مدينة الأحواز العربية المحتلة منذ أكثر من 80 عاما تحاول اليوم عبر الاحتجاجات والتظاهرات الواسعة المطالبة بتحريرها من سطوة الاحتلال الايراني وان تسمع نداءها للمنظمات الدولية والحقوقية التي يبدو انها تتجاهل دعوتها وتناول قضيتها في الوقت الراهن على الرغم من ان ما يعانيه الاحوازيون ليس ببعيد عما يعانيه غيرهم في الدول الاخرى من تعذيب وقتل وتنكيل في غياهب السجون وتشريد لابنائها على يد النظام الايراني

تهميش القضية الاحوازية وتناسيها عربيا ودوليا يمكن ارجاعه لعدة اسباب منها وجود فجوة بين الاحواز و الاعلام لعدم امتلاك الاحوازيين الخبرة في التعاطي مع وسائل الاعلام والتواصل معها او عدم اختيار المصادر الاعلامية التي تهتم بقضايا كهذه
, ومن ضمن الاسباب ايضا ان منظمات الامم المتحدة تسلط الضوء الان على القضايا التي من شأنها ان تخدم السياسات الامريكية الموضوعة ضمن الاستراتيجية التي تنفذها ادارة واشنطن فعلى سبيل المثال نرى ان هناك اهتمام واسع بسكان معسكر اشرف وتنديدات دولية وعربية تجاه الانتهاكات التي تمارسها القوات العراقية الحكومية بتوجيهات من النظام الايراني الا ان التحرك الدولي او الامريكي الحثيث تجاه قضية مجاهدي خلق تاتي لخدمة مصلحة امريكية بحتة وهي كسر النفوذ الايراني في العراق وانا هنا لا انقص من شان قضية معسكر اشرف بل مع دعمها والوقوف بوجه الانتهاكات التي تمارس بحقهم في الوقت الحالي لكنه تجدر الاشارة الى ان قضيتهم وقضية الاحواز متشابهان فالمتورط بالقضيتين هو النظام الايراني والمستفيد من استخدام تلك القضيتين وفي الوقت الذي يريد ويتوافق مع مصالحه هو الولايات المتحدة والتي تتعامل مع القضايا وفقا لسياسة الكيل بمكيالين

الممارسات المؤلمة والانتهاكات المشينة التي تمارس ضد 8 ملاييناحوازي تستدعي وقفة انسانية ودولية قوية فالاحوازيون عانوا من ممارسات الاضطهاد والظلم والتمييز على الرغم من وجود ثروات كثيرة في اراضيهم الا انهم ولغاية اليوم يعانون التخلف والامية ونقص حاد في الخدمات والمستويات المعيشية نتيجة الحصار الايراني هذه المنظمات التي تدعي الانسانية ما المنطق الذي تسير عليه في التعامل مع هكذا قضايا ؟ وهل نسيت واجباتها الانسانية والاخلاقية ام انها تتعامل بمزاجية كما تريد ؟

*يعود الأصل اللغوي للبراغماتية إلى الكلمة اليونانية pragma وتعني صيد الفوائد والذرائعية