروج المرأه للشارع " ، فالمرأه اليمنية تعيش في مجتمع اكثر تشددا واكثر قسوة ، استطاعت تسجيل إنجازات رائعة على مستوى المطالبة بالاصلاح والتغيير ، ولكنها في الاردن ولأسباب تتعلق بطبيعة الدور التاريخي المناط بالمرأه والمقتصر على أداء أدوار اجتماعية محددة استمرت عشرات السنين لم تجد فيها المرأه الأردنية ولا زالت في معظم المناطق حتى اليوم الفرصة والتدريب والتمكين لتطوير اداءها سياسيا واجتماعيا لغياب البرامج والتدريب الذي كان على البلاد توفيره منذ سنوات ، وكذلك لغياب وضعف الاحزاب والتنظيمات والهيئات السياسية والاجتماعية الفاعلة في البلاد خلا بعض" ثغور "منظمات حزبية لم تحتل برامجها النسوية المكانة والحشد المطلوب ، ولم تتلقى اصلا دعما رسميا للعمل بين النساء ، بل وتم التصدي له باعتبار أن ذلك يهدد النظام ، على نفس موال رفض اي حشد أو تجمع أو إتحاد للشباب والطلبة وغيرهم حتى اليوم .
بعيدا عن تلك ألأسباب التاريخية المرتبطة بطبيعة النظام وسنوات الحكم العرفي ومحاربة أي تجمع يمثل اية طبقة اجتماعية او سياسية او فئوية ، فأن ظاهرة العمل العام للمرأه الاردنية قد سجل الى حد ما ولو كان متواضعا تقدما واضحا خلال السنوات السابقة بفعل ما اتيح لها من مجالات العمل السياسي والاجتماعي في المجالس النيابية والبلدية بفضل مكرمة " الكوتا " التي دفعت البعض منهن للخروج والإنخراط في العمل العام ، لعل وعسى ان تتبدل الافكار والثقافات وتصبح المرأه الاردنية بغنى عن تلك الكوتا خلال السنوات القادمة على حد تقدير ، ويمكن القول أن ظاهرة نشاطات المرأه الاردنية بشكل عام ان استثنينا المستفيدات من الكوتا النسائية قد ‘إنحصر في إتجاهين ، ألأول ، إتجاه يعمل ضمن مؤسسات وهيئات خيرية واجتماعية يشارك فيه بضع نساء من الطبقات المخملية المحصورة بمناطق غرب عمان دون غيرها ! إذ تجد النسوة هنا متحلقات حول سيدة من سيدات العائلة المالكة التي تترأس إحدى الجمعيات أو الهيئات الاجتماعية والخيرية ، يتبنين برامج تطوير وتأهيل المرأه الاردنية في مناطق بعينها ، أو يعملن ضمن إحدى الجمعيات المعنية في مجالات حقوق المرأه وشؤون ألأسرة وبعض برامج التدريب على مهارات محددة لتحسين وضعها الاقتصادي ، والتي تسجل إنجازات متواضعة لا زالت قاصرة لم تصل الى كل المناطق في البلاد ، وقد يكون سبب رفض المرأه الاردنية الانخراط في بعض تلك الفعاليات الحقوقية والأسرية منها تحديدا علمها بأن تلك البرامج ليست إلا بروتوكولات حكماء الغرب في إخراج المرأه من موقعها والدعوة الى ما يسمى بحقوق المرأه الاجتماعية وخاصة محاولات تلك الهيئات تطبيق قرارات مؤتمر بكين وكوبنهاجن للمرأه ، التي أجاز الاردن بعض منها ورفض البعض الأخر لتعارضها مع الدين والقيم والثقافة العربية والاسلامية .
أما الاتجاه الأخر في النشاط ، فهو ألأكثر حركة ونشاطا وخاصة في الأونة ألأخيرة ، فهو يتعلق بدور سياسي واجتماعي واضح المعالم تديره جمعيات وهيئات باتت تنتشر في عمان مؤخرا وترفع الصوت عاليا تطالب بالدفاع عن حقوق المرأه السياسية والاجتماعية و" ألإنسانية " للولوج الى حقوق سياسية بحتة تخدم مشروعا سياسيا كبيرا يهدد أمن واستقرار البلاد ، و لا يأخذ بعين الاعتبار خصوصية الاردن ودوره من خلال صب الاهتمام على موضوع تجنيس أبناء ألأردنيات وحصول ما يسمى بالغالبية السكانية على حقوق سياسية منقوصة على حد تعبيرهم ومنح الجنسية لمن ترك أرضه للمستوطنين اليهود ! وهي دعوات تقودها منظمات نسائية أردنية ذات برامج سياسية واضحة المعالم ُدسّت اليها تلك المطالبات من خلال رزم الدعم المالي الذي تتلقاه تلك الجمعيات خدمة لأهداف سياسية خطيرة !
على الدولة ألأردنية المبادرة وتفعيل دور المرأه الأردنية في كل مكان وعلى كافة الصعد ، والبدء بلملمة كل الهيئات والتجمعات النسائية في إتحاد عام للمرأه الأردنية ، وتأطير هذا التجمع ببرامج وطنية تخدم الهوية الأردنية وتدافع عنها ، بعيدا عن البرامج المشبوهة وألأجندات الخارجية التي تنادي بها بعض التجمعات النسائية وتهدد أمن واستقرار وبقاء البلاد ، ودون ذلك ، فأن المرأه مهددة " بهجوم " برامج واجندة اجتماعية وسياسية قد تشكل ثغرة في جدارنا الوطني يصعب معها الاصلاح والترميم ، ففي غياب تلك ألأُطر الشاملة والرؤى الاستراتيجية في مجال تفعيل وتطوير وتنمية دور المرأه ألأردنية ، فأن مشاركتها ودورها سيبقى محصورا بنشاطات وبرامج متواضعة لا تشكل رافدا اساسيا من روافد البناء الوطني وحماية منجزاته .



تعليقات القراء

ريم الفاروق
السيده العين أمنه الزعبي تحدثت عن دور اتحاد المرأة الأردنية في هذا المجال، موضحةً أنه جرى تبني رؤية إصلاحية شاملة، وقبل ثورات الربيع العربي كان للاتحاد دعوات لضرورة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، ووضع سياسات بديلة تنهي الأوضاع التي يعاني منها الشعب في الجانب الاقتصادي، وتحديداً الفقر والبطالة والإقصاء والتهميش والسياسات الاقتصادية الخاطئة، ومنظومة القوانين الناظمة للحياة العامة والحياة السياسية وقانون الانتخاب والبلديات، وقد قدم الاتحاد استراتيجية وطنية شاملة حول هذه القضايا في إطار التحالف مع منظمات نسائية ومنظمات مجتمع مدني مختلفة الطيف، ومنظمات حقوق إنسان ومراكز دراسات، وقدم الاتحاد عبر مذكرات إلى مجلس النواب، تحمل رؤية مطالبة بالإصلاح وتؤكد الحرص على الوطن وسيادته ومصالح الشعب، وأضافت أنه قد جرى تقديم مشروعاً إصلاحياً يتعلق بقانون الإنتخاب، من وجهة نظر المجتمع المدني، يحمل محاور إصلاحية في موضوع النظام الإنتخاب ويدعو إلى هيئة مستقلة للانتخابات، وتم تعميم هذه الفكرة على صناع القرار، وتم تقديم هذه الرؤية إلى الحكومة ووزير العدل في حكومتين مختلفتين، ونُفذّت حملة توعوية شاملة. بمعنى أن المرأة الأردنية كانت في طليعة المطالب بإطار منهجي عبر تحالفات ورؤية وسياسة بديلة.






16-01-2012 01:37 AM
هذلول
الكاتب الكريم

الاستاذعلي الحراسيس

لي صديق يعمل في المحكمه الشرعيه(لا ازال احتفظ بكثير من قصاصات اوراق الطلاق)

هنالك رجال اردنيون يطلقون

زوجاتهم

في رمضان

و على السحور او الافطار

بحجة ان الاكل بارد او ما شابه ذلك


مع عظيم مودتي

جراسا

شكرا
16-01-2012 07:49 AM
شاهناز
النساء في الاردن واجهن معاداة وحرب لانها كانت تتطلع لمشارلاكة سياسية من قبل العشائر والاحزاب ، والدولة الاردنية حاربتها وطاردتها في ايام الاحكام العرفيه ، والهيئات النسائية تعمل وفق ننط فوقي لا علاقة له باوجاع النساء ومشكلاتهن ، وصار التركيز على كيف تحد من النسل وتنظيم الاسره وحمايتها من الامراض . والجمعيات التي تقول انها جمعيات مخملية تقودها نساء من طبقة محددة فليس لهن برامج تطوير دور المراه على صعيد اجتماعي وسياسي . فكيف لها ان تشارك ويبرز دورها .
16-01-2012 12:35 PM
د هدى المغربي
لا اعتقد ان هناك من يؤيد ماذهب اليه الكاتب من غياب لدور المراه في الاصلاح ، ورغم كل الظروف التي عاشتها وذكرهها الكاتب من حواجز اجتماعية واقتصادية وسياسية فلا زالت تتطلع لدور اكبر لو اتيح لها المجال ورغم ذلك سجلت انجازات واضحه على صعد كثيرة ، اما موضوع الحراك فهي ليست إلا اجندة سياسية لمجموعة احزاب وشخصيات ترغب الوصول الى تحقيق هدفها ، لكن هناك تجني من الكاتب في مهاجمة بعض الجمعيات النسوية التي تعمل للمطالبة بحقوق المرأه ، الاجتماعية والاسرية والوظيفية وغيرها ، وليست منصبة على موضوع التجنيس لابنائهن وان كان ذلك حق سنواصل العمل لتحقيقه بالرغم ما يقوله الكاتب الذي لا يعرف حجم معاناة اولئك النسوة . مع تقديري للجميع
16-01-2012 01:51 PM
مرام عبيد
الكاتب بدأ في مقالته مستعرضا ظروف سياسيو واجتماعية حالت دون مشاركة المرأه ومنها العادات والتقاليد والحكم العرفي الذي منعها حتى من المشاركة في اتحاد طلاب ، والبعثات العسكرية تمنعها بشروط عدم التحاقها بالاحزاب مثل بقية المبعوثين ، ولكن ما انتهى اليه الكاتب أن مجال المرأه وعملها في برامج فوقية للتقرب من العائلة المالكة ، ففيه تجني وليس كل النساء يحملن نفس الرؤية . واما البحث والمطالبة عن الحقوق في الشق الثاني من اتجاهات عمل المرا÷ وانه سياسي ضد الوطن ، فتلك تجنيات غير مقبوله لا نرغب للكاتب المحترم الاشارة او الدعوة لنشرها لأنها فعلا تجني . وهل المطلوب ان تصمت المرأه عن حقوقها السياسية وحقوق ابنائها ؟ اذا الكاتب مع تقديري له يصب بنفس الخانه العرفية التي يصب فيها الاجهزة الامنية . ولكم الشكر
16-01-2012 02:26 PM
رابعه دميثان
في مناطق نائية من الاردن وخاصة البادية والريف تهاجمنا برامج اقتصادية هدفها المعلن زيادة دخل المراه الاردنية في الريف والبادية ، ومن ثم نكتشف ان كل عملنا هو صناعة نقوم بها كالمطرزات او تشكيل الاحجار الكريمه او الصناعات الفخارية والفسيفسائيات وهي ترسل الى عمان وتباع وتصدر للخارج باسعار مرتفعه لا نقبض الا القليل فقط ، ولا زالت الامور على نفس الموال . تشعر ان هناك من يستغل حاجة المراه ويستغل وقتها في الانتاج لتباع الى شخصيات ونساء يضاعف من ارصدتهن تحت مسميات التنمية في البادية . تخيلوا ان تطريز لباس شعبي يستغرق 12 - 15 يوم نحصل من خلاله على 30 دينار او 50 دينار . ويباع ب 500 دينار . اسألوا تجمع بني حميده والكرك وصناعة الاحجار الكريمه في ضانا
16-01-2012 02:39 PM
عشائري قح
دخلك هالجمعيات النسائية اللي لا وزن ولا قيمة ولا دور ولا اشيء . المهم ان تخرج المراه الاردنية من بيتها وتقيم علاقات خارج اطار الزوجية تحت اسم حق المراه ووقف الولاده ، طيب ومئات الطالبات المبدعات اللي ما دخلن جامعات لان ظروفهن المالية صعبه وين المدافعات عنهن ؟ . حلو عنا وخلو المراه الاردنية بشرفها وعصمتها وبلاش كذب
16-01-2012 03:27 PM
مقهوره جدا
........
رد من المحرر:
نعتذر.........
16-01-2012 03:31 PM
هذلول
الى الاخوات الفاضلات

بقيه تعليقي مشطوب و يصب في نفس ما تكلمتم عنه

مع عظيم احترامي
16-01-2012 04:44 PM
هدى عباينه
المراه العربية المسلمه عليها التحرس والتفكير جديا قبل تبني برامج بعض هذه الجمعيات ، في احدى الالوية المحافظه طبت احدى الجمعيات مشاركة رجال ونساء من من منطقة لبرنامج اجتماعي تدعمه مؤسسة غربية ، ولما رفض الاهالي تلك الاقتراحات وطالبوا بتدريب الرجال والنساء في اوقات مختلفه ، رفضوا والغوا البرنامج لأن المجتمع رفض تلك الاقتراحات
16-01-2012 05:09 PM
م . فتحية
شو اخبار بنات الاغوار اللواتي يشتغلن 10 ساعات و 12 ساعه مقابل 5 دنانير بدون اية ضمانات وبدرجات حراره 45 صيفا و - 3 شتاءا . اين تلك الجمعيات في غرب عمان من همومهن . اين المدافعات عن حقوقهن وما يتعرضن له من جشع وسوء معاملة اصحاب المزارع الكبار . سيدة من سيدات المجتمع التي تدعي دفاعها عن حقوق المرأه ، ترفض السماح لسيدات الاغوار ان تدخل باحة منزلها في المزرعه ، وتقول س م انه ذات مره رفضت ان تأكل تلك السيدة حبة فواكه كانت ابنة الغور فقط تمسك بها وتقدمها لها . والله هذه ما حدث ذات ربيع العام الماضي .
16-01-2012 06:38 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات