السياسة والتياسة ,رغم اختلاف المصطلحين, شاهد على الشارع الاردني في العام الراحل, متلازمان في كل مكان لا يفارق ثانيهما الاول بمشهد عجيب عشناه رغما عن انفنا, فمنذ انطلاق موكب الاصلاح السياسي في الاردن بمطلع العام الماضي وبدء الحراك الشبابي بعمل سياسي كحق في الدستور الاردني وحرية تعبير شاركنا بها.. تلازم عملنا حركة لثلة من الشباب الذين لم يفرقو بين السياسة والتياسة, والغريب الذي يعد من المضحكات المبكيات اننا شاهدنا مسخ لهؤلاء الشباب في مركز صناعة القرار مجلس النواب (مجلس 111).

بدأ الحراك ينادي بمرحلة سياسيه محتواها اصلاح سياسي للنظام وحاربة الفاسدين والتحقيق في قضايا الفساد التي عبثت بمقدرات الوطن كمشهد على دوار الداخليه, فقابله نفر ينادي يرحيل الشعب من الاردن ويعيش للملك الذي لم يتحدث المعتصمين عنه وقابلو الاعتصام بشتائم للعرض والشرف على ان من يطالب بحق العيش والكرامه مدسوس بأجندة خارجيه وكل من يقف مع الاصلاح فهو ضد الملك والنظام الحاكم!!! ليأتي متزامنا في جلسة النواب من ينادي برحيل هذا الشعب (عبر جسر الملك حسين) وشتم الاصلاحيين بفاسد ومتشرذم وحقير تحت قبة البرلمان!!!!.

المشهد الاكبر للتياسة, حين يردد الشعب باسقاط اتفاقية وادي عربة فيرد نفر, عملهم ملازمت الاعتصامات , بأن (تنجح وادي عربة) ويرفعون صور الملك ردا على الاحتجاج على وادي عربة... وفي حملة كازك يا وطن, تلك الحملة التي اخذت على عاتقها حماية المواطنين من رفع اسعار الكاز رافضة ان يكون الدفىء حكرا للاغنياء فقط, تصادف ان يخرج نفس الاشخاص ضد هذه الحملة ويهتفون للملك في اللحظة التي يهتف شباب الحملة ضد الفاسدين, الامر الذي جعل الجميع يسأل عن علاقة الملك بالكاز!!!!!.

استعجب واستهجن والله من الذي يسيء للملك!!!! من حمل على عاتقه حب الوطن وكرامة المواطن ام من يعادي الاصلاح والوطن تحت اسم وعباءة الملك!!! الا يكفي بأن الاغلبية صامته وتكتفي بالخبز البائت ولا تجد قوت يومها وأجرة طريقها او حتى عملا لأبنائها العاطلين عن العمل !!! ليخرج عليك نفر لا تعلم من اين او كيف يأتون بسرعة الريح لكل اعتصام حمل على عاتقه هم الوطن والمواطن يشتمون ويسبون ويهتفون للملك وكأن الملك هو المسؤول الوحيد عن اي قضية تخص الوطن!!! ام أنهم يريدون بنا ان نفهم بأن محاربة الفساد تعني محاربة الملك!!!!

عذرا.... فأكاد أجزم ان من ذكرتهم تحت اسم تياسه يمارسون سياسة وهم من يريد الاطاحة بالملك.