اليوم وبعد نشرة الاخبار يخرج الينا الراصد الجوي وهو يرتدي بدلته الأنيقة وربطة عنق غاية في الجمال ليخبرنا ان هنالك منخفض جوي من أصل قطبي سيعبر البلاد في ساعات المساء لتتساقط الثلوج بكثافة خاصة على المرتفعات الجبلية محذرا المواطنين من الخروج من المنازل الا للضروره القصوى .... الابناء فرحوا بقدوم الزائر الجديد وأبنتي قررت تأجيل الدراسة على الامتحان كون غدا عطله بعد ان حصلت على موافتي الشفهيه وجاء الغد على غير العاده الجو مشمس والطلاب خرجت للمدارس وأبنتي نظرت اليه نظره حارقة يشوبها الشك والانكسار .... الراصد الجوي ظهر على الشاشة يعلن ان المنخفض قد تحرك بفعل الرياح الشديده التي غيرت مساره ولم يقدم اعتذار حتى لأبنتي الصغيره التي خسرت الامتحان .

ابو مروان رجل متزن هادىء لايعرف الا بيته والمسجد لايحفظ في هذه الحياه الا مثلا واحد الحيط الحيط ويالله الستيره لكن قوات الأمن تحاصر منزله وتجره امام الجيران ثم يقذف في سيارة الشرطه والجيران اطلقوا العنان لخيالهم العريض وذمتهم الواسعه منهم من أكد ان ابو مروان له اجنده خارجية تمس أمن الوطن ومنهم من نفى ذلك وأكد انها جريمة اغتصاب رغم ان جارنا جاوز الستين وبعد يومين يفرج عن الرجل لعدم تطابق الاسماء ولم يقدم له اعتذار او رد اعتبار .

طلبت من زوجتي ان تعمل لي منسف فطلبت مني ان احضر كل المستلزمات وبعد عناء طويل جلست على المائده لأكتشف انها مقلوبة وعندما استنكرت هذه الجريمه الشنعاء صرخت في وجهي وقالت احمد ربك على المقلوبه بكفيش انك ناسي تحضر بقدونس وبدك منسف
سياسي بارز في بلدنا الحبيب يعلن ان الاقتصاد الاردني في غرفة الانعاش مما ترتب على هذا التصريح هروب المستثمرين وترجع الاقتصاد الى منحنى صعب وبعد أيام يؤكد للصحافه انه يعني ما يقول ولكنه قصد ان الاقتصاد ينتعش اي يستعيد عافيته ونشاطه .

الدوله هذا العام ادركت حاجتنا لزراعة القمح وقررت تشجيع المزارعين لزراعة هذا المحصول كما وعدت بتوزيع نوعيه محسنه ذات جوده عالية وبسعر تشجيعي ألامطار هطلت والمزارعين انتظروا الحبوب المحسنه وطالبوا الوزاره اكثر من مره ثم قدموا شكوى بحق الوزاره لضياع الموسم لكن وزير الزرعة المظفر أكد اننا دولة مؤسسات وتحكمنا قوانين وأنظمة وهناك اجراءات روتينية يجب ان تمر بها عملية توزيع الحبوب .. ولم يعتذر .

وزير البلديات السابق قرر دمج المجالس البلدية وأثبت ان هذا القرار يساعد البلديات في تخطي ديونها وجعلها قادره على النهوض بمستوى الخدمات التي تقدمها للمواطنين ثم تعاقبت الوزارات التي تثني وتمجد هذا القرار ورغم مطالبات النواب المتكرره والمتعاقبة التي تؤكد فشل هذا القرار والعوده عنه الا ان الدولة ضربت هذه المطالبات عرض الحائط لرؤيتها الثاقبة التي تختلف عن رؤيتنا الضيقة لكنها اليوم وبدون مبررات تعود عن قرارها وتفك دمج البلديات ودون تبرير او اعتذار
باختصار لا أحد يعتذر ..... لا أحد يخطىء ...... انها شوربة .... والشوربة متاح فيها كل شيء