تساؤلات حول شبهة الفساد وتنفيذ القضاء


لا تخلو جلسة في مجتمعنا اليوم من الحديث حول قضية أمين عمان السابق المهندس عمر المعاني، وتوقيفه دون تكفيل لما يقارب الشهر الآن، رغم طلب عائلته تكفيله ستة مرات حسبما تداولته الصحف؛ وقد يختلف الحوار حول برائته، ولكن الغالبية العظمى تتفق في استغراب توقيفه دون السماح بتكفيله؛ وفي النهاية ينتقل الحوار من التساؤل الى اتهامات غاضبة: هل هي مؤامرة؟ هل هو كبش فداء؟ ولصالح من؟ ولماذا؟ وغيرها من الأسئلة التي قد تدمي الإجابة عليها قلب كل أردني غيور على سمعة ومصلحة البلد.

في الواقع، وبما أن هناك تحقيق في القضية أو القضايا فيجب للتحقيق أن يأخذ مجراه، ولكن السؤال الذي يطرحه الجميع حتى الآن ومع احترامنا لنزاهة القضاء ولقدرة التقدير لدى لجنة التحقيق هو: هل الجريمة أو المخالفة التي يتم التحقيق بها من العظمة بمكان بحيث تستدعي عدم تكفيله؟ هل سيضر التحقيق لو أنه خرج بكفالة الى حين تقرر العدالة بأن هناك قضية؟ وأنا اذكر أن القضاء في قضية شاهين سمح بتكفيل المتهمين إلى حين المحاكمة وصدور الحكم.

أريد بداية أن أبين ما يلي: لقد عرفت عمر على مدى سنين ولا أعتبر ذاتي من أصدقائه المقربين، وأي عمل أو استشارات قدمتها للأمانة كان من خلال مناقصات مطروحة في الصحف أو دون مقابل. أيضا، نصح العديد بعدم كتابة هذا المقال، وأتت النصائح موشحة بعبارات مثل \" شو بدك بهالطابق\"، \"إبعد عن الموضوع\"، وغيرها؛ ومن ناحية أخرى هناك احتمالية أن يكون عمر مذنب، فأنا لست مطلعا على تفاصيل عمله في الأمانة رغم أن ما شاهدته من ممارسات عادلة ومؤسسية من خلال تعاملاتي المحدودة كان يدعو في الغالبية للرضى في حينه.

لذا بدأت أسأل: هل افلست الأمانة فعلا أيام عمر المعاني (وهي شائعة ترددت كثيرا)؟ وكانت الإجابة بالأرقام بأن هنالك فائض مالي بسيط لدى الأمانة وليس عجز، لذا فهي لم تفلس كما أن ما تدين به يكاد لا يقارن بديون مؤسسات أخرى كبيرة تملكها الحكومة، ولو ان الحكومة قامت بدفع ال120 مليون دينار التي تدين بها لأمانة عمان لكان وضع الأمانة المادي عال العال.

ثم سألت عن طبيعة إدارته وجاءت الإجابات مختلفة حول ذلك: فقال البعض بأنه كان يتصلب برأيه وأنه غير ديموقراطي، وهي عادة صفة لدى من يأتي من القطاع الخاص للعمل في الحكومة، ولكني أذكر من خلال مشاركتي مع غيري من الاقتصاديين والمهندسين والمفكرين في اجتماعات المائدة المستديرة لمجموعة \"وسط المدينة\" أن الحوار كان ديموقراطيا، وحين شاركت مع ما يقارب 500 شخص في حوارات مخطط مدينة عمان الشمولي تميزت هذه الاجتماعات في كونها أخذت بغالبية اقتراحات المشاركين، وكنا نقوم بمراجعة النصوص للتأكيد على اتفاقها مع ما قلناه خلال الاجتماعات وهي شهادة لإدارة هذا المشروع الوطني.

وجاء رد آخر: \"لقد أغضب عمر الكثير من الناس\"، ولكن هذه ليست ميزة سيئة حين تكون وظيفة الشخص الإشراف على تنظيم ووضع هيكلية جديدة لمدينة نمت عشوائيا ودون تخطيط على مدى عهود من الزمن، مما يتطلب أيضا الارتطام مع أصحاب المصالح الخاصة وما أكثرهم.

ثم سألت: هل كان يأخذ قراراته دون معرفة مجلس الأمانة ومجلس الوزراء؟ فكانت الإجابة بأنه من المستحيل للقرارات أن تتم دون أن يوافق مجلسه ومجلس الوزراء، مما يعني أن هذه القرارات متفق عليها من قبل جميع ذوي العلاقة، ويتحملون معه مسؤوليتها.

وحين سألت عن اللغوصة المزعومة في قضية الباص السريع، أتت الإجابة من الجهة الممولة (غالبية التمويل أتى من وكالة التنمية الفرنسية وبفائدة قرض دون 1%)، وهي كجهة حكومية في أحد أوائل الدول الديموقراطية في العالم كانت ستمتنع عن الإقراض لو كان هناك شبهة فساد أو عدم وجود منافسة وشفافية في الطرح أو إذا لم تكن الأوراق الفنية والمالية والوثائق المدعمة لها فوق الشبهة، خاصة وأن هذه المؤسسة تقرض قرضا غير حكومي للأردن للمرة الأولى.

نعم إن سيادة القانون تتطلب محاكمة الفساد وكل الفاسدين، ولكن القانون أيضا يتطلب حماية حقوق المواطن والمواطنين، وعلى حد علمي وكما ينص الدستور فإن كل مواطن بريء حتى تثبت إدانته، وكما قال قائد البلاد فإن لا أحد فوق القانون، والجميع متساوون تحت القانون، لهذا يبقى التساؤل: لماذا لا تُقبل الكفالة لعمر المعاني ومن هو المستفيد من ذلك؟



تعليقات القراء

هذلول
الكاتب الكريم

السيد يوسف منصور

للامانه(وليس امانه عمان):

لنكن حياديين و موضوعيين



القضاء هو المخول بالبت بالقضيه و الحكم فيها



ولكن(ركزوا على لاكين):



لماذا تم اختيار المعاني و ترك غيره؟مع ان غيره اسوأ و افسد؟



(الجواب من واحد شاطر:لان ابوه مش رئيس وزراء سابق ولا لاحق ولا رئيس مجلس نواب سابق ولا متنفذ ولا عشيرته\قبيلته كبيره):



انا شخصيا



ادعو الله ان يكون بعونه

و من قراءه تعليقات الاخوه المعلقين(اذا ثبت صحه ذلك)قفزت ثروه المهندس من 45 مليون الى 100 مليون وخلال 4 او 6 سنوات و خلال توليه المنصب وانت تعلم في الغرب يجب على المسؤول تقديم كشف و اقرار ذمه ماليه قبل الوظيفه وبعد وبيان كيف ومن اين حصل على ماله سنويا

اما فيما يخص الفساد:



هنالك نظره اخرى للفاسد و الفساد:





عن ارسطو



الفاسد:



كل من



وظف انسانا بغير وجه حق\ساعد على توظيف انسانا بغير وجه حق\لم يخلص في عمله\شغل(بتشديد الغين) واسطه) للحصول على شيء ما بغير وجه حق\اساء او استغل سلطاته اينما كان و كيفما كان\نهب او ساعد على نهب مالا عاما\رشى\ارتشى\ساعد على الرشوه ووووو\ اووووووو



وهذا يشمل 70% ( بطريقه او بأخرى)من موظفي الحكومه الرشيده و الشعب الكريم



لذا



اشك ان تكون هنالك اي نيه صادقه لدى اي منهم لمحاربته لان ذلك يؤدي الى ضياع مكتسباتهم

(اذا كان الشعب فاسد.. فكم في الاردن من فاسد؟؟







فهو حسب رياضيات الصف الرابع الابتدائي:



70%*6 مليون:4200000 مواطن



اي 4 مليون مواطن تقريبا



مع عظيم مودتي



و الشكر لجراسا و محررها الكريم





09-01-2012 02:49 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات