أحلام مواطن على الهامش


لقد تربينا منذ نعومة أظفارنا على حب هذا الوطن و عشق ترابه حتى أضحى هذا الأمر جزء لا يتجزأ من تكويننا الإنساني على الرغم من أي مصاعب واجهتنا أو تواجهنا في أي منحا من مناحي الحياة في هذا الوطن فسيبقى هوانا تجاهه دون أي تغير أو انحراف فهو الوطن الذي ما عرفنا غيره ، و هو الأمر الذي يحفز فينا العمل بجد و اجتهاد في سبيل رفعة هذا الوطن و علياءه بين الأمم و أيضا التصدي بكافة الطرق و الأساليب المشروعة لكل من تسول له نفسه المريضة العبث في أمن و استقرار هذا الوطن سواء في النواحي السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الأمنية و هذا واجب على كل منتم لهذا التراب و ليس منة يمنها عليه .
طالعتنا الحكومة الثالثة في عام من التخبط السياسي أخير بمنجز كان يعده الكثيرون سفينة نوح التي قد تنقذ الوطن من الضياع و تجنبه ويلات نشاهدها كل يوم بأم أعيننا في الدول الشقيقة المجاورة ألا و هو هيكلة رواتب القطاع العام الذي يشكل الشريحة الأكبر في المجتمع و هو بالتالي من تمسه هذا الهيكلة بالدرجة الأولى لتنعكس بعد ذلك على كافة القطاعات في الدولة لارتباطات القدرات الشرائية لهذه الفئة مع باقي فئات المجتمع ، مشروع روجت له الحكومتين الأخيرتين بشتى الوسائل عبر عدد من وزراء الكومبارس من واضعين للمشروع بصفته الأولية إلى أن وصل إلى شكله النهائي و هو شكل كان صادم للسواد الأعظم من الأردنيين الذين توسموا خيرا في هذا المشروع و حلموا بأن يكون هذا المشروع بداية لإصلاح حقيقي ينعكس انعكاسا فعليا على هذه الشريحة العظمى من أبناء الوطن و إذا بالحكومة تخرج لنا مشروعا لا يلبي طموح أحد من الشعب المقهور المغلوب على أمره بل تبقي الفئة المتسلطة صاحبة السلطة و الراتب الأعلى في القطاع العام هي المتحكمة المتنفذة الناهبة لقوت الشعب إما لضعف الحكومة في إجبار هذه الفئة على القبول بخفض ما تتقاضاه دون وجه حق أو لتواطؤ هذه الحكومة مع هؤلاء و هو ما أدى إلى ظهور مشروع فاشل كان المواطن الراقد على هامش صفحات الوطن قد استبشر به خيرا و أعد العدة له و بدأ يخطط لمستقبل أقل قتامة قد ينتشله من دائرة العوز و الفقر و الديون التي لطالما أثقلت كاهله و إذا بهذا المواطن قليل الحيلة يتلقى صفعة توقظه من أحلامه محولة إياها إلى كوابيس ستبقى تطارده ما حيي في هذا الوطن الغالي ما دام أولئك ينهبون دونما حساب أو عقاب ، لم تكن الآمال من قبل المواطن فحسب بل كان هناك أمل كبير في عودة طبقة سحقت بالكامل للظهور من جديد ألا و هي الطبقة الوسطى التي تلاشت بفعل عوامل الفساد و عدم وجود تكافؤ للفرص و سيطرة المتنفذين مدعومين من النظام و الحكومة على كل المقدرات و المؤسسات فإذا بهذا الأمل هو الآخر يتبخر كغيره من الآمال .
ملاحظة : عهد مني إليك يا وطني بأني سأبقى لك وفيا ما حييت و مهما اشتدت ظروف هذه الدنيا و قست علي فاني عن حبك لن أحيد ، أعاهدك يا وطني بأني لن أحرق نفسي و لن أخرب فيك شبرا لا بل سأبقى أبني فيك بصمت دون كلل أو ملل و في المقابل فاني أعاهدك بأني سأحرق كل من تسول له نفسه نهب خير منك أو الإضرار بمصلحة عليا تمسك و تمس أبنائك الأوفياء لترابك الطهور شاء من شاء و أبى من أبى .



تعليقات القراء

هذلول
الكاتب الكريم

(كان يعده الكثيرون سفينة نوح )

كردي عراقي(دقر و يابس الرأس)

اعترضه حمار بينما كان يسوق و رفض الحمار ان يتزحزح عن الطريق بالرغم من زواميره المتكرره و توسلاته(لاحقا) و ركلاته(بعد التوسل):

وبعد يأسه خاطبه قائلا:

الحق مو عليك عيني

"الحق على سيدنا نوح اللي ركبك في السفينه مالته"

مع عظيم مودتي
12-01-2012 09:50 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات