زخَّات مطر


زخَّات مطر يسبقها برق ورعد , تسقط على الأرض المُمحله , فتنبت الأرض من بقلها وقثاءها وفومها وعدسها .., زخَّات مطر تعيد الروح إلى الأرض بعد أن أجدبت وفقدت بريقها , وتفتحت بعد طول ذبول , لنسمع الأصوات مكبرة مهللة , ثم تتردد أصداء لفظ مطر مطر وكأن السياب قالها من جديد , بعد أن استخدم دلالتها في الماضي ليصف موت الناس في العراق مع كثرة المطر , أي أن كثرة خير العراق سبب لأهلها الموت , لكثرة الطامعين بها وبكنوزها , وكأن الناس لليوم الحاضر يرددون ما قاله السياب لكن بلكنة أُخرى أو ربما بمضمون أخر , إنه استبشار النفوس بأول قطرة مطر تنزل من السماء وتستقر في الأرض , لتمشي وتثبت لتنبت وتنعش أمل الناس .

زخات مطر ..لنردد بعدها مطر مطر , لا نخشى بعده من مؤامرة صهيونية أو غارة أمريكية مُفبركة مع زمرة الفاسدين الذين تكاثروا في وطننا العربي الكبير في العصر الحديث , لن نخشى أحداً مهما كان متحصناً بكل الدهاء والمكر , حتى وإن تخصص بالمؤامرة علينا , وعلى نقطة المطر التي تسقط علينا من السماء لتنعش أملنا بزمن قادم أخضر .

تخلصنا من عقدة الرهبة والخوف , وكسرنا كل القواعد المصطنعة الزائفة , ولن يستطيع أحد أن يخدعنا ويجرنا لكي نكون جزء من مخطط تأمري علينا قبل أن يكون على أي شيء أخر .

زخات مطر تنظف الشوارع من الأوساخ القذرة التي علقت بها , من تراكمات وأوهام السنين السابقه , تجلوها وتعقمها ..ويرفع في سوريا شعار سلمي (حرية حرية ) , يقابلها الأسد برصاص وقنابل وقذائف , أطفال تتقطع , تموت وتذبح طفولتهم , طمعا في كرسي فقد شرعيته مع أول طلقة اخترقت جبين أول شهيد , وما زال العالم ينظر متقنا لعبة الصمت , وما زال المراقبون العرب يتأرجحون بين الواقع وما تمليه عليهم الضغوطات والشراكات الواهنة مع نظام عفن متعفن , لكن سيسقط الأسد مع زمرته ولو بعد حين .

زخات مطر يعقبها أرض الأحلام , وألف ألف تحية لكل حراك سلمي هدفه مصلحة بلدنا وازدهاره وحريته , نرفع لهم الأكف بالدعاء , نساندهم ونقف معهم صفاً واحداً على طريق الإصلاح , وإلى كل من حاول بنفسه المريضة , بمصالحها ومفاسدها , حاول أن يحول السلم إلى عنف وضرب وتخريب , سيقف في يوم من الأيام على مفترق طرق لا يرجع منه إلى الخير أبداً , وإن ادعى الوطنية والولاء نفاقاً وكذباً وزوراً , معتقداً أنه بذلك يصل إلى أطماعه , له ولكل الذين هم على شاكلته ممن يجرون الناس إلى ما لا تحمد عقباه , أقول لهم أدركوا أنفسكم , وتعلموا من مدرسة الشعوب العربية المسلمة , تعلموا منها , أدرسوها جيداً , قبل أن تدخلوا أنفسكم في ظلام لا ترشدون بعده أبداً , وسيستمر الطامح لكرامته وحريته مسالماً رغماً عن كل ما تصنعون ....
Baniataahmad15@yahoo.com



تعليقات القراء

أمجد
أخي الفاضل الكاتب المبدع أحمد
أنت كالمطر
أينما وقع نفع.
06-01-2012 08:31 PM
هذلول
الكاتب الكريم:

مقال اروع من رائع

ولكن كما قال المصطفى صلوات الله عليه:

"روحوا القلوب ساعه بعد ساعه"

و ليتسع صدرك ل

1.(زخات مطر يسبقها برق و رعد)

تبرق و ترعد

.........

مع اعتذاري الشديد لمطربي المفضل :متعب السقار.

2.(زخات مطر يعقبها ارض الاحلام)

الملاعين:طول عمري بفكر(وهموا بسوقوها) على انو امريكا هي ارض الاحلام.

مع عظيم مودتي

و الشكر لجراسا
06-01-2012 09:32 PM
صفاء وغربه
من أهم واجمل المواسم التي توقظ فينا احساس يولد مع اجترارناللذكريات

.. المطر ..

ما أجمل زخات المطر..إذا بددت سكون المكان ,,,وفي صوته أعذب لحن .

جميلاَ جداَ أن تقف وترفع رأسك للاعلى لتنعش وجهك بماء السماء ,, لتغير بعضامن ملامحك التي بت تجهلها ,,,

لتدفء قلبك الذي سكنه البرد وتروى عطش قلباَظمأن يوشك على الهلاك ,,رحماك يا رحيم .

06-01-2012 11:21 PM
ليـــــــــــااااان ....
الكاتب الكريم تحيه لك بجمال حبات المطر وللجميع

أجتذبني العنوان
جميل ما خطت أناملك شكراااا لك ....

في الجانب المحايد وفي بقعه أخرى من النفس نجتاج تلك الزحااات علها تغسل ما علق في النفس من غربة عن ارض نسكنهاااا وبعد عن انفس نحبهاااا

وبعين الامل عيون أخرى بصفاء حبااات المطر تنتظر القادم عله افضل

فقط اقول بارب واسير
06-01-2012 11:40 PM
ساندي
المطر يغسل الأرض
فمتى سنغسل قلوبنا من الغل والحقد
بمطر المحبة والتسامح

وشكراً جزيلاً للكاتب الذي عينيه فيهما الجمال كجمال حبات المطر
07-01-2012 08:03 AM
صقر الجنوب
في كل قطرةٍ من المطر
حمراءُ أو صفراءُ من أجنةِ الزهر
وكلّ دمعةٍ من الجياعِ والعراة
وكل قطرةٍ تُراق من دمِ العبيد
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حلمةٌ تورّدت على فمِ الوليد
في عالمِ الغدِ الفتي، واهبِ الحياة

ويهطلُ المطرُ


تحية لك كاتب المقال على هذا المقال المطري ورزقنا الله المطر
07-01-2012 08:08 AM
البيك
انه المطر الذي يشق الطرق الترابية ويحولها الى اخاديد وجداول وانهار.....
انه المطر الذي يعزف سمفونية شاعرية خاصة على اسقف من الواح الزينكو.....
انه المطر الذي يغسل الازقة والشوارع من بقايا وادران الانسان والحيوان....
انه المطر الذي يعيد للحياة روحها وبسمتها وتفاؤلها.....
انه المطر الذي يتلذذ ويتسلى بهمساته الاعزب والغريب .....
انه المطر الذي يحول الارض الى جنات وجنان .......
انه المطر الذي يعيد البسمة والتفاؤل للفلاح.....
انه المطر الذي تتغنى به الطيور في اعشاشها وفوق الاغصان.....
انه المطر الذي تمتلئ به مخزونات السدود لصيف قادم يخلو من الامطار .....
انه المطر الذي تفيض به الجداول والبحار والانهار .....
انه المطر الذي يحول اتربة الازقة الى عجينة من طين ......
انه المطر الذي يسقي الحرث والزرع والنسل...
انه المطر الذي تتفاءل وتنتعش به كثير من النفوس ....
انه المطر الذي يعكس كرم ونعم الخالق على خلقه التي لا تعد ولا تحصى ....
انه المطر البديل للصحاري والقفار التي تخلو من الجداول والانهار .....
انه المطر الذي يخترق الجبال ويرسم بها لوحات من الاخاديد ويحول الكثير من فواصلها الى وديان....
انه المطر الذي يحول اشكال هطول مياهه الى لوحة ربانية يعجز الانسان عن وصفها....
انه المطر الذي يرسم لوحة من الغيوم والسحب يعجز الانسان عن وصفها وهي تتسابق لافراغ حمولتها على ارض هنا وارض هناك....
انه المطر الذي يغسل وجوه ورؤوس واجساد البشر من كل ما علق بها من ادران الحياة ....
انه المطر الذي تتسابق الملائكة وراء هطول مياهه من نعمة هنا ونعمة هناك على مخلوقات الله......
انه المطر الذي ..... انه المطر الذي ..... انه المطر الذي ......
07-01-2012 08:16 AM
أحمد بني عطا
كل الاحترام والتقدير للإخوة والأخوات المارين من هنا والذين تركوا توقيعاتهم وتعليقاتهم الطيبة على خاطرتي ...اشكركم واثني عليكم وبارك الله بمروركم الطيب ...
07-01-2012 12:49 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات