لا أحد يستطيع أن ينكر أن في سوريا يستشري الفساد مثلها مثل باقي الدول العربية , لا بل مثل العديد من دول العالم وخاصة دول العالم الثالث . وحتى كثيرا ما نقرأ ونسمع عن الفساد في دول غنيه ودول كبرى كفرنسا وبريطانيا وفي أميركا نفسها , الم تجري محاكمة جاك شيراك رئيس جمهورية فرنسا السابق قبل أيام فقط , وصدر عليه الحكم بالسجن لمدة سنتين أوليس مطلب من مطالب الجماهير الأردنية في المظاهرات والمسيرات والإعتصامات وهو مطلب رئيسي يطالب بمحاكمة الفاسدين الذين نهبوا المال العام واستخدموا أساليب الاحتيال والغش في سبيل الحصول على المال وفي بيع العديد من المؤسسات والمصالح العامة وقبضوا من وراء ذلك مبالغ طائلة , وها نحن نقرأ استدعاء الكثير من المسؤولين السابقين للتحقيق معهم حول قضايا الفساد إضافة للقضية المطروحة أمام المحاكم حول هذا الموضوع .
أوليس مطروحا في مجلس النواب الكويتي الآن البحث في مسألة رشاوى تقدمها دولة قطر بالملايين لبعض النواب الكويتيين كما يثار أيضا في البرلمان الكويتي يتهم فيها بعض النواب الحكومة الكويتية لما تقدمه من رشاوى بالملايين لبعض النواب لضمان كسب ثقتهم بالحكومة .
غير ان هناك قناعة كبيرة بان القيادة السورية جادة في العمل لإصلاح الأوضاع ومحاربة هذه الظواهر في بلادها والقضاء ليس على الفساد والرشوة فقط بل من اجل تحقيق الإصلاحات في مجال الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الإنسان والقضاء على كل أشكال الكبت والقمع وأساليب الحكم الشمولي والتسلط وترسيخ قواعد الديمقراطية والحرية والمجتمع المدني .
لقد بدأت القيادة السورية في إجراء العديد من الخطوات لإزالة كل السلبيات وكل أشكال الفساد وقامت بسن العديد من القوانين التي تضمن مشاركة الشعب بحرية في إدارة شؤون بلاده بما في ذلك النية الصادقة في وضع دستور جديد للبلاد يلبي تطلعات وطموحات الشعب ويضمن سيطرته على كل مناحي الحياة وقد شكلت لجنة من خبراء وشخصيات وطنية فيها عدد من الشخصيات الوطنية المعارضة وهي الآن منهمكة على انجاز هذه المهمة بهمة عالية .
غير أن الدول الاستعمارية التي تضع كل ثقلها الآن مع حليفها إسرائيل وتشاركها في ذلك مع الأسف الشديد بعض الدول العربية وتركيا وتعلن بشكل مكشوف وصريح عن مشاركتها في ما يجري في سوريا من اجل قلب نظام الحكم وليس من اجل إيجاد الحرية والديمقراطية للشعب السوري , فتقدم الملاين من الدولارات وأطنان الأسلحة والمتفجرات وترسل الإرهابيين من عناصر القاعدة والمرتزقة عبر الحدود مع تركيا ولبنان وقد حاولوا إرسال أعداد من هؤلاء عبر الحدود الأردنية مع سوريا غير أن الجيش الأردني منعهم من الوصول للأراضي السورية وأرغمهم على العودة إلى مصر .
إن المطلوب هو القضاء على سياسة الممانعة والرافضة لمخططات الامبريالية في المنطقة والمتمثلة في الموقف السوري الذي يرفض مخططاتهم لإخضاع المنطقة وجعلها تحت سيطرت إسرائيل الوكيل المعتمد للدول الغربية وخاصة لأميركا من اجل نهب خيراتها وإخضاع شعوبها .
كما إن الأعمال العدائية في الدول الاستعمارية والأنظمة العميلة على الدول المستقلة والتي ترفض الخضوع لمشيئة المستعمرين لاتقتصر فقط على الأعمال العسكرية فقد أصبح الإعلام أداة مهمة في الحرب على هذه الدول , وها نحن نشاهد بعض المحطات الفضائية كقناة الجزيرة والعربية وغيرها تعلن حربا إعلامية فتشوه الحقائق ولا تتورع عن الكذب والافتراء والتلفيق ونشر الأضاليل عن كل ما يجرى في سوريا فتنشر مثلا خبرا عن مقتل فلان على يد الأمن السوري ويتبين أن هذا الشخص المذكور حي يرزق ولم يعترضه احد وبالأمس فقط أعلنت الجزيرة خبرا كاذبا بان الأمن السوري اقتحم حرم الجامعة وقتل وجرح عدد من الطلاب وحقيقة الأمر أن طالبا يبدو انه ينتمي إلى جماعة من الجماعات المتعصبة أقدم على إطلاق النار من مسدس حربي على عدد من زملائه ولاذ بالفرار وعندما تدعي هذه المحطات أن الأمن السوري قام بالهجوم على المتظاهرين وعن وقوع قتلى وجرحا من بين المتظاهرين ولكن المشاهد الذي يتابع هذه المحطات يرى المتظاهرين وهم يشكلون حلقات ويرقصون ويهتفون ونسمع هتافاتهم التي تذيعها هذه المحطات وتطالب بإسقاط النظام والمطالبة بإعدام الرئيس بشار الأسد وتطالب بالتدخل الأجنبي بحجة حماية المتظاهرين ونشاهد يد احد موظفي هذه المحطات يمد يده بورقة مكتوب عليها شعار معادي للنظام وتاريخ اليوم واسم بلدة من بلدات سوريا وغير ذلك , لتظهر مع الصورة الجثث من المتظاهرين ولم نشاهد مرة واحده الهجوم المزعوم الذي يقوم به الأمن السوري على هذه المظاهرات وإنما نراهم مستمرين في رقصاتهم وحلقات الدبكه , وحتى من بين المتظاهرين من يحمل أبنه على كتفيه , دون أي خوف من هجمات من الأمن أوالجيش السوري كما تدعي هذه المحطات , وكثيرا ما نشاهد بعض الإرهابيين الذين القي القبض عليهم يدلون باعترافاتهم كيف طلب منهم أن يطلقوا النار على المظاهرات وبعضهم يلبس ملابس الجنود وبعضهم يعترف بأنه يزود الجزيرة بإخبار كاذبة ويتلقى مبالغ مالية مقابل ذلك .
إن المعارضة الوطنية التي تطالب بالإسراع في خطوات الإصلاح , أو في تشكيل حكومة وحدة وطنية وهذه مطالب حقه على طريق الإصلاح الشامل يجدر بكل المخلصين في سوريا دعمها وتحقيقها , أما أولئك المعارضه التي تجمع عدداً من السورين المقيمين منذ عشرات السنيين إما في باريس أو لندن أو واشنطن وشكلوا ما سموه المجلس الوطني السوري في اسطنبول والذين يطالبون بالتدخل العسكري في سوريا حتى يدخلوا دمشق على ظهر الدبابات الأميركية والغربية فهم يريدون تدمير بلدهم من اجل أن ينصبوا حكاما على سوريا .