يعتبر عالم الأحلام مدهشاً وفيه تشويق وبالأخص عندما تكون الأحلام جميلة وملونة بألوان أزهار الربيع حيث تنقسم الأحلام الى نوعان هما ( أحلام النوم وأحلام اليقظة ) فأحلام اليقظة كما عرفها أهل الاختصاص بأنها استجابات بديلة للاستجابات الواقعية فان لم يجد الإنسان وسيلة لإشباع دوافعه فانه قد يحقق اشباعاً عن طريق التخيل ومن خلال احلام اليقظة والإصرار على تحقيقها يمكن للشخص الوصول لما يريد اذا أعد العدة واصر على تحقيق اهدافه , واما احلام النوم فالكل يعرف انها في اغلب الأحيان لها مغزى وبالتحديد عندما تكون على شكل رؤية وليست أضغاث أحلام .
ففي احدى الايام وبعد ان انهيت يومي المتعب توجهت الى فراشي ووضعت رأسي على الوسادة واغمضت عيني وبدأ جسدي يغرق في سبات عميق , الا ان طيف الاحلام بدأ بالظهور حينها جاء نفر من الجن حاملون بأيديهم ضوء ينتشر بخطوط مستقيمة وباتجاهات متعددة وقالوا لي هل تصطحبنا الى مكان بعيد لكي نروي لك ما مضى من قصص العصور السابقة , أجبتهم بخوف شديد نعم : سأصطحبكم وبعدها توجهنا الى احد ممالكهم العظيمة حيث جلسنا تحت قبة مضيئة وبدأ احدهم يروي بقصة يوسف عليه السلام وكيف ان الله تعالى هداه الى تفسير الرؤى والاحلام وجعله عالما بذلك الأمر وبعد ان انتهى ذلك الجني بدأ الاخر بالحديث عن قصة هرقل عظيم الروم وكيف انه رأى في منامه ان ملكه سيزول على ايدي قوم مختونين وتحققت الرؤيا لاحقا عندما فقد اجزاء كبيرة من ملكه على ايدي العرب المسلمين ( محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه ) فقالوا لي جميعاً ان مسلمي ذلك العصر كان لديهم حلم نشر الدوة الاسلامية في كل اصقاع الارض وانهم بحلم اليقظة هذا حققوا ما استطاعوا تحقيقه وعندما اجتمع حلم اليقظة مع حلم المنام تسارعت الأحداث وتحقق المطلب .

وقالوا لي ان القوى العظمى في عالمكم ستنهار في بضع سنين لان الله تعالى أراد ذلك وحينها قرأت عليهم ما تيسر من سورة الزلزلة وافقت بعدها .

فزاول الحكم لا بد وان يسبقه حلم سواء اكان حلم في المنام او حلم في اليقظة لكن الزوال السريع سيتم اذا اجتمع نوعي الحلم في آن واحد فالسبب الرئيس لسرعة زوال حكم بعض الرؤوساء العرب هو اجتماع نوعي الاحلام فإذا كانت الأنظمة العربية هي المسبب الرئيسي لاحلام اليقظة بسبب ما تمارسه من ظلم وطغيان واستعباد فحتمية زوالها أكيدة حيث سبقتها إرادة رب العزة بسقوط عروشهم والتي رأها العديد من ابناء شعوبنا العربية في مناماتهم حيث اني كنت شاهدا على إحدى الرؤى لإحدى الفتيات العربيات قبل حوالي ثلاث سنوات وكانت الرؤيا تتحدث عن ان الرئيس السوري بشار الأسد يوضع في برميل وتشعل النيران من حوله حيث فسر احدهم هذه الرؤيا على انه سيتعرض لمكيدة وسينجيه الله منها مع أني اشكك بهذا التفسير .

فيا ابناء شعوبنا العربية لا تقنطوا من رحمة الله ولا تتخلوا عن أحلامكم لان بعدها حقائق لابد ان تحدث فأرادة رب العالمين هي اقوى من ارادتهم واصرارنا اقوى من اصرارهم لان الزوال هو نهاية لكل شئ فحتماً ستزول الانظمة القوية في العالم لان الوصول الى قمة الهرم هو بداية السقوط فكل شئ سيزول مهما عظم امره ومهما اشتدت قوته .