التغيير يحمي الاستقرار


ندرك جميعا أن التغيير من سنن الحياة فلماذا لا نجعله دائما لصالحنا والى الأفضل لخدمة وطننا وحماية مستقبلنا ومستقبل أجيالنا من بعدنا .ولا احد يستطيع أن يحارب التغيير أو أن يقف في وجه فالتغيير قادم والأفضل أن نقوده ونسوسه لصالحنا لا أن يقودنا إلى مهاوي الردى والى دروب ومسالك نجهلها ولا نعرف مصيرها كما أن ركوب قطار التغيير حال مروره أو اللحاق به لا ينفع في تحقيق أهدافنا فنصبح كمن يركب موجة عاتية في لجة بحر هائج لا يعرف إلى أين تأخذه إلى جزيرة نائية أو الى أعماق البحر.
من هنا علينا جميعاً حكومة وأحزابا وحراكاً شعبياً والقوى الشعبية والوطنية على الساحة الأردنية أن نؤمن بالتغير للصالح العام ونخطط له لتحقيق مصالح الوطن والمواطنة ولا ننتظره كسيل جارف لا نعرف إلى أين يأخذنا جميعاً في لحظة نندم فيها على ما اقترفته أيدينا, فالحكومة تدرك أن مطالب الحراك الشعبي الأردني حق مشروع كفله الدستور وكل الشرائع السماوية والأرضية وعليها من خلال الحوار والاستماع إلى مطالب الناس أن توضح أحقية هذه المطالب من عدمها وسهولة وقدرة الحكومة على تنفيذ الممكن منها فلا مجال لترك الحبل على الغارب ويعتقد الكثير من أو من يستمع لهم أن مطالبهم حق مشروع وذات أولوية قصوى في التنفيذ كما هي فلماذا لا تقوم الحكومة ولا ينقصها المنابر الإعلامية بتوضيح كل ذلك ورسم خارطة طريق لكل الجهود والإصلاحات التي سوف تقوم بها و ربما وفق تواريخ محدده فصراخ الشارع غطى على كل شيء وأصبح المواطن في حيرة من أمره لا يدري يصدق من ويكذب من ويتبع من ومن أين يأتي الفرج؟
وحتى تقوم الحكومة بذلك عليها كما صرحت مرارا وتكرارا استعادة الولاية العامه التي سلبت من الحكومات السابقة نتيجة لضعفها وذهب اثر ذلك هيبة السلطة التنفيذية بحيث أصبحت غير قادرة على صنع القرار او عبور الأزمات بسلام وهنا كيف تتحمل المسؤولية امام المجتمع والرأي العام وهي غير قادرة على ذلك ؟
فالسلطة التنفيذية عاشت حالة من الشتات خلال السنوات الماضية لفقدانها الولاية العامه ولابد من استردادها بشكل حقيقي وواقعي حتى تستطيع القيام باعداد منظومة كاملة وشامله من التشريعات الاصلاحيه .



أما حركنا الشعبي في المركز الأطراف فلماذا الكل يغني على ليلاه ويصدح بمواله كيفما يشاء دون تنسيق فهل المهمة فقط أن تصرخ بالشارع ونقنع أنفسنا أن الرسالة وصلت؟
لا بد من توحيد الجهود وتنسق المواقف بين كل الحركات الإصلاحية الشعبية وتحديد المطالب وتأطريها وتقديمها للمواطن قبل الحكومة باسلوب سهل مفهوم ومعروف فقد بتنا كمواطنين لا نعرف هذه المطالب من كثرتها أو تمييز أولوياتها.
كل ما ندركه ألان كمواطنين لحراكنا على ساحتنا الأردنية أن الحراك يتكون من مكونين أساسين ربما أضافه الى مكونات أخرى لا تظهر جلياً على الساحة المكون الأول حركة الإصلاح التي تقودها الحركة الإسلامية وبالذات الأخوان المسلمون جبهة العمل الإسلامي.هذا الحراك الذي يشتد أواره بعد كل صلاة جمعه ويحاول الامتداد الى مراكز المحافظات فعليه أن يزيل دوافع التشكيك ويقدم نفسه كحالة وطنية أردنية بعد فك الارتباط بينه وبين أخوان فلسطين لإزالة الحذر بينه وبين باقي الحركات الإصلاحية على الساحة الاردنية وهنا يستطيع هذا الحراك أن يقدم نفسه متفاهماً ومتناغما مع الحراك الوطني الأردني الذي أخذ بالتصاعد تدريجياً.
فأردنة الحركة السياسية سوف تؤدي الى تعزيز قيم التفاهم بين الحركات الاصلاحية على ساحتنا من خلال احترام التركيبة المجتمعية الاردنية العشائرية عندها تستطيع هذه الحركات توحيد جهودها وتقديم برامج عمل اصلاحية لبناء الاردن الجديد بدل المواجهة أو التنافر عندها ستكون الخسارة للجميع.
توحيد هذه الجهود يساعد على الضغط باتجاه الحكومة ومؤسساتها للسير قدماً والاسراع في عملية الاصلاح.

shaker.m110@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات