وصية على قبر أردني


أيها الأردني المار من هنا ... كما أنك مكشر الآن .. كنت مكشر أنا .. وكما أنني أرهقت بدفع الضرائب .. فسترهق بدفعها أنت !
وكما أن الأحفاد والأبناء يحكمونك الآن ... كان أجدادهم يحكمونني أنا .. وكما تورثوا حكوماتي .. فسيتوارثون حكوماتك !
وكما أنه محكوم عليك أكل الفلافل والحمص ... كان محكوم علي أكلها .. وكما أنني أكلت الأطعمة الفاسدة .. فستأكلها أنت !
وكما أنك لم تشرب مياه الديسي ... لم أشربها أنا .. وكما تاجروا بحوضه وأراضيه زمني .. فسيستمرون بتجارته زمانك أنت !
وكما أنك تصفق وتزحج وتعيّش الآن ... كنت أُزحج وأصفق وأعيّش أنا .. وكما أُرغمت على تقديم الولاء .. فسترغم على تقديمه أنت !
وكما ستموت نتيجة خطاء طبي أو حادث سيارة ... مت أنا .. وكما ضاع بفنجان القهوة حقي ... سيضيع بفنجان القهوة حقك !
وكما تُعاني سيارتك من الحفر والمطبات ... عانى حماري من الحفر ووعر الطرق .. وكما نُهبت بلدياتي ومجالسي القروية .. فستنهب أمانة عمان وبلدياتك أنت !
وكما يسرقون مصفاة بترولك الآن ... سرقوا كاز فانوسي وببوري .. وكما كُويت بغلاء الأسعار .. فستكوى بغلائها أنت !
وكما استولوا على أرضك الآن ... استولوا على واجهاتنا العشائرية .. وكما نهبوا أثار أجدادي ... فسينهبون ارثي وحضارتي التي أبقيتها لك

*****
أيها الأردني الباقي حتى تقرأ كلماتي هذه ... لقد عشت في زماني حكم الأسياد للأسياد ... أما زمانك فستعيشه حكم الأسياد للعبيد !
لقد بقيت في ظل حكومة واحدة لها الولاية العامة ... أما أنت فسيكون لك ثلاث حكومات، ليس للأصلية منها أية ولاية !
لقد سكنت في بيت الطين وبيت الشعر سكن كريم ... أما أنت فسيغتصب منك (سكن كريم) وتكون بلا مأوى !
لقد ظللنا نأكل المنسف باللحم ... أما أنت فستأكل المنسف بالدجاج وربما بغير اللحم !
لقد احتفلت في عرسي بالهجيني والسامر والربابة والشبابة ... أما عرسك فسيفرض عليك الاحتفال به بالتانجو والسلو والسلسة !
لقد ظل اليهودي عدوي دوماً ... أما أنت فسيفرض عليك صداقة اليهود صداقة رسمية !
لقد كان في زماني وراء كل رجل عظيم امرأة، من مثل وضحى وصبحا وعيشة ومزنه ... أما زمانك فسيكون وراء كل رجل واصل واسطة، وستأكل وتشرب بالواسطة، وتعالج وتعلم وتوظف بالواسطة !
إن للأردن هوية وثقافة كهوية أي شعب ودولة ... لكن في زمانك سيعمل على طمس الهوية الأردنية وتعيش بهويات ولهجات عدة .. وستباع الجنسية الأردنية كما يباع الزعفران عند العطار !

*****
أي بني: .... سيحدثونك يوماً عن الخصخصة ... إياك أن تصمت على هذه اللصلصة .. فقد حافظت على إرثنا وحضارتنا حتى أوصلتها لك .. فحذار أن يبيعوا فوسفاتك وبوتاسك ويورانيومك ونفطك وأثارك .. واللطيمة اللطيمة عليك؛ إن ذهب تراث أجدادك الأنباط والعمونيين والموأبيين والأدوميين والحشبونيين.

أي بني: .... إن العشيرة مشيئة الله في البشر، حين قال: "وجعلناكم شعوبا وقبائل" ولها قدسيتها .. فحفظها وصنها .... ولكن إياك أن يمتهنوا عشيرتك ويحولوها لحامية للفاسدين والمجرمين وعائقا في وجه القانون والنظام ... ولتعلم أن زعماء عشائرك مثل راشد الخزاعي الفريحات وماجد العدوان وحسين الطروانة، هم من كانوا يؤسسون الأحزاب ويشتركون بها، ويصنعون الثورات .. ولتعلم أن برلمان عام 1956 كان من أبناء الأحزاب، والذين هم أصلا أبناء عشائر .. فلا تنخدع بمن يريدون جعل العشيرة نداً للحزب.

أي بني: .... لقد حباك الله بفلسطين شقيقة لك، وتحررت من أرضك مرات ومرات، ولم تكن الضفة الشرقية يوما إلا توأما للضفة الغربية ... فاحذر من شق صفك ومعاداة اهلك، من أجل أن يبقى الطغاة متسيدين على فرقتكم .. ولا تنسى أن تحريرها القادم من أرضك ونهرك.

أي بني: .... لم يكن الأردن يوما ممرا للقوافل إلا من ضمن حضارات وشعوب ودول ... فلا تصدقن من يقول أن الأردن كان ممرا للقوافل فحسب ! وأن أهله كانوا عشائر متفرقة في الصحراء .. من أجل أن يُظهر أنه من صنع الأردن وشعبه.

*****
أيها الأردني المار من هنا ... كما أنك تحارب الفساد الآن كنت أحاربه أنا ... وكما أنا الآن ستكون أنت ... فامضي للمطالبة بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين دون خوف أو وجل .. لأنك فان.

Ebnalss7raa@hotmail.com
___________________________________________________
* الوصية السابقة افتراضية مستوحاة من وصية مكتوبة على أحد القبور الرومانية في مدينة أم قيس (جدارا) تنسب كلماتها للشاعر الروماني (ارابيوس) ونصها: " أيها المار من هنا، كما أنت الآن كنت أنا، وكما أنا الآن ستكون أنت، فتمتع بالحياة لأنك فان".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات