الربيع العربي الاسلامي والايادي الخفيه


عندما تندلع الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات الشعبيه ,على خلفية القمع والفقر والبطالة والاستبداد السياسي الذي تعيشه الشعوب ضد تلك الانظمة الاستبداديه والدكتاتوريه,والتي حكمت تلك الشعوب عقود من الزمن, ادى ذالك بمايسمى بالثورات العربيه او الربيع العربي الذي اندلع ضد هذه الانظمه , فسقط ماسقط ومنها من ينتظر نحبه.

لكن هناك عوامل اوقوى مساعده توصف بالآيادي الخفيه التي تدعم وتدير هذا الربيع وتساعده في التخلص من تلك الانظمة التي يصفها شعوبها بالاستبداديه, على الرغم من ان هناك رغبات حقيقيه لتلك الشعوب في التخلص من تلك الانظمة,التي فرضت سيطرتها عقود من الزمن والتي عانت تحت وطئتها ويلات الفقر والتشرد والتغول الامني والاستبداد السياسي , مصاحب ذالك اغتيال لشخصية قوى المعارضه وتهجيرها .

من هنا ضهر مايسمى بالربيع العربي الاسلامي , فليس بمحض الصدفه ان يفوز حزب النهضه الاسلامي في تونس وتتقدم الاحزاب الاسلاميه في مصر ناهيك على الشعارات التي تضهر في ليبيا وسوريا وغيرها من البلدان العربيه تحت شعارات ( الاسلام هو الحل ) نعلم ان من يدعم الاحزاب الاسلاميه وتوصيلها بأقل جهد لدفة الحكم هي امريكا وحلفائها , ربما يستغرب الكثير مما اقول ويتسأل ماهو الهدف الذي ترمي من ورائه امريكا ,علما ان الانظمة التي سقطت هي حليفه لامريكا .


أن ماتسعى أليه امريكا والغرب حسب مايراه المحللون والمختصون السياسيين هو ان هناك مخطط امريكي غربي يهدف الى أعادة بناء الوطن العربي على أساس مذهبي ديني طائفي وذالك من اجل تفتيت البنية التحتيه والديمغرافيه للوطن العربي ,واشعال الحرب الطائفيه لتسهيل بيع الاسلحه المكدسه في المصانع الامريكيه وحلفائها,فمن المعرف ان اوروبا وعلى رأسها امريكا تعيشان أزمة اقتصاديه وماليه حاده, كان من اهم افرازات تلك الازمة ملايين العاطلين عن العمل والمستائيين من حكوماتهم,لذى لابد لحكومات تلك الدول أيجاد مخرج لها من هذه الازمة وتهدئة غضب شعوبها,فما كان الخيار امامها الا استخدام عامل الدين لدى الشعوب العربيه فهو الاسهل ولاكثر تغللغل وانتشار بين تلك الشعوب.
لقد نجحت امريكا في مخططاتها واستقطابها لقوى الشد العكسي وتسسيرها العمليه وفق أهوائها ومخططاتها. فهي اليوم تعيد رسم خريطة الوطن العربي الجديد.

في الاردن اليوم نجد ان رئيس الوزراء الاردني الجديد عون الخصاونه قد شكل ائتلاف مع حزب الاخوان المسلمين وفق شروط أملأها عليه الحزب , ورفض عروض عون في المشاركه في حكومته , لان الذي يرمي أليه الحزب واضح وقد وصل أليه وهو أعادة فتح مكاتب منظمة(حماس) وعودة قيادي حماس للاردن بل اعتبر ان استبعاد حماس وقياديها من الادن خطأ دستوري ,ففي احدى الصحف ذكرت ان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قد كان اول المهنئين لعون الخصاونه واستقباله للقيادي محمد نزال في منزله وذكرت الصحيفه ايضاً ان مشعل سيقوم بزيارة الى المملكة خلال ايام برفقة ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من جهة ثانية كشف مصدر قيادي موثوق في جماعة الأخوان المسلمين عن انقسام في المكتبين التنفيذيين لجماعة الأخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي، إزاء المشاركة في حكومة عون الخصاونة، ما بين موافق ورافض، إلا أن الأغلبية انحازت للمشاركة المشروطة.

فكيف يمكن لحكومة البيت الابيض التي اعلنت الحرب على الارهاب والقاعدة والجماعات الاسلامية ان تقف وراء تلك الجماعات ولاحزاب الاسلاميه وتمدهم بالعون والمساعده من اجل اعادة تشكيل وطن عربي جديد او شرق اوسط جديد تحمي من خلاله مصالحها وتبقي نفوذها في الشرق اوسط الجديد وبذالك تأمن الحمايه الكامله لأسرائيل. اليس هذا شئ يجعلنا نتوقف للتامل ؟ ونطرح بعض الاسئله؟ من المستفيد الاول من الربيع العربي الاسلامي ؟ وهل ستبقى الاحزاب الاسلاميه هي الاسلحه الفتاكه في يد امريكا تشهر في اي وقت شاءت؟ وماهي نتائج هذا الربيع على الشعوب ؟وهل ننتقل من مرحلة الربيع الى الخريف ؟ وهل ستكون هناك رحلة الشتاء والصيف ؟
alhajer92@yahoo.com



تعليقات القراء

هذلول
1.الاخوان اضعف بكثير من ان يملوا شروطا على الدوله,هم حلف الدوله و صنيعه الغرب

2.في المقال كثير من لاستنتاجات التي بحاجه للمراجعه و التروي

مع الاحترام
14-12-2011 02:50 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات