الاستقلال للدول المستقلة


وإن كانت للدول الاستعمارية مصلحة في إثارة الفوضى في الوطن العربي وتشفي الفوضى غليلها ويشبع الربيع العربي غرائزها ، أن لنا نحن الشعوب العربية مصلحة أيضا وربما مصلحتنا برغم الخسائر الفادحة تغلب مصالح الاستعمار.المواطن على امتداد مساحة الوطن العربي التفت لتفقد رجولته في من ذكوريته المشهد العراقي في هدم أخر حصن للدفاع عن القومية العربية في عاصمة الخلافة الإسلامية على يد جيش الاحتلال الأمريكي والمجوس بتسهيلات من أعوانهم العرب ، و اغتيال الزعيم العربي صدام حسين الوحيد الذي وجد فيه غالبية العرب من حقق طموحاتهم بقدر ما استطاع إليه سبيلا على يد المجوس بطريقة ترفضها كل الأعراف الإنسانية ، وفي المشهد اللبناني قدرات حزب راهنت كل الزعامات العربية على انه ( مغامر ) إلا انه تصدى للأقاويل الهابطة ولقن الاحتلال الصهيوني درساً بإرادة الإنسان العربي عندما يقرر أن ينتصر وفي المشهد الفلسطيني يضع جيش الاحتلال كل ثقله العسكري في حرب إبادة جماعية طالت الزرع والضرع في قطاع غزة ولم يتجاوز الموقف العربي بضع إدانات أطلقت بشكل خجول من جامعة الدول العربي لا تغني العزل في غزة ولا تضر .
وبفعل سهولة الاتصال العربي العربي الذي كان حكراً على الأنظمة وأدواتها وتخضع لرقابتها وتوفر أجهزة التصوير في جيوب المواطنين العرب وتمرد الإعلام الالكتروني على محاولات الرقابة عليه وتسخير المواطن العربي للتكنولوجيا في التواصل وفضح جرائم حقوق الإنسان العربي وفساد الأنظمة التي اركنت في طغيانها واستبداد شعوبها وعلى أدواتها الامنيه التي عاثت فساداً في نفس المواطن العربي وكرامته وحريته ؟.
جاءت التجربة التونسية تداهم من غفلوا عن إرادة الإنسان العربي من تونس الخضراء المدللة التي يحكمها طاغية جير تونس بكل مقوماتها لمصالحه الخاصة واستعبد شعبها الذي انتفض وسطر أسمى البطولات حتى نال حريته ورمم موطنه والتأم جرحه ونهض بانتخابات أفرزت رئيس يناجي فلسطين في بيانه الرئاسي في مجلس الشعب ويقف ممثلي الشعب والحكومة إكراما لتوجهاته وبيانه الذي يحقق جزءا من طموحاتهم .
في مصر الأمة نعم هكذا تعلمنا إذا تحركت مصر تحرك العرب وان تخاذلت مصر خذلت العرب في مصر لبى المصريين النداء وخرج الملايين يطالبون برئيس صال وجال في خدمة العدو وقوت الشعب وحرياتهم بالتنحي ورغم كل محاولات الإنقاذ تخلى عنه أسياده الذي طوع كل شيء في مصر لخدمتهم وانتصر المصريين وطهروا المباني المصرية من دنس علم الصهيونية ورفرفت عشرات ألاف الأعلام الفلسطينية فوق رؤوس المصريين الذين ينادون بالزحف لتحرير فلسطين وافشل المصريين كل محاولات بقايا النظام بإثارة الفتن وتقسيم مصر والتجربة ذاتها في ليبيا واليمن وسوريا وبالطريق يتهيأ الشعب العربي في ( خليج عدم الانحياز إلا لإرادة أمريكا ) .
تجربة العراق تختلف عن التجارب فالعرق احتله جيش أمريكا وسلمه للمخابرات الفرس الذي فشلوا بالسيطرة عليه دون تقسيمه لمناطق نفوذ مع شركاء المصالح . كان يخيفنا استمرار الفوضى في تونس ومصر واليمن إلا أن الترميم التدريجي والحفاظ على وحدة الأقطار بعد خلع أنظمتها يؤكد أن حجم تدخل الغرب بالربيع العربي يتجسد بمحاولة ركوب الموجة والعمل على استمرار الفوضى واستنزاف أرصدة الدول والأنظمة وبث الفتن في مسعى لتقسيم الأقطار لمناطق نفوذ باستخدام بقايا أدوات الأنظمة المخلوعة .
يد الغرب في الربيع العربي ممدودة وبصماته واضحة في جني بعض الثمار لكنها تتخبط ولا تستوعب ما يدور ويفشل محاولاته بإثارة الفتن والتقسيم وتفشل دسائسه والمسافة للحرية باتت اقرب وحرية الشعوب في أقطارها العربية تختزل المسافة والزمن في الطريق إلى القدس وإرادة الجماهير هي الأغلب . فقد كانت أقطارنا العربية مستباحة للسفارات الأمريكية التي حكمتها عبر الأنظمة واليوم بدأت الدول تنعم باستقلالها ولا نملك بغير السعي للحرية والاستقلال ما نخسره




تعليقات القراء

هذلول
الكاتب الكريم
لنهتف معا
لا استقلال ولا استعمار
فليسقط واحد من فوق
(هذا ما رددته الجماهير في الستينات و السبعينات من القرن المنصرم,صدق او لا تصدق)
مع تحياتي
02-01-2012 10:56 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات