أخشى ما أخشاه زعزعة البيت الداخلي ..


ما فكرت يوماً أن أكتب إليك... لا شاكراً ولا مادحاً ولا محباً... واعتبرته من باب الرياء والنفاق لبلاط العرش، واكتفيت بما تعلمته منذ نعومة أظافري وفي مرحلة الرضاعة التي تغذيت فيها على الحب المطلق والولاء الصادق كسائر الأردنيين ومن عاش على هذه الأرض الطيبة... حتى غدا الانتماء لتراب الأردن متوارث طبيعي بحكم الجينات –وهنا- لا مجال للمزاودة – وهي مرفوضة من أي إنسان وفي أي موقع كان-.
... ما دفعني أن أكتب إليك الليلة وقبل بزوغ فجر غدٍ الجمعة، ما حصل بمدينتي –المفرق- قبل جمعتين، فقد علمت ولم أتوقع ما حصل إلا بعد أن حصل، فهناك مؤشرات أطرحها أمام جلالتكم كانت سبباً في تأجيج أزمة الجمعة ورد فعل لما تلاها في الجمعة اللاحقة وأخشى ما أخشى أن يوقد فتيل أزمةٍ تؤدي في القادم من الأيام إلى اتقاد شعلة الانفجار التي نحن في غنىً عنها.. وآمل أن ينظر جلالة الملك بشجاعة الحكيم ورجولة الإنسان الوارث للعرش الهاشمي.. وفلذة كبد أبيه الراحل.. ويسأل عن سبب تواجد مسؤول كبير في مدينة المفرق قبل صلاة الجمعة.. وأن يتحقق من الدوافع التي غذت من أطلق عليهم 'بالشبيحة' وهي جهةٌ أرفع من المسؤول الكبير.
... أرجو أن يعلم جلالتكم بأن تواجد هذا المسؤول في أرض الميدان لم يكن عبثاً... وتغذية هؤلاء الشباب من أبناء مدينة المفرق.. الطيبون بجذورهم.. من قبل جهةٍ أخرى.. خطأ عالج خطأ ونتيجته خطأ رآه المجتمع الطيب في الجمعة اللاحقة.. وبدأ المتسترون على أخطاءهم... يرتعدون خوفاً من كشف المستور.. وتناسى هؤلاء بأن العبث بمقدرات الوطن لن يدوم طويلاً -ولكل فعل رد فعل- وسيدفعون الثمن في فاتورة العدل.. والقانون الذي آمل أن لا يُعطل لأسبابٍ غير معروفة.. وهنا تكون الكارثة.
... اعلم يا جلالة الملك، بأن أصحاب العصائب الخضراء.. هم أبناءك... هم أبناء الأردن.. هم الأقرب إلى الله.. هم المسالمون.. وبدا ذلك من سلوكم المنضبط، وأخلاقهم التي ميزتهم.. فعليك يا صاحب الجلالة.. وولي الأمر.. وصاحب القلب الكبير أن تحتوي بأبوتك وصفات الهاشميين التي توارثتها عن أجدادك... هؤلاء الصادقون المخلصون اللذين أحبوك وأحبوا تراب الأردن.. عليك بالحكمة القائلة 'العدل أساس الملك' وديوانكم العامر بإذن الله ما كان عامراً إلا بشعبٍ خلقتَ وخلقَ أجدادك لإقامة العدل... وكيف لا وأنت من سلالة خير البريه.
... أرجو من صاحب الجلالة ألاَّ يلتفت لقصيصات الورق المقدمة لجلالتكم، من قبل من أوليتهم مراكز الأمن وصناعة القرار.. ليكتبوا لك كلمات الطمأنينة بأن الشارع الأردني بخير، أرجو أن تتعامل بفراسة الراحل – الذي بكاه الأردن والعرب والعالم – واعلم يا صاحب الجلالة بأن الحاجز المصطنع ما بين الراعي والرعية هو السبب في ما آلت إليه أحوال الأردن.
... يا جلالة الملك.. وصاحب العرش.. وسيد البلد... أرجو أن يتسع صدرك لابن جيلك.. فالتقارب بالعمر ما بين البشر مفتاح الود الجميل المزروع في داخلي لشخصك الذي لم ألتقيه من قبل.. فالصدق في الحب هو لغة التواصل ما بيني وبينك... وأرجو أن ألفت نظرك إلى الخشية التي تراود نفسي.. بحس الصحفي الذي يخالط أبناء بلده ولست بحاجة إلى تصريح مرور لقلوب الناس وعقولهم فتلمست ما أخشاه بأنه إذا استمرت السياسة الأمنية في معالجة ومواجهة أبناء الوطن فاعلم أيها الأب الوالد بأن زعزعة البيت الأردني الداخلي هو ما أخشاه.. لذا ومن منطلق الحب والحفاظ على الأمن وعدم إراقة الدماء والتماس العذر لأبناءك... لا بد من تدخل الأب لاحتواء أبناءه... واحتضانهم ضمن أسوار البيت والمحافظة على البناء من الزعزعة والتشققات التي ستحصل –لا سمح الله- شئنا أم أبينا إن لم يتم تدخل 'جلالة الملك' فوراً.. الليلة.. وقبل بزوغ الفجر.. بإفساد كل ما يمكن لقوى الشد العكسي افتعاله بحجة حماية الوطن ومقدرات الأردن والنتيجة التي يضمنها أبناءك لن تكون إلا بمواجهة من صاحب الجلالة لاجتثاث من يعلم كل أردني وأردنية بأنهم المفسدون الناهبون لمقدرات الأردن –واعلم إن تم هذا- فكل ذرة من تراب الوطن.. وكل لبنة احتوت بيتاً أو طفلاً أو رجلاً أو شيخاً.. أو ضيفاً.. أو لاجئاً.. أو محتاجاً.. ستدعو لك بالصحة والعافية.
...صاحب الجلالة – شكراً لاتساع صدركم.. وحمى الله الأردن.



تعليقات القراء

هذلول
الكاتب الكريم:

(أخشى ما أخشاه زعزعة البيت الداخلي.. )

لاتخشى,بوجود سيدنا.البيت الداخلي على ما يرام.
06-01-2012 03:42 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات