ماذا لو حكم الإسلاميون الأردن ؟
يجب إبعاد الإسلاميين عن أكثر من المشاركة في إي مجلس حكم محلي أو نيابي في العالم العربي, لا يستأثرون فيه بأغلبية لأنهم لو تمكنوا من الجلوس على كراسي الحكم سيجدون فتاوى لكل معضلة تقف في طريقهم , حتى لو تعارضت مع مصلحة الوطن واتفقت مع مصالح الأعداء, ولنا في حسن الترابي خير شاهد لما نقول حين أيد انفصال جنوب السودان عن السودان الأم.
فالتجربة الإسلامية في بعض البلدان العربية سيئة جدا , لان الإسلاميون فيها كحزب سياسي يقف موقف المتفرج على حافة صخرة الأحداث , يشاهد ويتابع حتى يستقر الحال بإرساء العطاء على جهة ما , فينزلون إلى الشارع لخطف الأضواء وتجيير الفوز لهم, فيقدّموا نسختهم لهذا العطاء , فإن رسا عليهم بالكامل قسمّوه بينهم واستبعدوا الآخرين , وإذا تقاسموه مع غيرهم من القوى يحاولون فرض السيطرة على الأجزاء الأخرى , لانتهاجهم سياسة ليست موجودة في العالم , وهي إما أن تكون معي وتعمل لصالح أجندة تخدم مصالحي, وإما فأنت ضدي ويجب الاعتراض عليك ومحاربتك.
و هنا لا بد من الإشارة إلى سؤال حيرني طويلا جدا, ولا زلت ابحث له عن إجابة تشفي غليلي وتغير نمط تفكيري لكنني لم أجد, لماذا بقيت أبواب جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مفتوحة على مصرعيها حين مُنعت الأحزاب السياسية من العمل السياسي بعد عام 1956 ولغاية 1986؟؟؟؟؟.
فلقد أظهرت المسيرات والمظاهرات الأخيرة التي انتشرت في الأردن دون داع منطقي بقيادة الإخوان المسلمين أن على الأردنيين توخي الحذر من شعارات وهمية تدعي الخوف على الوطنية, مع علمهم المؤكد بان هذه المسيرات ليس من مستفيد منها غير أمريكا وإسرائيل الأعداء اللدودين للحركة الإسلامية حسب الشعارات الممنهجة .
فإذا كانت الحركات الإسلامية في الأردن والعالم العربي تعتبر إسرائيل وأمريكا مفاتيح الشر في منطقتنا العربية , والعدو رقم واحد للإسلام جهارا نهارا , فلماذا تؤيد إذا مشاريع ومخططات تخدم توجهاتها التوسعية ؟ .
نتساءل أيها الإسلاميون في الأردن : إذا كنتم تقفون ضد الوطن البديل وتنفيذه على حساب الأردن , وتتباكون في الليل والنهار على فلسطين وأقصاها , وتقيمون لنصرته مؤتمرات وندوات, وتوزعون لأجله شعارات ملئت كل زاوية وجدار في الوطن , وتعلمون أن المسيرات وسيلة ضغط على الأردن للحصول على المزيد من المكتسبات السياسية لخدمة إسرائيل ومشروعها التاريخي بإفراغ فلسطين من أهلها , فلماذا تسيرون في نفس اتجاه المخطط وتدعمونه بمواقفكم المبطنة تارة والظاهرة تارة أخرى ؟.
فإذا كنتم أيها الإسلاميون تدعّون الحرص على الأردن , وتبكون من منابركم على مصالحه , فعليكم التخلي عن فكرة التجنيس وفكرة المطالبة بالمزيد من المحاصصة السياسية , والتوقف الفوري عن المسيرات التي لا تخدم إلا إسرائيل , فصدقونني لو كانت إسرائيل تعلم أن المسيرات تقف ضد مصالحها وتعطل تنفيذ مشاريعها لما طار بن علي ومبارك عن السلطة , ولا قصف الناتو قذافي الشعارات, فما جرى لهولاء هو مربط الفرس الذي يجب أن تتوقفوا عنده مطولا إن كنتم تدعون حب الأردن وإجهاض مخططات بني صهيون.
فلا يعقل أن تطالبوا بتغيير السياسات وإجراء حزمة من الإصلاحات وانتم تعتذرون عن المشاركة بذلك لأنكم تعرفون المعنى المبطن لهذه التغييرات ولذلك تريدون الابتعاد عنها خوفا من فقدان شعبيتكم المتناقصة أصلا في الشارع الأردني, ولعل ما جرى في انتخابات الجامعة الأردنية من انتكاسة لمرشحيكم يدل على أن الشعب الأردني وبالذات المثقفين منه بدأ يعي بطلان شعاراتكم المزركشة الخادعة والمضللة.
وأخيرا يجب على الإسلاميين في الأردن معرفة حقيقة قد تغيب عنهم , مع علمي الأكيد بأنهم يعرفونها , وهي أن أبناء العشائر الأردنية التي يتشكل منها ُصلب الأردن , يدركون أنه عندما تختار الجماعة لمراكز القيادة في الحزب شخصية من أبناء العشائر الأردنية الكبرى , فإن ذلك لا يتم محبة بهم, ولكنها رسالة للعالم تفيد بأن أبناء العشائر الأردنية هم من يقفون ضد الوطن ويسعون للاصطدام بمؤسسة العرش التي قامت ولن يكون لها وجود بدون الركن العشائري, وهذا يتطلب من أبناء العشائر الانتباه جيدا وإشعار غيرهم بأنهم ليسوا واجهة في حزب أو نقابة لتصفية الخلافات على ظهورهم , لان المخفي تحت الطاولة أعظم واكبر من أن يظهر إلى الساحة الآن.
وقفة للتأمل :" لا تصدقوا إن قال لكم أحد ما أن الأحزاب ستنجح في بلد قبلي وعشائري كالأردن , فإذا كان الحزب عبارة عن تجمع لمجموعة من الأفراد يلتقون على جملة من المبادئ , فالعشائر إذن أقدم حزب في الأردن وعليه فإن اكبر حزب في الأردن على الإطلاق ليس الإخوان المسلمين كما يتوهم البعض , بل أحزاب قبائل بني حسن وبني صخر وعباد وبني حميده والحويطات والعدوان وخلايلة الخليل وأبناء اللد وأبناء بئر السبع , فكبح جماح حصان الأردن بالمسيرات أو إحداث البلابل بثوب يرتدي الوطنية صعب جدا وبالغ التعقيد , ما دامت العشائرية هي الحضن الدافئ للوطن وقيادته , وإياكم والتجريب , لان الساحة الأردنية شهدت مواقف كثيرة انتهت بهزيمة لابسي ثوب العيرة ".
Quraan1964@yahoo.com
* عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين
يجب إبعاد الإسلاميين عن أكثر من المشاركة في إي مجلس حكم محلي أو نيابي في العالم العربي, لا يستأثرون فيه بأغلبية لأنهم لو تمكنوا من الجلوس على كراسي الحكم سيجدون فتاوى لكل معضلة تقف في طريقهم , حتى لو تعارضت مع مصلحة الوطن واتفقت مع مصالح الأعداء, ولنا في حسن الترابي خير شاهد لما نقول حين أيد انفصال جنوب السودان عن السودان الأم.
فالتجربة الإسلامية في بعض البلدان العربية سيئة جدا , لان الإسلاميون فيها كحزب سياسي يقف موقف المتفرج على حافة صخرة الأحداث , يشاهد ويتابع حتى يستقر الحال بإرساء العطاء على جهة ما , فينزلون إلى الشارع لخطف الأضواء وتجيير الفوز لهم, فيقدّموا نسختهم لهذا العطاء , فإن رسا عليهم بالكامل قسمّوه بينهم واستبعدوا الآخرين , وإذا تقاسموه مع غيرهم من القوى يحاولون فرض السيطرة على الأجزاء الأخرى , لانتهاجهم سياسة ليست موجودة في العالم , وهي إما أن تكون معي وتعمل لصالح أجندة تخدم مصالحي, وإما فأنت ضدي ويجب الاعتراض عليك ومحاربتك.
و هنا لا بد من الإشارة إلى سؤال حيرني طويلا جدا, ولا زلت ابحث له عن إجابة تشفي غليلي وتغير نمط تفكيري لكنني لم أجد, لماذا بقيت أبواب جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مفتوحة على مصرعيها حين مُنعت الأحزاب السياسية من العمل السياسي بعد عام 1956 ولغاية 1986؟؟؟؟؟.
فلقد أظهرت المسيرات والمظاهرات الأخيرة التي انتشرت في الأردن دون داع منطقي بقيادة الإخوان المسلمين أن على الأردنيين توخي الحذر من شعارات وهمية تدعي الخوف على الوطنية, مع علمهم المؤكد بان هذه المسيرات ليس من مستفيد منها غير أمريكا وإسرائيل الأعداء اللدودين للحركة الإسلامية حسب الشعارات الممنهجة .
فإذا كانت الحركات الإسلامية في الأردن والعالم العربي تعتبر إسرائيل وأمريكا مفاتيح الشر في منطقتنا العربية , والعدو رقم واحد للإسلام جهارا نهارا , فلماذا تؤيد إذا مشاريع ومخططات تخدم توجهاتها التوسعية ؟ .
نتساءل أيها الإسلاميون في الأردن : إذا كنتم تقفون ضد الوطن البديل وتنفيذه على حساب الأردن , وتتباكون في الليل والنهار على فلسطين وأقصاها , وتقيمون لنصرته مؤتمرات وندوات, وتوزعون لأجله شعارات ملئت كل زاوية وجدار في الوطن , وتعلمون أن المسيرات وسيلة ضغط على الأردن للحصول على المزيد من المكتسبات السياسية لخدمة إسرائيل ومشروعها التاريخي بإفراغ فلسطين من أهلها , فلماذا تسيرون في نفس اتجاه المخطط وتدعمونه بمواقفكم المبطنة تارة والظاهرة تارة أخرى ؟.
فإذا كنتم أيها الإسلاميون تدعّون الحرص على الأردن , وتبكون من منابركم على مصالحه , فعليكم التخلي عن فكرة التجنيس وفكرة المطالبة بالمزيد من المحاصصة السياسية , والتوقف الفوري عن المسيرات التي لا تخدم إلا إسرائيل , فصدقونني لو كانت إسرائيل تعلم أن المسيرات تقف ضد مصالحها وتعطل تنفيذ مشاريعها لما طار بن علي ومبارك عن السلطة , ولا قصف الناتو قذافي الشعارات, فما جرى لهولاء هو مربط الفرس الذي يجب أن تتوقفوا عنده مطولا إن كنتم تدعون حب الأردن وإجهاض مخططات بني صهيون.
فلا يعقل أن تطالبوا بتغيير السياسات وإجراء حزمة من الإصلاحات وانتم تعتذرون عن المشاركة بذلك لأنكم تعرفون المعنى المبطن لهذه التغييرات ولذلك تريدون الابتعاد عنها خوفا من فقدان شعبيتكم المتناقصة أصلا في الشارع الأردني, ولعل ما جرى في انتخابات الجامعة الأردنية من انتكاسة لمرشحيكم يدل على أن الشعب الأردني وبالذات المثقفين منه بدأ يعي بطلان شعاراتكم المزركشة الخادعة والمضللة.
وأخيرا يجب على الإسلاميين في الأردن معرفة حقيقة قد تغيب عنهم , مع علمي الأكيد بأنهم يعرفونها , وهي أن أبناء العشائر الأردنية التي يتشكل منها ُصلب الأردن , يدركون أنه عندما تختار الجماعة لمراكز القيادة في الحزب شخصية من أبناء العشائر الأردنية الكبرى , فإن ذلك لا يتم محبة بهم, ولكنها رسالة للعالم تفيد بأن أبناء العشائر الأردنية هم من يقفون ضد الوطن ويسعون للاصطدام بمؤسسة العرش التي قامت ولن يكون لها وجود بدون الركن العشائري, وهذا يتطلب من أبناء العشائر الانتباه جيدا وإشعار غيرهم بأنهم ليسوا واجهة في حزب أو نقابة لتصفية الخلافات على ظهورهم , لان المخفي تحت الطاولة أعظم واكبر من أن يظهر إلى الساحة الآن.
وقفة للتأمل :" لا تصدقوا إن قال لكم أحد ما أن الأحزاب ستنجح في بلد قبلي وعشائري كالأردن , فإذا كان الحزب عبارة عن تجمع لمجموعة من الأفراد يلتقون على جملة من المبادئ , فالعشائر إذن أقدم حزب في الأردن وعليه فإن اكبر حزب في الأردن على الإطلاق ليس الإخوان المسلمين كما يتوهم البعض , بل أحزاب قبائل بني حسن وبني صخر وعباد وبني حميده والحويطات والعدوان وخلايلة الخليل وأبناء اللد وأبناء بئر السبع , فكبح جماح حصان الأردن بالمسيرات أو إحداث البلابل بثوب يرتدي الوطنية صعب جدا وبالغ التعقيد , ما دامت العشائرية هي الحضن الدافئ للوطن وقيادته , وإياكم والتجريب , لان الساحة الأردنية شهدت مواقف كثيرة انتهت بهزيمة لابسي ثوب العيرة ".
Quraan1964@yahoo.com
* عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين
تعليقات القراء
قسما بالله مثل كلام القذافي لا يعرف ماذا يقول
شاء من شاءوابى من ابى
الجواب سهل يا ابو القرعان,
كونهم صناعه بريطانيا ,بنصير كلنا مؤهلين للجنسيه البريطانيه
وسلامتك و تدوم.
-مقالاتك و فكرك و طموحاتك هي التي تخدم الاعداء و تنفذ اجندتهم بمقابل او بغير مقابل (الله اعلم)
وقفة للتأمل : مؤسسة العرش الهاشمي سوف تبقى باذن الله ، شاء من شاء و ابى من ابى، فجميع المواطنين الشرفاء من شتى الاصول و المنابت مجتمعين على محبة و احترام الهاشميين و الولاء لهم (ليس رياء بل لانهم يستحقونها)، فلا تزايد على احد و لا تدس السم في العسل
......
مش عضو اتحاد كتاب
يضعون رموزا من العشائر في الواجهة ليختفوا خلفهم ويمررو مخططاتهم على اكتاب تلك الرموز .
عجبي على بعض رموز العشائر الذين ينخدعون بمن يستغلونهم (use them )
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
معقولة إنو على الكرة الارضية أو في هذا الكون الواسع شخص عبقري وفهمان وسربع ... أقصد سريع البديهة مثل هالكائن المعجزة!!!!!!!!!