حصاد الأردن عام 2011 ؟


لو قمنا بدراسة بسيطة تقوم على حساب تكرارات كلمة فساد في الخطاب الرسمي والخطابي الشعبي ومن خلال جميع وسائل الإعلام الأردنية سواء الورقية أو الإذاعية أو التلفزيونية أو الإلكترونية خلال عام 2011، لعرفنا حجم الفساد الموجود في الثقافة الشعبية اليومية الأردنيةعام 2011
ولكن إذا رغبنا في بدراسة فئات هذا الفساد في وسائل الإعلام لوجدنا أن الفئة الغالبة على التكرارات هي فئة الفساد المالي ، ونجد هذا ما يمثل المقتل في الثقافة الشعبية الأردنية وخصوصا أنها ثقافة البحث عن لقمة العيش في وقت يعصب به إيجاده وبالقليل من الكرامة .
وقد نجد أن أقل فئات الفساد تكرار في هذه الدراسة هي فئة الفساد الإداري والوظيفي ،وهنا دعونا نقف قليلا ونرجع الأمور الى نصابها الطبيعي لأنه ليس بسرقة المال العام ( الكاش ) يتمثل الفساد بل أنه يتمثل في القدرة على التلاعب بالإدارة لأي مؤسسة حكومية بغية تحقيق منفعة مالية تؤدي في النهاية الى حالة من الفساد يحلم المواطن أن يسمع أنها قمعت وتم وأدها .
وفي أية دراسة وإن كانت غيرعلمية يكون الهدف معرفة الظاهرة المراد دراستها ومدى إنتشارها في مجتمع الدراسة كي يتسنى للناس أن يشعروا بها وتصبح حقيقة واقعة ومبحوثة ويخرج منها نتائج تؤدي بالنهاية إلى تعميمها .
وإذا تتبعنا تلك التكرارت في الحديث الشفهي وبعيدا التكرار في وسائل الإعلام لوجدنا أن فئة الفساد الإداري هي الأكثر تكرار والأكثر إهمالا من قبل الجهات ذات العلاقة لأن هذه الجهات تطالب بالتوثيق لكل حالة فساد ، ولكن المواطن ليس بحاجة لتوثيق لأنه يشاهد بأم عينه حجم الفساد الممارس وبشكل يومي من خلال مرجعته لأي دائرة حكومية .
لأن الثقافة الشعبية لايعنيها أن هناك فساد مالي قد تم إكتشافه والإعلان عنه لأنها تكون متيقنة من الفساد الإداري الذي سمح لهؤلاء الاشخاص بممارسة الفساد المالي وتم كشفهم هو نفسه النظام الأداري الذي سيسمح لغيرهم بممارسة الفساد المالي سواء تم كشفه بعد سنة أو أكثر ، وبهذه الحالة من الفساد الإداري المشاهد من قبل هذا المواطن تتأكد له حقيقة واحدة أن الفساد باق ولكن الاشخاص هم الذين يتقلبون عليه ذات اليمين وذات الشمال ، ويبقى هو المواطن نفسه الغير متقلب ولكن المواطن نفسه الذي تقلب عليه الفساد لسنوات عديدة .
وفي الختام وإذا قمنا بسؤال هذه المواطن عن أوجه الإختلاف ما بين فساد عام 2011 وفساد عام 2012 القادم سيجيب وبكل هدوء أن الفساد هو الفساد حتى وإن وصلنا للعام 2050 وهو نفسه سيبقى مواطن يشاهد ويفسد على حسابه ولكن المتغير الوحيد هو الاشخاص الذين يمارسون هذا الفساد ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات