من يستهدف الثقافة الإسلامية .. ومن يقتل علمائنا ؟!


قبل أن نشير إلى هذه الجهة أو تلك علينا أن ندرك أن الذي يستهدف الثقافة الإسلامية ليس جهة واحدة محددة بسمات وخواص معينة على المستويين الأفقي والعمودي ، وللتوضيح أكثر نقول : لو افترضنا أن الغرب يستهدفنا ، فإن الغرب ليس وحدة واحدة ، ولو افترضنا الصهيونية فليست الصهيونية كذلك جسم واحد بروح واحده ، نقول ذلك ونحن لا نبرأ لا الغرب ولا إسرائيل ، وقد قتل الموساد الإسرائيلي منذ دخول الأمريكان العراق ولغاية عام 2005م قرابة 74% من علماء العراق !

واليوم إذ يستهدف مبنى المجمع العلمي في مصر الذي يضم آلاف من الوثائق التاريخية ومنها ملفات مياه النيل ووثائق خاصة بعلاقة مصر مع دول حوض النيل والخرائط الأصلية لنهر النيل مخططة من جهات خارجية ، من قبل ملثمين والبعض يشير بالبنان إلى الموساد الإسرائيلي ، غير أن ما أستطيع أن أؤكده هو أن هنالك من يدفع في اتجاه إثبات صراع الحضارات التي أطلقها اليهودي الأمريكي برنارد لويس ، وقام بتأصيلها والترويج لها عالم السياسة الأمريكي صمويل هنتنجتون ابتداء من عام 1993م، لتكون المادة الأولية جاهزة لتسويغ المواجهة بين الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة وبين العالم الإسلامي، ذلك أن هنتنجتون بعد أن ميز بين سبع حضارات في العالم (الغربية، الأمريكية اللاتينية الأرثوذوكسية، الإسلامية، الكونفوشيوسية، الهندوسية، اليابانية) فإنه دعا إلى الاحتشاد في مواجهة الحضارة الإسلامية بوجه خاص في الأغلب بسبب أنها أكثر استعصاء على الاحتواء من أي حضارة أخرى على وجه الأرض، من ثم فإن رسالته التي تعبر عن رأي مدرسة كاملة للنخبة الأمريكية ذات الانتماء اليميني المتطرف هي التأكيد على أن الصراع ليس محله المصالح فحسب ولكنه أصبح بعد انتهاء الحرب الباردة صراع ثقافات وأديان، هذه هي المشكلة بالضبط مع العالم الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة وإسرائيل ، وهنا قبل أن نتحدث عن الإرهاب الموجه ضد الإسلام والمسلمين ، لو تتبعنا الإعلام الغربي ونظرنا كيف يصورون الإسلام والمسلمين ، وهاهو الإعلام الأمريكي والأوروبي والإسرائيلي في متناول الجميع ولنبدأ في الرصد ماذا نشاهد ؟!

سيارات مفخخة تستهدف يهود مسالمين ، لم يحتلوا أرض فلسطين ولم يشردوا الشعب الفلسطيني ! ونساء يقام عليهن حد الإعدام بسبب ممارستهن لأبسط حقوقهن الإنسانية حسب تعبيرهم ، أو حتى شبهة ممارسة هذه الحقوق ، ينسون قول الحق جل في علاه : {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين}.

إذاً حربهم هذه ضد من ؟ ضد جماعات متخلفة ما زالت تسكن في الكهوف ، كائنات أدنى من البشر ، يؤمنون بخرافات تبيح قتل الناس ، وحتى ترسخ هذه المفاهيم يأتوا بمناظر من أفغانستان والباكستان ، وصور للبرجين والمباني المهدمة في نيويورك ، وأي مكان حدث فيه تفجير ملتصق بالمسلمين !

وهنا لا نرى في الإعلام الغربي أي صور للقنابل النووية الفسفورية التي تسببت في حرائق غزة ، وقد تم فعلياً حرق الأطفال والنساء والشيوخ في غزة هاشم وأصبحت بالكامل عبارة عن جهنم نوويه لإحراق أهل غزة المؤمنين بإنسانيتهم وأرضهم ، في ظل حصار جائر حتى من قبل العرب أنفسهم ، أولئك الذين نرى صورهم وهم يفتتحون المستوطنات الإسرائيلية التي تبنى على حسابهم الخاص ، ويأتي من يتشدق ويقول لما يفجر الفلسطيني نفسه ؟! لما أيها الغرب البريء من دم الملايين العراقيين والأفغان والفلسطينيين واللبنانيين ؟ لما أصبحنا نعشق الموت ، ونكره الحياة ؟ حياتنا وحياتكم ؟!!

عادتكم تحرقون في البداية التراث من أجل إلغاء الدور الحضاري للأمم، هذا دأبكم عبر القرون منذ بدايات الحروب الصليبية ، وفي العصر الحديث ننقل لكافة القراء بعض أسماء العلماء المسلمين والذين لقوا مصرعهم وقيدت تلك الجرائم ضد مجهول أمثال الدكتور يحيي المشد ، الدكتورة سميرة موسى ، العالم سمير نجيب ، الدكتور نبيل القليني ، الدكتور نبيل احمد فليفل ، الدكتور العلامة على مصطفى مشرفة ، الدكتور جمال حمدان ، دكتورة سلوى حبيب ، الدكتور سعيد سيد بدير ، العالم اللبناني رمال حسن رمال ، الدكتور حسن كامل صباح (اديسون العرب ) ، الدكتورة السعودية سامية عبد الرحيم ميمني ، والآلف العلماء العراقيين ، والفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم من علماء العرب والمسلمين ، ومقابل ذلك يأتي تحذير رئيس لجنة "السجون والمعتقلات في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الأردن" المحامي عبد الكريم الشريدة الشباب الأردني من الاستدراج الذي يقوم به الموساد "الإسرائيلي" لبعض الشباب الأردني عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ "فيسبوك" من أجل تجنيدهم بهدف الحصول على معلومات تخص الحراك العشائري، والحراك المطالب بالإصلاح بشكل عام.!

حسبنا الله ونعم الوكيل وبالطبع يتم ذلك من خلال فتيات "إسرائيليات" يقمن من خلال عملية الدردشة والتواصل عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بالتواصل مع شباب أردنيين، وفي خطوات لاحقة تجري دعوة هؤلاء الشباب إلى الذهاب إلى "إسرائيل"، وتقديم مبالغ مالية لهم، كما يقمن بتقديم عروض إلى الطلاب منهم، وذلك من خلال تكفل الكيان الصهيوني بمصاريف دراستهم في الخارج، وتطوى صفحات علمائنا الدموية ، وذلك القتل البشع لملايين العرب والمسلمين ، كل هذه جرائم ضد الإنسانية وبالأدلة الدامغة ولكن هل قيدت ولو قضية ضد الغرب أو الموساد الإسرائيلي في الأمم المتحدة ؟ الإجابة لا ، لماذا ؟ أتساءل ما الذي يجعل إعلامنا العربي يتواطأ مع القتلة والسفاحين ؟ وأنتم يا من تتظاهرون ضد هذا الحاكم أو ذاك ، لما لا تتظاهرون ضد من يحرق تراثكم ويقتل علماؤكم ؟ أتدرون لماذا لا تقومون بذلك ؟!

لأنكم عملاء لهم ، ودماء كل هؤلاء العلماء والشهداء من القادة ، قادة العلم والسلم والحضارة العربية والإسلامية في رقابكم ، يا من تفسدون عليهم وتدلون على عناوينهم ، قتل ممنهج قذر ، وليس من أحد يتحدث عن كل هذا القتل الممارس ضد إنسانية الإنسان وعلمه وحضارته ، والسؤال هل سبق لمسلم أن قتل عالم غربي ؟ الإجابة لا وألف لا لأننا نحترم ونقدس ونجل العلم والعلماء ، ومن يحترم العلم والعلماء ليس إرهابياً يا قتلة ويا مجرمين ، ولكن كل اللوم ليس عليكم لأنكم كالأنعام بل أضل سبيلا ، وإنما اللوم على أولئك المتشدقين المتظاهرين أصحاب القمصان الدينية والأحزاب الإسلامية ، وأولئك الذين يستولون على الأموال العامة ويسرقون النفط الذي أصبح للعائلات وليس للأمة ، وكأنهم لا يعرفون حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار ) ، معذورين أولئك الذين يشترون جبال الثلج بمليارات الدولارات ، والغرب يصنع الأسلحة لكي يحاربنا فيها ويغتال أبنائنا ، ونحن نمده بالنفط والمال والطاقة ، ألا تذكرون قول الحق في محكم تنزيله «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً» المائدة 32 يا من تتآمرون مع الغرب المسعور والموساد المذعور ضد تراثكم وحضارتكم وعلمائكم ، تحرقون التراث وتقتلون العلماء ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، والنصر لنا بإذن الله ، ويبقى السؤال مفتوحاً ليسهم الجميع في الإجابة عليه : من يستهدف الثقافة الإسلامية والتراث العربي الإسلامي ؟ ومن يقتل علمائنا ؟!



تعليقات القراء

Al
خير الكلام ماقل و دل ....

It is boring when you talk and talk and talk and talk.........i
19-12-2011 06:50 PM
هذلول
الى المبجل صاحب التعليق 1

this may makes you happy(as it won the prize for the shortest story);as the last human being sat down for a drink

there was a knock on the door
20-12-2011 03:33 PM
رواشدة
الباب المفتوح يشجع اللصوص على الدخول.
21-12-2011 09:03 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات