هل نحن بصدد طالبان جديدة في مصر ؟!‏


أجدني ميالاً وبشدة للرأي السائد لدي الكثير من مثقفي مصر والمتابعين ‏وعن كثب للعبة السياسية والتي تجري حالياً علي قدم وساق إلي أن ‏ظاهرة هذا الأجتياح المشكوك في أمره لحزب الأخوان المسلمين ومعهم ‏التيار السلفي هو محض مخطط وليس من قبيل الصدفة أو حتي كونه ‏مطلباً شعبياً وقومياً ملحاً لدي جموع الشعب والناخبين، بل أنني أكثر ميلاً ‏للرأي الثاني السائد إلي أن هناك أياديً خفية قد زورت نتائج الأنتخابات ‏التي تمت للمرحلة الأولي لصالح الأخوان والسلفيون وأنه سيتم تزوير ‏النتائح للمرحلتين الباقيتين أيضاً وأيضاً لصالح هذين الحزبين وتحديداً ، ‏ولاعجب ونحن نري المئات من الملايين والتي تنهال كالسيل الجارف في ‏حجر جلباب الأخوان والسلفيون من السعودية ومن قطر والأمارات ‏وغيرهم ، فضلاً علي كون رؤس وقيادات الحزب هم أساساً من كبار ‏رجال الأعمال ولهم أستثماراتهم الضخمة سواء في مصر أو خارجها ، ‏وهذه الأموال الطائلة قد أستخدمت بطريقة أم بأخري لشراء الذمم الفقيرة ‏والأصوات لدي الفئات الأمية والجاهلة والبصمجية وهم لايقلون وبأي ‏حال عن 45% من تعداد الشعب المصري أضف أليهم الزخم الأخواني ‏والسلفي التنظيمي والذي لايقلون في تعدادهم عن أكثر من المليون ‏والنصف مليون عضو ، وحتي تاريخه لاأدري ماهية مصالح السعودية ‏وقطر وبعض دول الخليج في رغبتهم الجارفة لحصول الأخوان ‏والسلفيون علي مقاعد الأغلبية في البرلمان القادم أو حتي ربما وصولاً ‏لكرسي رئاسة الجمهورية ، مع أن هذه الدول وتحديداً تقاتل وبشراسة ‏النمر ظاهرة المد الأسلامي أو السلفي علي أراضيها وتلقي بهم في ‏غياهب السجون ؟ وهو مايوضح للجميع سوء نيتهم المبيتة وأنهم ‏لايقصدون ولايحملون أياً من بشائر الخير لمصر ولا لشعب مصر ، وأجزم ‏هنا أن حصول الأخوان والسلفيون علي هذا المد الجارف وتلك الأصوات ‏في أنتخابات المرحلة الأولي أو مايليها من مراحل وعلي الرغم من هذا ‏التمويل الخارجي الجارف ، لم يكن ليكون أو ليحدث وأطلاقاً إلا بموافقة ‏المجلس العسكري الأعلي ورئيسه وبضوء أخضر منهم ؟ ولكن يبقي ‏السؤال الأهم ولمصلحة من مايحدث ؟ قرأنا جميعاً وشاهدنا مدي خطورة ‏وتعصب هؤلاء الأخوان والسلفيون ومقدماً وحتي وقبل الأنتهاء من ‏المراحل الأنتخابية الكاملة وكأنهم علي علم مسبق بالنتائج النهائية لها؟ ‏ووأنهم يجزمون بأن الأمر محسوم سلفاً لصالحهم ، فبدأوا ( سريعاً ) ‏بنشر أحاديثهم ورؤياهم المتعصبة والمتطرفة سواء بقنوات التلفزة ‏المختلفة أو الصحف بل ووصولاً إلي توزيع منشورات علي السياح ‏الأجانب بشرم الشيخ وغيرها من مصايف ومنتجعات الدولة تدعوهم إلي ‏الأحتشام وعدم شرب الخمور ، وهم يدرون تماماً أن صناعة السياحة في ‏مصر من أهم ركائز الدخل القومي ويعيش عليها الملايين من أبناء هذا ‏الشعب ، ونسوا قوله تعالي ( ولكم دينكم ولي دين ) ، بل نسوا تماماً أن ‏الشعب المصري في عمومه هو شعب متدين في طبيعته وخياره وطبعه ‏هو الوسطية دونما أنحلال ودونما التعصب ، وأن الدين لله وحده وليس ‏للأخوان أو للسلفيون أو لأي مخلوق علي أرض البسيطة ، والله عز وجل ‏وحده هو صاحب الملكوت والحساب يوم العرض العظيم ، وبالطبع لاأخفي ‏أن هناك حالة من الترقب والحذر الشديدين باتت تقلق وتلف السواد ‏الأعظم من الشعب المصري تجاه ماصدر من تصرفات متعصبة ومتطرفة ‏وتصريحات وفتاوي مقدماً من جانب البعض من رموز الأخوان ويراها ‏الجميع أنها لاتبشر أطلاقاً بالخير وتنذر بسوء العواقب ، فالمصري ‏وبطبعه لا ولن يقبل بأي قوة قاهرة كانت تتدخل لتغيير نمط حياته وعلاقته ‏الخاصة مع ربه وحتي أصول دينه ومنهجه المعتدل والوسطي ؟ ولن يقبل ‏ومطلقاً بظهور جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثلما هو ‏بالسعودية ؟ في شوارع وحواري وأزقة مصر وهم يحملون العصا لضرب ‏الرجال والنساء والأطفال ولكي يملوا عليهم رغباتهم وأوامرهم والدين ‏دين الله وليس دينهم وهو القائل عز وجل ( وهديناه النجدين) ؟ ‏والمصريين بطبعهم أيضاً لن يقبلون أن يساقوا كالغنم من قبل أصحاب ‏أللحي والجلاليب القصيرة ولكي يملي عليهم أفعل هذا ولاتفعل ذاك ؟ أو ‏هذا حلال وهذا حرام والدخول في معترك الجدل البيزنطي والفتاوي ‏المتضاربة وهو بحر لاقاع له ولا شاطيء وسيغرق فيه الجميع حتماً ؟ بل ‏أن تصريحات التعصب الديني هذه والتي أطلت برأسها علي المجتمع ‏المصري ومقدماً ؟ وفيما يخص السياحة الأسلامية والسياحة الحرة ، قد ‏دفعت بالكثير من الدول إلي الأستفسار رسمياً عن مقاصدها وتسببت في ‏شطب العديد من الأفواج السياحية إلي شواطيء ومنتجعات مصر وتسببت ‏في حالة من التخوف والهلع لدي الكثيرين من طالبي السياحة المصرية ‏وعشاقها ، وبالطبع هو أمر جد وجلل وخطير وغير مسئول جملة ‏وتفصيلاً ، وإن كان هذا هو الحادث والجاري وقبل أن يحتل الأخوان ‏مقاعدهم في البرلمان القادم ، فكيف سيكون حالهم وتصرفهم إن هم ‏تمكنوا فعلاً من البرلمان وكرسي الرئاسة ؟! بالطبع أكاد ألمس أن هناك ‏كارثة وطامة كبري تحاك لهذا الشعب الغلبان وضربه في مقتل وإلهاء ‏الجميع عن أهداف الثورة وتتبع ومحاسبة الفاسدين ؟ وإدخالنا في ‏متاهات أسلامية وجدلية وسلفية ومذهبية وهي أمور وبالنهاية عقيمة ‏وفاشلة ؟ وغايتها الألهاء والتقاتل والتناحر الديني والمذهبي وبعيداً عن ‏تطلعات وأهداف ثورة وشعب يتطلع للحرية وبعيداً عن المجاهل والحروب ‏المذهبية والدينية ، والتي لا ولن تنتهي نارها إلا بأكل ماتبقي في مصر ‏من الأخضر واليابس ؟ والتي أري البعض فعلاً وقد بدأ يشعل فتيلها ‏وبقصد غايته الخبث والمكر ، ورمي البلاد والعباد في حجر وجلباب ‏الطائفية والتعصبات الدينية الهوجاء ، والتي لن تسمن ولن تغني عن ‏جوع ؟ بل وربما أنها سوف تنتهي ( وهو ربما هدفها الغير معلن ) إلي ‏تأسيس دولة طالبان مصرية جديدة ؟ في مصر المسالمة والوسطية في ‏العقيدة والأيمان والألتزام دونما تعصب ولا مغالاة ، بل يقيناً إذا ما أستمر ‏هذا الفكر المنفلت والمتعصب والعنصري والأعمي من جانب الأخوان أو ‏السلفيون أو حتي غيرهم من المهوسين والمتعصبين دينياً ، فنحن سنكون ‏حينها بصدد تناحر طائفي لامحالة ؟ وليس فقط بين مسلمين وأقباط ، بل ‏بين مسلمين ومسلمين ، ومذاهب ومذاهب ؟ وفتاوي وفتاوي ؟ وبالأخير ‏أن قراءات ومؤشرات ومبشرات مايحدث حالياً علي أرض واقع فعلي من ‏تصريحات وتصرفات صادرة من الأخوان أو السلفيون أو حتي جميع ‏متعصبي الدولة الأسلاميون هو وبالنهاية أنما ينذر ببداية شرر مستطير ‏وفتنة لن يحمد عقباها ، تصاغ وتحبك بتدبير وبأموال طائلة ويتم التخطيط ‏لها بعناية فائقة وبأموال تنهمر كالسيل من أجل أيقاظها وأشعالها ‏وإزكائها في دولتنا ؟ بينما الجميع نيام أو يأخذون الأمر ببساطة متناهية ‏وكما هي عادتنا أن نصحوا فقط عندما ينهار المنزل فوق رؤس الجميع ، ‏فهل من منتبه وهل من منقذ للجميع قبل فوات الآوان وقضم أظافر الندم ؟ ‏ولله الأمر من قبل ومن بعد .‏
Mohamd.ghaith@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات