بين شباب الإخوان .. وشباب "كلنا الأردن"


لماذا قامت الدنيا ولم تقعد على استعراض شباب الأخوان في شوارع عمان يوم الجمعة الماضية ؟ ، وكأن من قدم إعتراضه لايعلم أن هذه الحركة لها من العمر ما يفوق عمر أية حكومة أردنية وأي فترة حكم سياسي للبلد ، وفي نفس الوقت تمتلك هذه الحركة أنظمة داخلية وقوانين تضبط علاقة أفرادها ببعضهم البعض وعلاقتهم مع المجتمع ومع الدولة .
وعلى مستوى العلاقة بينهم تجد أن هناك تسلسل تنظيمي ويقوم على قاعدة الانتخاب والقدرة على العطاء وإحترام تاريخ من سبق في العمل السياسي ، وعلى مستوى علاقتهم بالمجتمع هناك مجموعة من الأذرع الخدماتيه من خلال مؤسسات وجميعيات خيرية تقود الطبقة الفقيرة من المجتمع نحو الايمان بمبادىء هذه الحركة ، وهي مبادىء تنبع من الدين الإسلامي وهو دين ليس بغريب عن المواطن وعقيدته الاسلامية ، وعلى مستوي العلاقة مع الحكم فهي حركة أخذت الأمان منذ الخمسينيات من النظام الملكي وبقيت تعمل في العلن حتى ايام الاحكام العرفية ، وإستطاعت هذه الحركة أن تتقولب وتتشكل على مر التاريخ السياسي الأردني كما يريد النظام وكما تريد هي دون المساس بمبادئها الأساسية .
وعن علاقة حركة الأخوان بتركيبة المجتمع الأردني من حيث الأصول والمنابت وتنوعها إستطاعت هذه الحركة أن تذوب الكل في بوتقة الدين وإن مالت أحيانا إلى إختيار قيادات لها تمثل الثقل العشائري والمناطقي على حساب جزء من مبدأ المساواة مقابل الحصول على قاعدة شعبية عريضة من الأغلبية الصامته في البلد .
ومن ناحية الجانب الإقتصادي علينا أن لاننسى حجم المشاريع المالية التي تديرها هذه الحركة من خلال جمعية المركز الإسلامي وسيطرتها على قطاع واسع من التعليم والمستشفيات والجمعيات الخيرية ، ووصل بها الحد إلى الدخول على قطاع البنوك وقطاع التعليم العالي ، وبذلك حققت تلك الحركة لنفسها إستقلال ماليا عجزت عنه بقية التيارات والحركات الوطنية الأخرى وأصبحت صاحبة قرارها بنفسها وليست بحاجة لأي تمويل سواء حكومي أو خارجي تستند إليه كي تبقى .
وفي الجانب الأخر هناك هيئة شباب كلنا الأردن والتي تعتبر الذراع الشبابي لمبادرة الملك كلنا الأردن ، فعلى صعيد التنظيم تحرص هذه الحركة ومن خلال الفعاليات السياسية والشعبية التي تشارك بها أن تبرز الدور التنظيمي لأفرادها وخصوصا الشباب ومن خلال إلباسهم لباس الكشافة المدرسية أو اللباس المدني الموحد مع وضع باجات على صدورهم تمثل الجهة التي يرجعون لها ، وهنا هذه الباجات لاتختلف عن عصبات الرأس التي لبسها شباب الأخوان يوم الجمعة وقامت الدنيا ولم تقعد لأجلها .
وعن علاقة ذلك الذراع الشبابي من مبادرة الملك كلنا الأردن بالنظام وبالمجتمع وبالسياسة فهي كالتالي . إن علاقتها مع النظام علاقة تكاملية كونها خرجت من رحم القصر وجهاز المخابرات وهي بالتالي تأخذ الصفة الحكومية في كافة قراراتها ويؤدي ذلك الى إجبار كافة الجهات الحكومية والخاصة أن تقوم بالتعاون معها في كافة الفعاليات التي تقوم بها ، وليس هناك مكان ممنوع على هذه الهيئة أن تقوم ومن خلاله بتقديم فعالياتها ، وقد تأثرت العلاقة بين أعضاء هذه الهيئة من الشباب بالطريقة المخابراتية والشخصية والمصالحية التي تتحكم وتقود هذه الحركة واصبحوا يتخذون من قوة الجهاز الأمني الذي خلفهم وسيلة للضغط وتشكيل التكلات داخل الجامعات ومراكز الشباب وغيرها من الأنشطة الشبابية .
وعن علاقتها بالمجتمع نجد أن تلك الهيئة قد خرجت وهنا بالذات عن الهدف الملكي الذي وضع لها وهو خلق جيل من الشباب يؤمن بالمساواة والديمقراطية وبحق العيش الكريم لهم وللجيل القادم ، بأن قامت العديد من الجهات الأمنية بالتغول على صلاحيات هذه الهيئة وبدأت تجير اتجاهات هذه الهيئة لمصالحها العشائرية والمناطقية للحد الذي أجبر العديد من اعضاء هذه الهيئة من الشباب على الخروج منها وإعلانهم أنهم لن يستطيعوا البقاء داخل جحر الدبابير هذا .
وفي الجانب الاقتصادي نجد أن هذه الهيئة تحصل على تمويلها من الحكومة ومن خلال مصاريف مبادرة جلالة الملك ، وهي توفر لهذه الهيئة البنية التحتية كالمقرات ووسائل النقل ووسائل الاتصال المختلفة ومن خلال مراكز الشباب التابعة للمجلس الاعلى للشباب سابقا ، ولايعلم أحد من هي الجهة صاحبة الصفة الرقابية والتفتيشية على ميزانية وحسابات هذه الهيئة ومن أي بند من بنود الميزانية يتم الصرف عليها .
وعن علاقة هذه الهيئة بالسياسة فلقد قامت هذه الهيئة بخطوة وصفت بالغبية والقاتله في نفس الوقت ، وذلك عندما قامت هذه الهيئة بالإعلان عن إحدى فعالياتها ومن خلال لوحات إعلانية مجهولة النسب وضعت في كل شوارع المملكة واتخذت من كلمة سلاح شعار لها ( سلاحنا هو إصلاحنا ) وبهذه الكلمة تم التدليل وبلا شك فيه على أن من يحرك تلك الهيئة هي جهة ذات صفة أمنية وبعيدة عن حراك الشارع الأردني بكل أطيافه وتنوعه ، وتلك الفعاليه تمثلت بالتجمع الشبعي المنقطع النظير من حيث توفر البنى التحيحية له من وسائل نقل ولوحات وشعارات صيغة بلغة قتالية ، وسمح لها ومن خلال نفوذها الأمني بالتجمع في حدائق الماك حسين وتم توفير كافة خدمات التلفزيون الأردني من معلقين ومعدات نقل مباشر على شاشة التلفزيون الأردني ، وكل ذلك ردا على تجمع شبابي لإعادة احياء ذكرى 24 أذار على دوار الداخلية الذي يعلم الجميع ما حدث به .
وفي الجانب الأخر من العلاقة السياسية بين هذه الهيئة والنظام تبين للكثيرين من أهل العقل والبصيرة في الدولة أن هذه الهيئة أصبحت تمثل ذراعا شبابي لمجموعة من الجهات الأمنية تتشابه مع الأذرع الشبابية للأنظمة اليسارية في بعض دول أوربا الشرقية والوطن العربي مما حدى بهم إلى لفت انتباه القيادة لذلك ، وإظطرت القيادة وهي صاحبة الفكرة إلى الإشارة أكثر من مرة ومن خلال خطاباتها إلى ضرورة التوقف عن فرض سيطرة الأجهزة الأمنية على حراك الشارع والحرص على بقاء الهدف من وراء وجود هذه الهيئة صافيا وبعيد عن أية تدخلات أمنية ذات صفة مخابراتيه وعشائرية ومناطقية وهو ما يخالف الهدف الأسمى لفكرة أنشاء هذا الذراع الشباب من المباردة الملكية .
وبعد هذه المقارنات بين شباب الأخوان وشباب هيئة شباب كلنا الأردن أتمنى أن يتم قراءة هذه المقال بنوع من العقلانية والمنطق وبعيدا عن أية محاولة لإساءة الفهم لأنني في النهاية مواطن لا ناقة لي عند الاخوان أو هيئة شباب كلنا الأردن ولا جمل ، ولكنه يعز علي أن تجيير كل مبادرة ملكية كريمة لمصالح شخصية بحتة وتفقد هدفها ونقف بعد سنوات نندب حظنا السيء لأننا لم نفهم الرسالة الملكية كما يجب .



تعليقات القراء

صالح
بارك الله بك أستاذ أحمد هذه الحقائق يعمى عنها الكثيرون من الناس إما لجهل أو مصلحة. فالحركة الإسلامية حركة وطنية لم ولن تعمل ضد أهلها وأبناء وطنها.
04-01-2012 05:26 AM
هذلول
الكاتب الكريم

(لأنني في النهاية مواطن لا ناقة لي عند الاخوان أو هيئة شباب كلنا الأردن ولا جمل ، )

اذا كان الامر كذلك

لم المقال؟

و الشكر العظيم لجراسا
04-01-2012 09:14 AM
حفظ الله شباب الاردن هيئة واخوان
الولاء والانتماء خط احمر عند كل اردني والمطالبة بالاصلاح لا دخل لها بالولاء والانتماء ولا تمس روح الوطنية هي كأبن يطلب من والده ان يزيد له مصروفه وان يشتري له ملابس جديدة وان يسكنه في بيت جيد فاذا طلب الابن من ابيه هذا فهل يعني ان الابن كفر بأبوته وخرج عن طوعه لا طبعا هي مطالب من ابناء الشعب لولي امرهم جلالةالملك والحكومة ولان سنوات مرت دون الاستماع الى المطالب فقد خرجوا وصرخوا بها فكانت النتيجة ان نكتشف ان الملك والشعب في صف واحد والحكومات والنواب واصحاب المصالح الشخصية في صف اخر، وهيئة شباب كلنا الاردن دون ان تشعر واؤكد هنا دون ان تشعر انحرفت قليلا عن مسارها وعن الهدف الذي ارادها لاجله جلالة الملك حالها حال سكن كريم ففي النهاية اخوان او هيئة نحن اردنيون ولا داع لاستغلال هؤلاء الشباب للمزايدة على مصالح البعض الشخصية ما دام ان الولاء والانتماء خط احمر مهما اختلفت الاراء والخلاف لا يفسد للود قضية
04-01-2012 09:32 AM
سعد
سيدي الكاتب هذه الاجهزة لا تريد الشاب المنتج الذي يخدم وطنه وينتج من العمل المشروع تريد الشاب الذي ينفق من جيوبنا ولذلك تراجع الوطن وظهر الفساد واكل الناس من ... صرفت مبالغ كبيرة على مراكز شباب كلنا الاردن ولم نلمس اي فايدة على المجتمع
04-01-2012 10:58 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات