" مدمنة " تجسد بالرسم رحلة ادمانها على المخدرات


جراسا -

من سهير جرادات - جسدت احدى السيدات رحلة ادمانها على مادة " الهيروين " التي استمرت خمسة عشرعاما برسم لوحة فنية عبرت من خلالها عن عالم الادمان والحالة التي يصل اليها المدمن على المخدرات.

اهدت " المدمنة " الثلاثينية لوحة الرسم للمركز الوطني لتأهيل المدمنين التابع لوزارة الصحة تعبيرا عن تقديرها للقائمين عليه لمساعدتها في التخلص من الادمان الذي قادها اليه زوجها وساهمت ظروفها النفسية والاجتماعية السيئة في ان تقع فريسة لعالم الادمان.

خضعت هذه السيدة للعلاج في المركز ، ونجحت في تجاوز الادمان ،" لكن للاسف تعرضت مرتين لما هو معروف بانتكاسات ما بعد العلاج واستسلمت لاغراءات المخدرات لتعود لادمانها مرة اخرى " بحسب رئيس المركز الدكتور جمال العناني لوكالة الانباء الاردنية.

يشار الى ان قانون المخدرات والمؤثرات العقلية لسنة 1988 اعفى المدمن الذي يتقدم للعلاج من تلقاء نفسه او بواسطة احد اقربائه قبل ان يتم ضبطه من ان يحال للمحكمة ولا تقام عليه دعوى الحق العام .

وتعتبر مادة الهيروين من اكثر المواد المخدرة خطورة على الدماغ ، وتؤخذ بطريقة الحرق والشم او الحقن بالوريد ، وان " اشد ما في تعاطي الهيروين اعراض الانسحاب منه التي تصاحبه من الام شديدة بالمفاصل وتشنجات في عضلات البطن والتقيؤ والاسهال وضيق التنفس والامتناع الكامل عن النوم لمدة ايام مما يجعل معه العودة الى التعاطي ليس حبا بمادة الهيروين ، انما دفعا وتخلصا من الالام المصاحبة للانسحاب " كما يفسر الدكتور العناني اسباب عودة المتعاطي للادمان بعد العلاج .

يخضع المدمن وفقا للعناني لبرامج علاجية متخصصة ، تتمثل في تعويض المدمن عن المادة المتعاطاة بالادوية البديلة لمدة اسبوعين لتساعده في تخفيف اثار الانسحاب من التعاطي والتخلص من الادمان ، ومن ثم قطع الادوية لتبدأ بعدها مرحلة اعادة التأهيل النفسي .

هذه السيدة المدمنة واحدة من بين الذين تلقوا العلاج بالمركز الذي يتعامل مع الذين يتم تأهيلهم للتخلص من الادمان بسرية تامة حفاظا على خصوصية العلاج وتشجيعهم على الاقلاع عن هذه الافة التي تصاحبها انتكاسات عديدة .

تعتبر هذه السيدة من بين 65 امرأة من جنسيات مختلفة ادمن على اصناف مختلفة من المخدرات , وراجعن مراكز علاج الادمان بالمملكة خلال العام الماضي ،حسب رئيس قسم مكافحة مخدرات العاصمة بمديرية الامن العام المقدم عماد الشواورة .

نجح المركز الذي تأسس عام 2001 بسعة 60 سريرا منها عشرة اسرة للاناث في شفاء عدد كبير من المدمنين للتخلص من الادمان اذ تبلغ نسبة الشفاء بين المتعاطين بالاردن اعلى بسبع درجات عن الدرجات العالمية حسب سجلات المركز والاحصائيات العالمية .

بعد خمسة عشر عاما من تعاطي ابرة الهيروين شبهت السيدة المدمنة من خلال اللوحة حالة المدمن الذي يستسلم للادمان بالاسير الذي يقيد بالسلاسل الحديدية ، وهو شبه عار وملابسه المتبقية عليه ممزقة ويعيش في صحراء قاحلة في دلالة على الحالة "المزرية" التي يصل اليها من يستسلم للادمان ويخسر جراءها امواله التي ينفقها على شراء المادة المخدرة والرغبة والقدرة على العمل مما يضعف دخله وينعكس على حالته الاقتصادية .

ويظهر المدمن وعيونه غائرة تكاد تختفي من وجهه ويحيطها السواد من قلة النوم وجسده هزيل متراخ نحيف تبرز فيه عظامه التي هي اشبه بالهيكل العظمي وشكله اقرب "للمسخ " ويخلو رأسه وجسده من الشعر .

وتصف "المدمنة" من خلال اللوحة حياة المدمن بالعيش في واد سحيق مليء بالحجارة يفصله عن الحياة الجميلة المليئة بالاشجار التي تعني استمرار وتجدد الحياة ، ويبعده الادمان مسافة كبيرة بينه وبين الشمس المحاطة بالغيوم لتحجب ضوءها عنه وتجعل حياته مغرقة بالسوداوية .

في كل مرة تعود فيها "المدمنة" الى المركز لمساعدتها في التخلص من ادمانها بعد انتكاسها وعودتها للادمان ، تقف امام اللوحة التي رسمتها بنفسها كتعبير عن حالة ادمانها لتتأملها مليا ، وتأخذ وقتا قبل ان تعلق بقولها " ادرك تماما حقيقة الادمان , والى اين سيأخذني , لكن هذا هو الادمان ، والا لما سمي بذلك" .

 ( بترا)



تعليقات القراء

قيس
مجهود رائع يا اخت سهير للامام لمزيد من التوعيه بهذه الظواهر السلبية في مجتمعنا
26-01-2009 11:21 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات