يأتي مشروع القطار الخفيف الذي تعثر العمل به عدة سنوات في وقت يعاني فيه الأردن من أزمة اقتصادية حادة جراء المديونية والأزمة الاقتصادية العالمية لا سيما في ظل ارتفاع اسعار الوقود عالميا كما يأتي في وقت تشتد فيه حاجة الأردن الى النقل السككي حيث أكد جلالة الملك أكثر من مرة أهمية النقل بالسكك الحديدية في مختلف مناطق الأردن وبين الأردن والخارج.
ونظرا لأهمية النقل في القطار السريع من حيث قلة التكلفة وزيادة حجم البضائع المنقولة في السكك الحديدية أوعز جلالة الملك للحكومة في الآونة الأخيرة بضرورة الاهتمام بهذا المرفق والعمل على توسعة شبكة النقل بالسكك الحديدية سواء للأشخاص او المواد المنقولة كالبضائع والبوتاس والفوسفات وغيرها من المواد التي يصدرها الأردن، كما ان موقع الأردن المتوسط بين دول الخليج من جهة وسوريا وتركيا والعراق وصولا إلى الأسواق الأوروبية من جهة أخرى تتطلب العمل على توسيع شبكة النقل السككي بسبب العوائد التي سيجنيها الأردن من وراء ذلك.
التوجيهات الملكية بالاهتمام بالسكك الحديدية يجب العمل على تنفيذها بالسرعة القصوى لتخفيف تكلفة النقل من جهة وسرعة نقل الأشخاص والبضائع من جهة أخرى.
في هذا الوقت يأتي الإعلان عن تمديد عرض تنفيذ القطار السريع بين عمان والزرقاء الى الشهر المقبل بدلا من نهاية الشهر الحالي وفقا للعرض السابق لإتاحة الفرصة للعديد من الشركات للتقدم لتنفيذ هذا العطاء نظرا لأهمية القطار السريع بين عمان والزرقاء التي تكمن في المزايا الاقتصادية التي يوفرها للبلاد وفقا للرئيس التنفيذي لمجموعة طاهر للاستثمار حيث يوفر هذا القطار على الخزينة مئتين وتسعة عشر مليون دينار سنويا نتيجة الاستغناء عن حركة خمسة وتسعين الف سيارة يوميا وما يعنيه ذلك من المحافظة على البيئة ومكافحة التلوث والمحافظة على الطرق والسلامة العامة ولا يخفى أن هذا المشروع يختلف عن مشروع الباص السريع الذي توقف العمل به كما ان القطار ينقل سبعمئة شخص في الجولة الواحدة بمعنى انه يمكن للقطار السريع بين عمان والزرقاء نقل سبعة عشر الف راكب في الساعة الواحدة وبعبارة أخرى يمكن للقطار نقل مئتي الف راكب يوميا ونحو سبعة ملايين شخص سنويا وهذا يعني ان القطار السريع قادر تماما على حل ازمة النقل بين اكبر مدينتين في الأردن حلا جذريا مع المحافظة على البيئة وتلافي الكثير من حوادث السير والاختناقات المرورية.
كما ان القطار السريع وفقا للرئيس التنفيذي لمجموعة طاهر للاستثمار من شأنه تحقيق وفر مالي كبير على المواطنين في النقل السريع من الزرقاء لعمان بكلفة ثمانين قرشا علما بأن القطار الخفيف يعتبر من أفضل وسائل النقل وأكثرها أمانا وتحقيقا للراحة للمسافرين.
وعلى صعيد فرص العمل التي سيوفرها هذا المشروع فتبلغ نحو ألفي فرصة عمل خلال فترة تنفيذه وثلاثمئة فرصة عمل بعد تشغيل القطار. وهناك شيئ آخر لا يمكن إغفاله وهو توفير الوقت على المواطنين من حيث انتظار الباصات ووسائل النقل حيث يحتاج المسافر إلى ستين دقيقة في انتظار السيارات بالإضافة الى وقت الرحلة التي تتطلبها بعض الأحيان تصل إلى خمسة وأربعين دقيقة في حين ان وقت الرحلة من منطقة المصفاة إلى رغدان تستغرق نصف ساعة فقط بمعنى انه يوفر على كل موظف مئتين وستين ساعة سنويا.
ان مشروع القطار السريع يعتبر مشروعا ناجحا بامتياز ومن اهم المشاريع في الأردن على الإطلاق كونه يحل مشكلة النقل بين العاصمة والزرقاء ويحافظ على البيئة وسلامة الطرق والتخفيف من حوادث السير وتوفير الوقت والمال على المواطنين الأمر الذي يتطلب سرعة في انجازه وتعميم هذه التجربة بين عمان والمدن الأخرى في وقت لاحق.