معالي سجن الجويدة الأكرم – الجزء الاول


لا أثق على الإطلاق أن السيد الخصاونة سيكون أفضل في تنفيذ كتاب التكليف السامي بمحاربة الفساد وتحسين عيش المواطن ، أو أنه سيقدم أكثر مما قدمه أسلافه القابعين في مجالسهم الخاصة الآن يحتسون الشاي والقهوة مع كثير من لعنات المواطنين لتصرفهم المشين في سرقة أو تسهيل سرقة أموال الشعب (نستثني البعض مما سبق) ، وكما هو حال الخصاونة من تضييع للوقت الثمين في قضايا لا ترقى لجزء من المطلوب في هذه المرحلة ، كان حال أسلافه في الكرسي ، والغريب في أمرهم أجمعين انهم يسيروا على نفس الخطى وكل منهم يظن انه خير من الذين سبقوه وانه يقود دفة المركب إلى بر الأمان ، وإذا به يزيد الطين بله ، ويضيع الفرصة الثمينة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل الوضع العربي الثوري العام ، والذي نحن جزء لا يتجزأ منه .
كتاب التكليف لم يأت من فراغ ، بل عن علم ودراية بان مكافحة الفساد تعني كف يد السارقين الحاليين ، واسترجاع ما تم سرقته من السارقين السابقين ، ومعاقبة الفصيلين في آن واحد ، وما سبق يقود إلى تحسين عيش المواطن ، فلو تم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب واسترجاع ما سبق أن سرق ، لتم تسديد مديونية الأردن على طولها ، ولكان نصيب كل مواطن مبلغا قد لا يتصوره من المال ...!!! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل الخصاونة وحكومة (العجايز) من حوله قادرون على تحقيق ذلك ..؟؟ بالتأكيد ولا ربع ذلك ..!! لأن الخصاونة ومن حوله ابرع في فن المناورة فقط ، وما نراه من إحالات وتحقيقات في هذه الأيام ، لا يرقى أن يكون سوى مسرحيات هزلية لذر الرماد في العيون ، والنتيجة محسومة لصالح الشعب البسيط والذي إن وجد قوت يومه لا يجد قليلا من الكاز يقيه البرد القارص الذي نجده في هذه الأيام ..
لقد كسب الخصاونة الوقت بجداره ، ولكن إلى متى ؟ من يقرأ التاريخ القريب يعلم أن السيد الخصاونة في أحسن أحواله لن نسمع اسمه من جديد في مثل هذا اليوم من العام القادم ، وفي الغالب لن يكمل المائتان يوما ، وذلك لأنه علم مكمن العلة ولم يضع يده عليها لعلاجها ، وأصبح مثل سابقيه يهرب من المشاكل ويدفعها لمن خلفه حتى لا تحسب عليه في يوم من الأيام .
حين جاءنا الخصاونة لم يكن هكذا ، بل كان متحمسا ومتفائلا وطلب الصلاحيات والقوة الكاملة لأداء رسالته التي في مخيلته ، ولكن ما أن استلم الرئاسة ورأى بأم عينيه الواقع المرير والأليم حتى بدأ يتخبط ، وتاهت بوصلته ، خاصة بعد أن أحاط نفسه بمجموعة من المساعدين والناصحين والوزراء ممن لا يرقى كثير منهم لذلك ، فزاد تخبطه ودخل نفس المتاهة التي دخلها سابقوه ، والنتيجة سيلحقهم مكللا بما هو أهله بعدما نرى فعله ..!!
هناك بصيص من أمل لدى السيد الخصاونة إن أراد أن يقدم للوطن وللتاريخ ولذكراه من بعده أن يبدأ بالتوازي بانجاز مشروع قانوني البلديات والنواب واللجنة المشرفة عليهما ، على أن تكون مشاريع عصرية بمعنى الكلمة دون تحيز أو حسابات مستقبلية عقيمة ، ثم ليبدأ وكما قلنا بالتوازي باسترداد المال العام ، وبتقديم الفاسدين واللصوص من أصحاب المعالي والعطوفة ... الخ إلى القضاء العادل ، ولن يهنئ لنا بال ولن نشعر بالأمان ولن نترحم على الخصاونة أو من سيتبعه إن لم يصبح مركز إصلاح وتأهيل الجويده يحمل لقب (معالي سجن الجويده الأكرم) أما المفاجأة الأكبر والتي ستقلب كل المعادلات على رؤوس كل المتشائمين واليائسين من أمثالي إن طلع علينا السيد الخصاونة بمفاجأة من العيار الثقيل وجعل الجويدة يحمل لقب (دولة سجن الجويدة الأكرم) ..!!
أفقت من نومي وأفيقوا من نومكم .. ابتسم أنت في الأردن ...!!!
abdullahalsalehklob@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات