الأراضي الأميرية .. قيمة اقتصادية واجتماعية


من أهم المشاكل التي تواجه معظم المواطنين وخاصة الفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود والمتوسط عدم المقدرة على امتلاك مسكن متواضع يعينهم على مواجهة أعباء المعيشة المتزايدة نتيجة لارتفاع أسعار السلع والخدمات وتآكل الدخول.

لم تنجح المشاريع التي استهدفت توفير السكن الملائم لمحتاجيه بالشكل المطلوب والاستفادة منها كانت متواضعة جدا ولا تذكر حتى ان مبادرة « سكن كريم لعيش كريم» التي جاءت بتوجيهات من الملك واعتبرت في حينه الأهم والأكبر على المستوى الوطني تعثرت وتخضع للتحقيق حاليا من قبل مجلس النواب ولاحقا ستنظر فيها هيئة مكافحة الفساد لوجود شبهات واختلالات فيها حيث بلغت وفق آخر المعلومات كلفة بناء 8 الاف شقة 240 مليون دينار .

مسار آخر للمبادرة تم تطبيقه تمثل في توزيع أراضٍ مجانية على الفئات المستهدفة في مختلف مناطق المملكة وفق آلية تضمن العدالة وتحصر استخدامات الاراضي في البناء فقط وكان للمرحلة الاولى ايجابيات ولاقت قبولا من قبل المواطنين ولكن سرعان ما توقف العمل بهذا المسار وحرم الالاف من الاستفادة منه.

تمتلك الدولة مساحات شاسعة من الأراضي وتسمى « بالأميرية» وعادة ما تستغل لاغراض حكومية وهي في وضعها الحالي لا يستفاد منها على الاطلاق ويمكن ان تساهم في معالجة أكثر من مشكلة يعاني منها الأردن وفي مقدمتها توفير البنية الاساسية للمواطنين تساعدهم وتحفزهم على امتلاك منزل العمر والخروج من دوامة أجور الشقق المرتفعة واشكالات تطبيق قانون المالكين والمستأجرين.

تنفيذ هذا الاقتراح سيسهم في تحريك الاقتصاد الوطني بشكل عام حيث ان توزيع أراض مجانية على المواطنين في كافة المناطق بعد حصر اعدادهم وتحديد المستحقين منهم والأراضي التي سيتم تخصيصها سيؤدي الى ارتفاع الطلب على مواد البناء من حديد واسمنت وغيرها وبالتالي تحسن اداء قطاع التعدين وخاصة مصانع الحديد والاسمنت والدهانات وغيرها وانتعاش القطاعات الاخرى من محلات حرفية وازدياد الطلب على الفنيين والمختصين في مجالات تمديد شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والتدفئة وما الى ذلك بمعنى توفير فرص عمل في كافة المجالات .

ارتفاع مبيعات الشركات يعزز ايرادات الخزينة المتحققة من خلال ضريبة المبيعات المفروضة على مواد الانشاءات وضريبة الدخل على الارباح إلى جانب تحسن ايرادات البلديات من خلال اصدار رخص البناء ومساهمة اصحاب العقارات في شق الطرق وتوفير الخدمات.

هذه الفكرة يمكن ان تجعل جزءا كبيرا من الاراضي الاميرية القاحلة التي يدور الجدل حولها يوميا ينبض بالحياة وكذلك تخفيف حدة الاحتجاجات الشعبية هنا وهناك و المطالبة بتحسين الاوضاع المعيشية وتوفير الواجهات لاغراض أهمها السكن.

دول عربية مثل مصر تطبق هذه النهج منذ سنوات طويلة وقد ولدت مدن وقرى سكنية بأكملها في أماكن صحراوية تنعدم فيها الحياة.

الاراضي الاميرية .. قيمة اقتصادية واجتماعية كبيرة ومهمة جدا لابد من الاستفادة منها كما يجب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات