الرصيف البارد


ذكريات خرجت من أعماق الآهات الهاربة من حمى الاحتضار، وألم الخديعة السرمدي، لتعلن انبلاج فجر تجتاحه مفاهيم الأمسيات الغابرة، لتقتات منه استطالة النظر، والتحاف السماء، وافتراش ذل هذا الزمان. رصيف يحتضن برودة المساء، ويطمس الذكريات الجميلة، وعبرات تستدق النظر، علها ترقب إطلالة النفس التواقة للتحرر من قيود الوحدة وازدراء العيون، وقد شابها حشرجة غصت باختناق الدمع وذبول المقل، فماذا يفعل من تقاذفته أمواج الوحدة وإلحاح الحاجة المتطرف، والمشبع باعتى أنواع العقوق المبتذل، رجل قارب الستين ونيف من العمر لا يأويه إلا رصيف الذل في المساء، ويفيق على أصوات النهر، والزجر ونعيق الحسرات، وبين هذا وذاك تقدم له الحسنات رغبة في الخلاص من هول مظهرة، لا رغبة في الجزاء، وقد اعتاد على اكتشاف طريدة الكفاف ليومه، تاركا غدة لأمل يراوده في الخلاص مما هو فيه ولو لقليل من الوقت. فقد شاهدت ذاك الرجل يلتحف السماء في إحدى شوارع عمان القديمة، بثياب رثة وكرامة تساوت مع الأرض التي يفترشها، فتساءلت أليس له بواكي؟ أليس له أحفاد إن أنكره الأولاد؟ وغادرت المكان وقد دارت في خاطري عاصفة من التساؤلات من المسؤول عن هذا؟
awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

هذلول
الكاتب الكريم:

اننا نعيش (كما قال علي عزت بيقوفتش)

في الزمن الرديء
26-12-2011 04:31 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات