دوت صرخة ولاء فهل من مجيب


كغيري من الاردنيين سمعت وشاهدت ما تناقلته وسائل الاعلام والمواقع الالكترونيه حول قيام المواطن الاردني احمد المطارنه باحراق نفسه أمام مدخل الديوان الملكي في عمان ، ورحت اتنقل بين تلك المواقع والوسائل لمعرفة تفاصيل الحادثة ، أ سبابها ودوافعها والعوامل التي أدت الى حصولها ، واستقرر في مخيلتي انه لا بد أن امرا عظيماً قد حدث لهذا المواطن حتي يقدم على هذا العمل ، فكثيرا ما نسمع عن اشخاص قرروا انهاء حياتهم واختاروا الطرق الاسهل والاسرع حتى لا يشعروا بالالم ، الا احمد فقد اختار الطريقة الاقسى ، فليس سهلا على الانسان ان يتحمل الم النار وهي تأ كل جسده رويداً رويدا ،لكن ربما كان احمد يعلم كل العلم بأنه لن يشعر بذلك الالم ، لانه عاش كثيرا من الالام ، كانت وما زالت اقسى عليه وأوجع من ألم النار .
بحثنا عن الحقيقه ، فوجدنا الروايات تتعدد حول الدوافع التي دفعت المطارنه الى التخلص من كل آلامه بهذه الطريقه ، لعله يوصل للاردنين من قمة الهرم الى قاعدته بأن هناك في الاردن من الظلم والقهر والالم والحرمان ما قد يدفع الكثيرين الى التخلص من هذا العيش في بلد شرهت فيه الحيتان وسمنت فيه القطط وهي تمتص دماء الاطفال ، فاستنتجنا ان ما قام به احمد لم يكن كما يقوم به مواطنوا بعض الدول الذين يسعون الى التخلص من الحياه بعد ان ملوا الرفاهية والرغد في العيش الذي ظل يلف حياتهم فلم يجدوا ما هو اكثر من ذلك ، ولم يكن احمد لاعبا في سيرك او ساحراً ، أراد ان يبين قدرته على حرق نفسه دون ان يصاب بأذى ، لم يحرق احمد نفسه بطراً بقدر ما كان عمله قهراً ، وخلصنا الى ان هناك الكثير من الاردنيين الذين يحق لهم استخدام النار بالطريقة التي يريد ، فان كان احمد اختارها للتخلص من القهر والحياه ، فربما هناك من يمكنه ان يستخدمها لحرق الارض تحت اقدام الجناه الذين لا يهنأ لهم عيش الا اذا قهروا مسكينا او طردوا محروما او نهروا سائلا .
بالأمس ابكتني ابنة المرحوم وهي تتحدث الى برنامج كلام في الصميم على قناة جوسات وهي تصف ذلك الاب الذي افني حياته لاجلها هي واسرتها وكيف كان الظلم يقهره، وقد لفت انتاهي ككل الاردنيين ما صرحت به تلك الابنة المكلومه من امر خطير خطير عندما قالت ان اباها اعطاها مجموعة من الاسماء كانوا وراء اخراجه من عمله والالقاء به خارج أمانة عمان يواجه الحياة بمتاعبها وامواجها المتلاطمه هو واسرته التي كانت تعاني على مدى سنوات من الفقر والحرمان والديون بينما راتب سكرتيرة الواحد منهم بالآلاف ، وطالبت تلك الابنة المحروقة القلب ان يتم القصاص من كل الذين كان لهم يد في قتل ابيها وحرمانها منه .
مهما كانت مبررات الامانة والدوائر الرسميه ومهما قالوا وتحدثوا عن المبالغ التي اعطيت لأحمد فان ذلك لا يعفيهم من تحمل المسؤولية الكامله فيما حدث له ولاسرته جراء استهتارهم بحياة المواطن الاردني وصمهم لآذانهم امام استغاثات ونداءات الاردنيين المقهورين الفقراء ، ولا بد من القصاص منهم ومحاسبتهم الحساب العسير حتى لا تتكرر حادثة المطارنه في طول البلاد وعرضها فهناك الملايين من المقهورين يعيشون على مساحات الوطن جراء قرار من متنفذ او لص خشي يوماً من ان يفتضح امره او ان يكشف فساده ولصوصيته .
هناك اسماء اوردتها ابنة المطارنه وعلى الجميع مسؤولية التحقق من دورهم في دفع هذا المواطن المقهور الى التخلص من الحياه بعد ان شعر ان لا عدالة في بلد فيه حيتان وذئاب وكلاب ، يسلطون سيوفهم على رقاب ابناء واحفاد الذين بنوه وحموه بمهج القلوب .
دوى نداء ابنة احمد المطارنه مطالبة بأخذ حق أبيها من قاتليه ، فهل من مجيب ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات