2012 أهلا"


لن أتأسف لحظة واحدة على هذا العام.. انه في أواخر أيامه ولن أذرف دمعة واحدة على عام مضى من عمرنا، عام شهدنا فيه ما لم نشهده طوال حياتنا، في بدايته فرحنا بالربيع التونسي ثم المصري وأصبحت نشرات الأخبار تلزمنا على التسمر أمام الشاشة ونحن ننتظر التنحي أو الإقصاء.. وبعدها أتت الثورة الليبية التي أرعبتنا مناظر القتلى والدمار فيها، وأصابنا الخوف والهلع ونحن في بيوتنا ونبعد الآف الأمتار عن موقع الحدث، أصبحت كلمة قتيل وشهيد عادية وكأننا نلقي تحية صباحية أو مسائية، ثم طغت على النشرة أخبار اليمن والمسيرات التي فهمنا أنها سلمية.. سلمية.. ولكنها فعلياً كانت حمراء قانيه.. طوال هذا العام لم يأتينا خبر يشعرنا بالراحة أو الانتصار وإذا أصابنا الأمل نجد اليوم الذي يليه خبر تفجير سيارة أو حافلة أو زلزال.

وحتى على مستوى الأفراد فأمراض البرد وفيروسات متطايره تتناقل من عائلة لأخرى، والمتتبع للقنوات الفضائية يصيبه مرض «إنفصام الشخصية» فالبلد الواحد له أكثر من عشرة قنوات فضائية الواحده منها مناقضه للثانية.. نجوم اعلام لا أعرف من أين أتوا ؟؟ وفي بلدنا الغالي أنتشرت كانتشار الفيروسات وقنوات نراها تفتقد إلى أبسط قواعد المهنة الإعلامية.. يشوبها الصراخ والزعيق واستعمال الألفظ الخارجة عن قواعد اللياقة والتهذيب، واستضافة أشخاص لا نعرف هويتهم وإن عرفناها فهم دعاة فوضى ومسؤوليتهم فقط الإنتقاد في أحسن الأحوال.

أتساءل هل أصبح الإعلام هواية يمارسها كل من يملك دفع فاتورة الرخصة وأجرة المكان وشراء الأجهزة؟، هل أصبحت هذه المهنة فعلياً مهنة من لا مهنة له؟

مع العلم أن البطالة بين الإعلاميين الحقيقيين وخريجي كليات الاعلام في تزايد مستمر!.

قلت في البداية أنه عام مليء بالفوضى والنزعات المسلحة، وتصفية الحسابات السياسية والاجتماعية.. فليذهب هذا العام دون أسف بما تبقى له من أيام معدوده.. لعلنا نتفاءل ولو قليلاً بالقادم ربما يكون أهدأ وأكثر استقراراً وأمناً، كي لا يتحول أطفال العرب إلى حملة سلاح ومشعلي إطارات، ومدمري حضارة وتاريخ، ولصوص ومشاريع قتله.. أدعوا الله لي ولكل العالم أن يأتنا الخير والأمن والصحة وقليل من السعادة وكثير من الأمل.



Mahasen1@ayamm.org



تعليقات القراء

هذلول
(ومشعلي إطارات، )

لتخطي ذلك:يجب استصدار قانون بمنع حرق الاطارات المستمله و السماح بالاطارات الجديدهوتانشوف مين بستجري يحرق

مع احترامي
26-12-2011 02:50 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات