كشف المستور


لله درك يالبوعزيزي مفجر الثورات ومزلزل الحكام وقاهر الحكومات وصاحب براءة الاختراع بخروج الفئران من أوكارها دون مبيد حشري لقد وصل صوت صفعتك إلى كل وطننا العربي فضرب صداها الحكام والشعوب معا، أطيح بحاكم ظالم ليأتي بحاكم اظلم وحصدت روحك أرواح الكثير من الأبرياء الذين ظنوا أن الحرية لا تأتي إلا بالدم، صفقنا لك طويلا ولكن عندما صحونا من حلمنا تمنينا انك لم تصفع وان اليد التي صفعتك قد أصيبت بالشلل قبل أن تمتد عليك فقد حرقتنا نارك التي التهمت جسدك واكتوى بشرارها المصريين والتونسيين والليبيين واليمنيين والسورين فقد كنت سببا في نقص أعدادنا وويلنا وثبورنا.

أظهرت لنا خفافيش الظلام التي نامت طويلا وسلبت ونهبت (وتبرطعت) بخيرات الوطن وصحت على صوت صفعتك لتقول لنا أفيقوا أيها المساكين فالوطن يسلب وينهب وانتم نائمون، لبس هؤلاء الشياطين ثياب الملائكة وظهروا كوعاظ واائمة ومرشدين روحيين ليركبوا الموجة الجديدة فهؤلاء (مزلاجاتهم) جاهزة وصالحة لكل زمان ومكان ويتقنون ركوب الموجات العالية (والواطيه)، هرعوا إلى المحطات الفضائية والمواقع الإخبارية بربطاتهم المزركشة (ولفاتهم) التي توحي لك بالزهد وهي تخبئ تحتها رؤوسا (عشعشت) فيها الفتنه والخبث وأمور تحاك تحت جنح الظلام لهذا الوطن وشعبه وقيادته.

هرع الكثير من المسؤولين السابقين من نواب ووزراء واعيان وموظفين من الصف الأول ليلبسوا (بذلات) وثياب قصيرة على السنة ليتحدثوا عن الإصلاح والفساد والمحسوبية والرشوة واستغلال الوظيفة وهم غارقون بكل ذلك حتى رؤوسهم، فالوزير السابق الذي لم يحسب حسابه بوزارة هذه المرة أصبح معارضا يذكرنا ببطولاته السابقة ويضع لنا حلولا للإصلاح عجز هو عن وضعها لا بل هو من أغرقنا بالفساد عندما كان في موقع صنع القرار والنائب الذي لفظته شعبيته خارج القبة أصبح يحدثنا عن عجز النواب الحاليين وتؤاطئهم مع قضايا الفساد حتى المتقاعد العسكري الذي وصل إلى ارفع الرتب العسكرية بعد أن أمضى أربعين عاما بين الخدم والحشم والسيارات الفارهة التي تقل أبنائه لمدارسهم وجامعاتهم وتقل (المدام) إلى مراكز (الجيم) والسباحة متباهية أمام نظيراتها بأن السائق ينتظر بالخارج، والشيخ الجليل الذي كان إمام مسجدنا يعلمنا شرائع ديننا هو الآخر ركب الموجة وأخذ يخطب بنا عن الإصلاح ويحضنا على الثورة ويفتي لنا بأن من قتل في اعتصام فهو شهيد، وان من ضرب في سبيل ذلك فله من الحسنة عشر أمثالها.

كثر المصلحون والسياسيون حتى أصبحنا نأكل ونشرب سياسة فالشيخ يحدثك عن الدين السياسي وسائق السرفيس يحدثك عن سياسة النقل وحتى الكنترول يقول لك إن تحميل ركاب زيادة هو سياسة والعمق فيها انه كيف تهرب من شرطة السير دون مخالفة، فبعد هذا كله وجدت الحل، حلا يرضي جميع الأطراف وهو أولا: رفع المقاعد في مجلس النواب إلى مليوني عضو، ثانيا رفع المقاعد في مجلس الأعيان إلى مليوني عضو، ثالثا رفع عدد الوزراء إلى مليوني وزير وهكذا نصبح جميعا نواب ووزراء واعيان أما بالنسبة للشعب الذي سيحكمه هؤلاء فأنا وصديقي رعد نتبرع بأن نكون شعبا مخلصين لهؤلاء ومطيعين لهم.

هلال العجارمه
helalajarmeh@yahoo.com



تعليقات القراء

هذلول
الكريم هلال

اولا: الرحمه للبو عزيزي

ثانيا: بكلمه واحده:ابدعت
22-12-2011 11:13 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات